أين أنت أيها المهاجر

أين أنت الان أيها المهاجر؟

صرخة لاجئ (أين أنت الان )

أين أنت الان أيها المهاجر ؟، نكبة 48، النكبة، نكبة فلسطين، الهجرة، نكبة 1948م
     لاجئ فلسطيني، عدوان 1948م

تصف خاطرة (أين أنت الان أيها المهاجر؟ ) صرخةُ لاجئ فلسطيني مهجر،

 يخاطب نفسه الجريحة، ويقول لها : أين أنتِ الآن؟

فأجابته نفسه المتألمة الهائجة : أنت الآن ضائع، أنت الآن مثل الحصان المشرد .

 فخاطبها وقال: وأنتِ الآن كالريح المجنونة، تحدقين وتعصفين بحياتي،

 انظري إلى الخريطة. فلسطين قُسِّمت ، ونحن في زحمة التاريخ ضياع!

 فتجيب النفس الصابرة المحتسبة . أتحب أن تعرف أين أنا؟ فقلت: 

نعم أريد أن أعرف أين أنتِ؟

قالت: انظر أين أنتَ، و أين تتجه ! قلت : أنا أنا قالت: نعم ألا تدري ؟ 

انت الآن  داخل المخيم. فقلت لها: وأنت… أين أنتِ الآن ؟

تذكَّري ، قد تكونين و لا تكونين . قالت : ألا تعرف أين؟ ألا ترى ؟

إنني التاريخ ، حاضره ومستقبله . وغدًا سوف أرسم خريطة التاريخ من جديد ،

 وسأكون معك ، وأشارت بيدها ، وقالت الوداع

 هل سمعت بقضية المهجرين من فلسطين بعد نكبة 1948م؟ 

و هل سمعت صرخات هؤلاء اللاجئين في بلاد المهجر والشتات ؟

 أتعتقد أنهم نسوا حقهم ، في المطالبة بحق العودة؟ بالطبع لا!

 ولذلك سيستمرون بالمطالبة بحقهم مهما طال الزمان.

ذكريات شيخ تجاوز الثمانين

أين أنت الان أيها المهاجر ؟ الهجرة، التشرد، النكبة الفلسطينية، آثار النكبة، نكبة 48، عدوان 48، هجرة الفلسطينيين
أين أنت الان؟

حمل شيخ تجاوز الثمانين من عمره بطاقة تموين في يده ، 

وهي بطاقة تُصَرف للآجئين الفلسطينيين ،

وذهب إلى مركز التموين كي يحصل على كيس دقيق، وشيء من سكر وحليب.

وبينما هو في طريقه،  قابله حفيده ، وقال له: إلى أين أنت ذاهب يا جدي؟ 

قال الجد ساخراً: ألا ترى، ما في يدي؟ وأشار إلى بطاقة التموين.

ضحك الحفيد، و رافق  جده إلى مركز التموين التابع للأمم المتحدة، 

وما إن دخلا المركز، حتى طلب الجد من حفيده أن يساعده في الجلوس،

جلس الشيخ ، وأسند ظهره على باب المكتب كي يستريح،

 وما إن أغمض عينيه حتى نام، وخلال نومه حملته الذكريات إلى أيام شبابه،ألا تعلم ؟

أحلام الشيخ

أين أنت الان أيها المهاجر ؟ يافا قبل النكبة، نكبة48، النكبة، عروس البحر، يافا عروس بحر فلسطين
مدينة يافا قبل نكبة 1948م

حملته إلى شوارع يافا وحيفا والقدس ،ثم أبحر إلى عكا . 

وما إن غط في نومه حتى أيقظه صوت سيارة الدقيق.

وقفت بالقرب منه، ولذلك  فتح عينيه وأخذ يحملق في وجه حفيده في دهشة ،

 ويسأله: أين أنا؟

ثم بكى الجد ، وتحسر من قلبِ كله ألم وحزن على عالم جاحد حاقد ،حاول و يحاول محو حق العودة، 

ولكن هيهات لهم ذلك ، فحق العودة وتقرير المصير لكل الفلسطينيين محفور في كل قلب فلسطيني،

 يورث من جيل إلى جيل ، وفتح الجد عينيه وقال مرة أخرى  : أين أنا الآن ؟

  قال الحفيد لجده: أنت الآن في مركز التموين.  ثم قال: هل أنت مريض يا جدي؟

 قال الجد: لا أنا الآن بخير . في الحقيقة ، أعادت الغفوة  لي الحياة، لذلك أنا في غاية السعادة ، 

ولقد أرجعتني إلى مزرعتي في يافا، بل إلى  أيام زمان .

  بعد أن شعرت بأنني ميت، من أجل ذلك لا  ابالي بما يحيط بي. في غضون ذلك ،

 أخرج الجد من جيبه مفتاحاً، ثم وضعه في يد حفيده محمد، وقال : 

يا حبيبي يا محمد ، اسمع وصيتي لك ، وهي :

أريد منك بعد ذلك ، كلما قرأت اسمي، أن تقول رحم الله جدنا ،

 الذي حافظ على مفتاح أبيه، ونحن سنحافظ عليه ، فهو رمز حق العودة. 

وفي الحال، وضع الشيخ مفتاح أبيه في يد حفيده، قال :

هذا أغلى شيء في حياتي ، والأهم من ذلك كله ، هو المحافظة عليه، 

مهما طال الزمن، كما حافظنا عليه.

صرخةُ ( أين أنت الان؟)

لاجئ… كلمةٌ سَمعتُها، حَفظتُها منذ زمن.

فَهمتُها أَدركتُها، تَخمَّرت بلا ثمن.

كُتبَت نُطِقَت، عُلِكت بكل فم. تَقطَّعت تًمزَّقت، وُزِّعَت بين الأمم.

وُعِدَت فَرِحَت بقرار هيئة الأمم. غداً لا بعد غَدٍ ، إلى متى هذا الحلم.

من ماضٍ إلى حاضرِ، فمستقبلٍ خُط وارتسم.

هدأت سَكنت على أمل لم يتم . صَاحت صَرخت؛ لِتُسمِع من به صَمَم.

تَخاذلٌ، تَراجعٌ، تَناقصٌ، أينَ أينَ الهمم؟ هل نبقى هكذا؟ أم نركَع لمن ظلم؟

لا بد من تقارب، وطيّ جرح يلتئم.

تَكاتف، تَلاحم قبل فوات وندم.

وحدةٌ لا بد منها دون لا أو نعم . للمزيد من المعلومات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top