قصة الحيرة في الاختيار الصحيح، تمثل الواقع الذي يعانيه، كثير من الشباب العربي، وفي هذه القصة سنجد حيرة الشباب، كما سنرقب دموع الألم والحسرة؛
لقلة العمل وكثرة البطالة، وكثرة الخريجين.
الحيرة والألم في الاختيار
الحيرة في الاختيار
كان الشاب محمد يعيش مع والديه بمدينة صغيرة، وهو خريج برمجة لغة الحاسوب.
ولذلك قدم طلب للدراسة في أمريكا، وبعد أقل من عام، وصل الرد بالموافقة على المنحة.
أخبر محمد والديه بالمنحة، وهو يريد أن يلتحق بها ،وقال لهما:
لا أستطيع العيش في بلد، أصبحت مقومات الحياة فيه شبه معدومة.
بطالة خانقة، خريجون بالآلاف، كساد وفقر، لا لن أبقي هنا.
حاول والدا محمد ثنيه عن رغبته في السفر حتى يبقى بجانبهم في أواخر حياتهما.
لكن محمد كان مصراً على السفر ومع ذلك كان محمد في حيرة وبين نارين:
الأولى : رسائل وفيديوهات و صور كان يرسلها له صديقه أحمد من دوله أمريكا، والاغراءات المستمرة منه.
حيث يبين له فيها جمال تلك المناطق، ورقيها ونظامها ونظافتها، ووفرة العمل بها وتنوعه. والثانية :توسلات والديه إليه بعدم مفارقته لهما، وعرض والدته حُليَّها عليه؛ كي يبيعها،
ويشتري له سيارة، يعمل فيها، وتكون له مصدر رزق.
شراء السيارة
بعد مشاهده محمد دموع والدته ، وهي تبكي،وتتوسل، وافق محمد على عرض أمه، واشترى سيارة،
وأخذ يعمل كسائق أجرة داخل المدن، وبقي على هذه الحال مدة من الزمن.
ولكن الحال لا تبقى حالاً، والزمان في تقلب، فيوم لك ويوم عليك.
عاد محمد، بعد يوم من العناء من توصيل الركاب إلى أماكنهم صباحاً ومساءً،
وقام بإدخال السيارة تحت العريشة التي صنعها للسيارة؛
لتحميها من حرارة الشمس.
وما إن همَّ بالخروج من السيارة حتى لفت انتباهه شيء أسود ملقى على الكرسي الخلفي للسيارة.أضاء محمد مصباح سقف السيارة ليرى هذا الشيء،
فإذا الشيء عبارة عن حقيبة نسائية جميلة، فمد يده وأخذها، ثم فتحها،
فوجد فيها مبلغاً كبيراً من المال، وهاتف(جوال) حديث.
أصبح محمد في حيرة ، وأراد اخبار والديه ، و فكر في المال، وقال في نفسه:
لو أخذت جزء من هذا المال فسوف أحل كل مشاكلي، و سوف أحقق كل أحلامي:
أبني بيتاً، أتزوج، أنجب أطفالاً كان هذا بالنسبة له فرصة ذهبية، ثم أغمض عينيه وتخيل نفسه مع زوجته وأبنائه على ضفاف النهر،
أو على شاطئ البحر، وأخذ يبتسم ويضحك.
ولكن قطع حلمه صوت رنين الهاتف: توقف التفكير، ذهبت الأحلام أدراج الرياح،
قال في نفسه، أكيد صاحبة الحقيبة، فماذا أفعل؟
أصبح تفكير محمد مشوشاً، وأزدادت حيرته، فهو بين شقي رحى: إما أن لا يرد على الهاتف، ومن المؤكد أن صاحبة الهاتف هي من تدق الأن.
أو يرد على الهاتف ويعود إلى حاله سائقاً متجولاً يصحو صباحاً لينقل الركاب ،
ويعود مساءً في حياة روتينية مقيتة بين أناس يدفعون إليه الأجرة، بيد تمتد بتململ وبطئ، وكأنهم يقتطعونها من لحمهم.
أخذ محمد يوازن بين الموقفين: أيعيد الحقيبة إلى صاحبتها، ويخسر أحلامه، أم يأخذها ويكسب المال، ويخسر ذاته ومبادئه وقيمه.قال:
في الاثنتين خسارة،
ولكن خسارة الذات والمبادئ والقيم، أشد قساوة على النفس، وستبقى تلاحقني كل حياتي.ولكن أين الاختيار الأفضل؟
أعادة الهاتف إلى صاحبته وحُسن الاختيار
عاود الهاتف يدق مرة أخرى، وفي هذه المرة كان لصوت الهاتف نغمة كسهم اخترق قلب محمد، وأزاح الغمام عن عينيه ،
وخاطب ضميره بصوت لا يسمعه، إلا من لديه ضمير حي.
قائلاً : لا يا محمد ، عد إلى دينك، أصلك، قيمك!وفجأة رفع الهاتف،
وأجاب: من معي، فردت فتاة قائلة: أنا صاحبة الهاتف والحقيبة.
رد محمد بصوت متلعثم: أرجوك سامحيني لتأخري في الرد على الهاتف،
أرجوك أرسلي لي عنوانك، وأنا سأحضر لك الحقيبة بما فيها.جلس محمد، وقال في نفسه: صوت هذه الفتاة ليس غريباً، فقد سمعته اليوم، وأخذ يتذكر،
لقد ركبت معه أكثر من فتاة.قطع حبل تفكيره صوت الهاتف يبلغه بوصول الرسالة،
فنظر إلى العنوان فتذكر الفتاة.
انطلق محمد إلى بيت الفتاة، وما إن وصل حتى وجد فيلا جميلة، توحي بأن أهلها من الأثرياء. وصل الباب
فوجد رجلاً ينتظره، وقد عرف لاحقاً أنه أحد الخدم في الفيلا، استقبلته الفتاة ورحبت به وشكرته على أمانته.
نظر محمد فرأى رجلاً كبيراً في السن مقعداً، يجلس على كرسي متحرك، فحياه وسلم عليه،
ورد الرجل التحية، والابتسامة لا تفارق وجهه.
أخذ محمد ينظر إلى الفيلا التي تحوي كل ما تخيله في بيت المستقبل، وفيها كل ما سرَّ وطاب،
حيث قدم له طبقاً من الفواكه التي لم يذق طعمها منذ فترة.
نظر الرجل المقعد إلى محمد، وقال: أنا صاحب هذا البيت، ووالد هذه الفتاة،
وعندي من المال ما لا أستطيع حصره،
ولكن، ثم نظر إلى قدميه والعربة، وأخذ يبكي!
وبعد أن هدأ، قال الرجل لمحمد: أراك مندهشاً وحزيناً وفي حيرة يا بني،
فلماذا هذا الحزن في عينيك؟
أخذ محمد يقص للرجل حاله، ومعاناته طوال اليوم، وأن أمه باعت حُليَّها من أجل شراء هذه السيارة.
الاختيارو الحيرة في الاختيار
اختبار محمد والحيرة في الاختيار
نظر الرجل إلى محمد، وقال: أتريد مالاً، قال محمد: نعم اريد .
قال الرجل: سأعطيك نصف ثروتي، فنظر محمد إلى الرجل في دهشة،
ولماذا، وكيف؟ قال الرجل: إذا استطعت
أن تجلس في كرسي مثل هذا، وأشار إلى الكرسي الذي يجلس عليه، ولا تحرك قدميك، ولا ترفع يديك.
ولا تنبس بشفتك ولو بحرف، وكلامك ايماء، وطلبك بالحاجبين إشارة،
وذلك لمدة شهر، وإذا خالفت شرطاً، زادت الأيام عشراً ،
وهذه فرصةلك في الاختيار .
هذا خيار وعليك أن تختار ، فكر محمد في الذي يعرض عليه.
و أصبح في حيرة عند سماع ذلك. هل يوافق على هذا الشرط الصعب؟
فكر محمد، وتخيل الثروة أمامه، ووافق على الجلوس في المقعد
وعلى شروط الرجل.
كان يُقدَّم لمحمد أطيب الطعام، وكان يَقوم على خدمته خادم يلبي كل طلباته، وكان الخادم يطعمه بيديه.
مرت الأيام، وكان الرجل يجلس بالقرب من محمد، وكانت ابنته تجلس بجوار ابيها تحدثه، ويتشاوران في أمور كثيره عامة،
وكان محمد يرغب في المشاركة في الحديث، ولكن شروط الرجل،
كانت تقف حائلاً أمامه. صبر محمد على ذلك،
وكاد أن يختنق، لأن الكلام كان يقف في حلقه، ويتقدم إلى شفته، وهو يمنعه من الخروج.وفي ساعة من أحد الأيام.
كان محمد جالساً، وأمامه الرجل، فإذا بصوت يرتطم بالماء،
فنظر محمد فرأى قطة تقع في مسبح الفيلا .
أراد محمد أن يحطم الشروط، وأن ينطلق لإنقاذ القطة، فأصبح في حيرة،
ورفع قدميه ووضعهما على الأرض، كي ينطلق وينقذ القطة،
ولكن الخادم كان أسرع من محمد في انقاذ القطة، فأسرع وأخرجها من المسبح.
كان الرجل يراقب حركات محمد وسكناته،
والابتسامة لا تفارق وجهه.
وقال لمحمد: الشرط الجزائي سيُنفَّذ، ولذلك زادت عشرة أيام؛ لأنك لم تلتزم بالشرط، وقمت من مقعدك.
شعر محمد بأن قدميه أخذ تتجمدان، وساقيه ثقيلتان، وأن حلقه جف، ولسانه بات عاجزاً عن الحركة،
وكادت الدموع تقفز من عينيه.
عامل التحدي
عامل التحدي ما زال قائماً بين محمد وشروط هذا الرجل، فالمال يتلألأ أمام محمد، وعجزه كالكسيح يقف في الجانب الآخر يتحداه.
قام الرجل بنزهة إلى شاطئ البحر، وأخذ معه محمد، وجلس محمد وبجواره الرجل، ينظرون إلى الأطفال.
وهم يركضون ويلعبون، وأثناء ذلك أقبلت مجموعة من الشباب يتقاذفون الورود، وهم يضحكون.
وقام شاب بقذف وردة اتجاه محمد، وقام محمد دون تفكير ومراجعة الشروط، بالتقاط الوردة بيديه.
نظر الرجل إلى محمد، وهو يبتسم، وقال: لقد نسيتَ شرطأ يا محمد، فزادت الأيام عشراً.
أخذت دموع محمد تسيل على خديه، وأخذ يشعر بأثر الشروط على نفسيته،
وجسمه، فأصبح لا يأكل إلا قليلاً، وأصبح جسمه يذبل.
في يوم والكل جالس في فناء الفيلا، فتح الخدم الفيلا لدخول سيارة الرجل الفاخرة.
وما إن فُتِحَ باب السيارة حتى أحضر الخادم عربة مثل عربة الرجل التي يجلس عليها، وتوجه نحو السيارة،
وحمل امرأة من داخل السيارة، وأجلسها في العربة، فنظر محمد، فإذا هي أمه. دهش، ما بال أمه، كيف أصبحت مقعدة،
وقد تركها قبل أيام، وهي سليمة وبصحة جيدة.
وما أن أفاق من حيرته، حتى خرج من السيارة رجل يتوكأ على عصاه، وكأنه شيبة في الثمانين من عمره، أمعن محمد النظر،
فإذا بأبيه يتكئ على عصا، ويدفع عربة أمه نحوه . كان وقع المشهدين مثل الصاعقة على محمد، وازدادت حيرته، وتقدم الأب نحو ابنه.
وما إن اقترب منه حتى أخذت العصا تتراقص بين يديه، وصار الأب يترنح ممسكاً بعربة زوجته.
وكاد أن يسقط، وما هي إلا لحظات حتى قفز محمد، ودفع عربته جانباً، واحتضن والداه، والدموع تملأ عينيه.
النجاح في الاختيار والاختبار
نظر الرجل المقعد(صاحب الفيلا) إلى محمد، وقال له: الحمد لله، لقد نجحت يا محمد في الاختبار نجاحاً كبيراً.
قد قُسِّم الاختبار إلى عدد من المشاهد تم عرضها عليك بشكل رائع، وهي:
1- قد أَلقى الخادم بقطة بلاستكية في الماء، واختبرنا رحمتك، فكنت رحيماً.
2- اتفقت مع شاب على شاطئ البحر، فأَلقى لك وردة، فلقفتَها، فكنت ودوداً تقبل الهدية، وهذا طبعك ولم تتصنعه.
3- عندما لَعِبت أمك دور القعيد، ولعب أبوك دور الشيبة، فقد نجحت نجاحاً عظيماً، فكنت باراً بوالديك. تقدم الرجل بعربته،
وقبَّل محمداً، والدموع تترقرق في عينية.
وقال له: لك نصف ثروتي، وزوجتك ابنتي، ثم مال برأسه على عربته، وصعدت الروح إلى بارئها. الاختيار الاختيار الاختيار الاختيار
وَقعَ محمد باكياً بين عربة أمه، وعربة الرجل الذي أعطاه درساً في الحياة أنار له طريقاً مملوءة بالحيرة والدموع وحُسن الاختيارفي الاختيار .
Article translation
The story of the confusion of choice
The story of choice, representing the reality that many Arab youth suffer from, and in this story we will find the confusion of the youth, and we will watch the tears of pain and heartbreak; The lack of work, the large number of unemployment, and the large number of graduates
Young Mohammed lived with his parents in a small town, and he is a graduate of computer language programming.
Therefore, he submitted an application to study in America, and after less than a year, the response received the approval of the scholarship.
Muhammad told his parents about the scholarship, and he wanted to join it, and he said to them:
I cannot live in a country where the necessities of life are almost non-existent.
Suffocating unemployment, graduates by the thousands, depression and poverty, no, I will not stay here.
Muhammed’s parents tried to dissuade him from wanting to travel so that he would stay with them at the end of their lives.
But Muhammad was insisting on traveling, yet Muhammad was confused and between two fires:
The first: messages, videos, and photos that his friend Ahmed was sending him from America, and the constant temptations from him.
Where he shows him the beauty of those areas, their sophistication, order and cleanliness, and the abundance and diversity of work in them. And the second:
His parents pleaded with him not to leave them, and his mother offered him her jewellery. to sell it,
He buys a car for him, works in it, and has a source of livelihood.