أحزان المرأة التي فقدت ابنها
هل تعلم بأن الأحزان طرقت كل بيت في هذه الدنيا؟ ولكن كيف نواجه هذا الحزن؟ في هذه القصة يقدم لنا حكيم وصفة سحرية في كيفية مواجهة هذه الاحزان.
يحكى أن امرأة مات ابنها الوحيد، فرافقتها الأحزان الشديدة أينما كانت،
ومن شدة هذه الأحزان التي ألمت بها، ذهبت إلى رجل حكيم، لتجد عنده ما يخفف آلامها.
قالت للحكيم: يكاد الحزن تقتلني، هل من وصفة أو دواء يساعد في انتهاء هذا الحزن؟
قال لها الحكيم: علاجك بسيط جداً، ولكن يحتاج جهد وتعب شديدين.
فرحت المرأة، وقالت: إن كانت وصفتك ستزيح الأحزان، فأنا سأسخر كل قوتي ومالي للتخلص منها.
وصفة الأحزان السحرية
قال الحكيم: هناك وصفة سحرية في بيت من البيوت، وهذا البيت لم يعرف حزناً أبداً،
وإذا استطعت الوصول إلى هذه البيت، فسوف تنتهي أحزانك.
خرجت المرأة من عند الحكيم، وكلها أمل في العثور على الوصفة السحرية.
بدأت المرأة البحث عن الوصفة السحرية للقضاء على الحزن، من خلال البحث في البيوت المجاور.
طرقت المرأة جميع أبواب البيوت المجاورة لها، وكان سؤالها:
هل منزلكم عرف الأحزان على مر السنين والأيام؟
كان جواب كل البيوت والمنازل التي مرت بها المرأة واحد، نعم أصابتنا الأحزان.
وكان كل بيت يصف لها حزنه وألمه، وكان هناك أحزان متنوعة منها الشديد، ومنها الأشد إيلاماً.
عادت المرأة إلى بيتها، وقالت: لا بد أن أذهب إلى القرى البعيد، لعلني أجد الوصفة،
ثم حملت معها مؤونة السفر.
السفر للبحث عن وصفة الأحزان السحرية
سافرت المرأة وفي طريقها، رأت قصراً كبيراً رائعاً، طرقت باب القصر،
وطلبت مقابلة صاحبه.
خرجت صاحبة القصر، وسألت المرأة، عن حاجتها، قالت المرأة:
أبحث عن منزل لم يعرف حزنًا أبدًا.
استغربت صاحبة القصر السؤال، وقالت للمرأة، وما حاجتك من الإجابة على هذا السؤال؟
ردت المرأة: إنه مهم جدًا بالنسبة لي.
قالت صاحبة القصر: لقد أتيت بالتأكيد إلى المكان الخطأ،
وشرعت في وصف كل الأمور المأساوية التي حلت بساكني القصر مؤخرًا.
واصلت المرأة طريقها، حتى وصلت قرية، أغلب ساكنيها من الفقراء المعدمين،
وفيها بعض العجزة والمعاقين.
أخذت المرأة تحدث نفسها: أيعقل أن أجد بين هؤلاء من لم يعرف حزنًا أبدًا؟
إن الأسى والحزن يخيم على كل جزء في القرية، فكيف أسأل سؤالاً،
أعرف بالتأكيد جوابه؟ ترددت المرأة، ولكن الفضول دفعها دفعاً، وقالت: سأجرب حظي.
الأحزان تعُم أهل القرية
ثم مضت المرأة في البحث في القرية عن منزل لم يعرف الحزن من قبل.
ولكن حيثما استدارت، في القرية، وفي الأماكن المجاورة، وجدت حكاية تلو الأخرى من الحزن والبؤس.
أخذت المرأة تنخرط في حياة القرويين، والتعرف على أسباب حزنهم وآلامهم.
صُدمت المرأة، حيث وجدت أن الأحزان التي أصابت أفراد القرية، أضعاف أضعاف الحزن الذي ألمَّ بها.
فقد وجدت الكثير من الأيتام، والعجزة، والمعاقين، وممن في حاجة ماسة للمساعدة لقلة الحال.
لذلك انخرطت المرأة في خدمة أهل القرية، لدرجة
أنها نسيت في النهاية سعيها للحصول على الوصفة السحرية.
الوصول إلى الوصفة السحرية
في الواقع/ لم تدرك المرأة أبدًا أنها بذلك، استطاعت، إخراج الأحزان من حياتها.
وفي النهاية/ هل تستطيع اخراج الأحزان من حياتك،
من خلال طرق أبواب جيرانك وزملائك في العمل وأصدقائك للبحث عن الوصفة السحرية؟
من المرجح، أنك لن تتمكن من جلب الوصفة السحرية من منزل لم يعرف الحزن.
فالحزن يزدهر في أشكال مختلفة من التنكر، مثل، الموت، الطلاق، المرض،
المشاكل الأسرية، ضغوط العمل، الفقر، البطالة…
في الختام/ الأحزان تلازم الإنسان، هل تستطيع اخراجها من حياتك بغير هذه الطريقة؟
فكر جيداً، وأخبرني!!!
ملخص القصة
كانت امرأة تعيش مع ابنها الوحيد، لكن ابنها توفي في حادث. كانت المرأة حزينة للغاية، وذهبت إلى رجل حكيم لطلب المساعدة. قال الحكيم لها إن هناك وصفة سحرية في بيت لم يعرف حزناً أبداً، وإنها إذا استطعت العثور على هذا البيت، فسوف تنتهي أحزانها.
بدأت المرأة البحث عن هذا البيت، وطرقت جميع أبواب البيوت في القرية، لكنها لم تجد أي بيت لم يعرف الحزن. كانت كل البيوت قد عاشت حزناً ما، سواء كان حزناً على فقدان أحد الأحباء، أو حزناً على المرض، أو حزناً على الفقر، أو أي نوع آخر من الحزن.
بدأت المرأة تشعر بالإحباط، لكنها لم تستسلم. قررت أن تذهب إلى القرى البعيدة، لعلها تجد هذا البيت هناك. سافرت المرأة لسنوات، وطرقت جميع أبواب البيوت، لكنها لم تجد أي بيت لم يعرف الحزن.
ذات يوم، وصلت المرأة إلى قرية صغيرة، وطرقت باب أحد البيوت. فتح الباب رجل عجوز، وسألها المرأة: هل منزلكم عرف الأحزان على مر السنين والأيام؟
أجاب الرجل العجوز: نعم، لقد عرف منزلنا الكثير من الأحزان. لقد فقدنا أحباءنا، ومرضنا، وفقدنا المال، لكننا لم نفقد الأمل.
سألت المرأة الرجل العجوز: كيف لم تخسروا الأمل؟
أجاب الرجل العجوز: لأننا تعلمنا أن الحزن جزء من الحياة، وأن كل إنسان سيمر به يوماً ما. لكن الحزن ليس نهاية الحياة، بل هو بداية جديدة.
أدركت المرأة أن الرجل العجوز كان يتحدث عن الوصفة السحرية التي كانت تبحث عنها. كانت الوصفة ليست في بيت لم يعرف الحزن، بل في قلب الإنسان الذي يتعلم أن يتقبل الحزن، ويمضي قدماً في الحياة.
شكرت المرأة الرجل العجوز، وعادت إلى منزلها. لم تعد حزينة كما كانت من قبل، لأنها تعلمت أن الحزن ليس نهاية الحياة، بل هو بداية جديدة.