قصة مثل غريبة
نسمع مثل(اختلط الحابل بالنابل) كثيراً، فمن هو الحابل؟ ومن هو النابل؟ ومتى يضرب هذا المثل؟ وما قصته؟
إليكم أصل الحكاية من البداية إلى النهاية.
المقصود بالحابل والنابل
قبل أن نتطرق إلى شرح المثل، لا بد من توضيح معنى كلمات المثل.
فالحابل لها معان كثيرة، وكلها تصب في معنى واحد تقريباً، ويقصد به من يمسك بالحبل.
فالمعنى الأول: هو من يمسك بحبل الحصان أو الجمل أو أي دابة، أثناء الحرب، حيث كان هناك رجال مهمتهم توجيه الخيل والإبل في المعركة.
والمقصود به في مكان ثان: هو من يمسك بالحبل، ويجعل منه لفائف، يصطاد بها الحيوانات.
وهناك مقصد آخر له: وهو من يستخدم الحبال في الإيقاع بالعدو في الحرب.
أما النابل: فهو من يستخدم السهام ( النبال) في الرمي على الأعداء، ولذلك سمي النابل.
قصة المثل
يحكي أن معركة حدثت قديماً، وقد كان في المعركة جنود يحملون السهام ( النبال)، وآخرون معهم الحبال، وبعضهم يمسكون بحبال الخيل والإبل .
ومع اشتداد المعركة، اختلط من يحمل النبال، مع غيرهم ممن يحمل الحبال، ومع شدة الغبار، ووطيس المعركة، لم يستطع أحد الرؤية الجيدة، والتفريق بينهم.
ولذلك قيل المثل
ويقال أن قصة المثل جاءت من وجود صائدين، يصيدان الحيوانات في الغابة، وكان الأول يصطاد بالسهام( بالنبال)، والثاني يصطاد بالحبال.
في يوم من الأيام اجتمعا في مكان واحد ليصطادا، ونتيجة لاختلاف طريقة صيد كل واحد منهما، فرت الطريدة، ولم يصطاد أي منهما.
فإذا اجتمع صيادو النبال بصيادي الحبال، يختلط أصحاب النبال بأصحاب الحبائل فلا يصاد شيء، وإنما يُصاد عادة في الانفراد.
فلذلك، إذا اجتمع صاحب النبال( النابل) بصاحب الحبال، واختلطت الأمر، ولن ينجح أي منهما في الوصول إلى ما يريد.
ولذلك قيل هذا المثل
متى يضرب هذا المثل؟
يضرب هذا المثل عندما يكون هناك خلط، وعدم وضوح بين أمرين: جيد وسيء، ويصعب الفصل بينهما، بسبب وجود الجدل العقيم الذي لا طائل منه.
ومن القصص التي ضُرِبَ فيها هذا المثل:
يحكى أن راعياً للغنم، أراد أن يفصل النعاج التي تحلب؛ أي التي ضرعها فيه حليب، من النعاج التي لا يوجد في ضرعها حليب.
قام الراعي بإدخال الغنم في الحظيرة، وأخذ يفصل النعاج التي بضرعها حليب عن سواها، وبعد أن فصلها عن بعضها، هاجت الغنم وتداخلت مع بعضها البعض.
فنظر الراعي وهو حزين، وقال في نفسه: اختلط الحابل بالنابل، وبذلك جرى على لسان عامة الناس مجرى الأمثال.