ثورة التعليم عن بعد (طريق الانترنت)
كيفية أثر التعليم عن بعد على الأطفال في زمن كورونا
التعليم عن بعد في زمن جائحة كورونا
ما المقصود بالتدريس عن بعد؟ وما مزايا وعيوب هذا التعليم؟ التعليم عن بعد في ظل الجائحة
مزايا التعليم عن بعد
التعليم عن بعد هو شكل من أشكال التعليم حيث يستخدم الطلاب أجهزة الكمبيوتر المنزلية الخاصة بهم عبر الإنترنت.
حقيقة إن التعلم يتطلب التركيز، والتركيز يتطلب الانتباه إلى ما تتم دراسته، والتفكير فيه وصياغته وكتابته.
إنها عملية تحدث مع النية الصادقة والمشاركة الواعية ، ولا يمكن الاستعجال بها مهما كان.
خلال أوقات ما قبل جائحة كورونا، كان يمكن للعديد من الطلاب أن يوازنوا بين حياتهم ومهنهم وأسرتهم ومسؤولياتهم الأخرى،
وتعلمهم الدراسي بطريقة مثمرة إلى حد ما. بينما كانت هناك دائمًا استثناءات للقاعدة.
كان يعلم كل معلم قبل حدوث الجائحة، أنه بإمكانه الاعتماد على طلابه،
لإرسال عملهم في الوقت المناسب، وتلقي مشاركاتهم، ومناقشتهم بموضوعية –
إلى حد ما- وتلقي مهام مكتوبة.
التعليم التقليدي والتعليم عن بعد
هل سيغني التعليم عبر الانترنت عن الدراسة التقليدية؟
يرى كثير من التربويين – خصوصاً- في الدول المتقدمة،
أن التعليم عبر الكمبيوتر، يمكن الطلاب تلقي التعليم من أي مكان يريده.
كما يسهم الإنترنت بتفاعل إيجابي مع المعلم والطلاب في فصل افتراضي.
ويلعب الصوت والفيديو والنص والرسوم المتحركة،
وبيئات التعليم الافتراضي والمحادثات الحية مع الأساتذة دوراً إيجابياً في عملية التعليم عن بعد.
إنها بيئة تعليمية غنية ومرنة أكثر بكثير من الفصول الدراسية التقليدية، استخدامها بكامل إمكاناتها .
فقد ثبت أن التعليم عن بعد أكثر فاعلية من التعليم المباشر وجهاً لوجه،
حيث يمكن أن يكون جذابًا وممتعًا ومصممًا وفقًا لجدول أي شخص تقريبًا.
عيوب التعليم عن بعد
الآن، و منذ ظهور الوباء وانتشاره، هناك قلق عام بدا وكأنه يستقر.
ولقد أصبحت القدرة على التعامل مع أبسط المهام صعبة بالنسبة للعديد من الطلاب.
في الحقيقة، يبدو أن العمل في الفصول الافتراضية،
ضاعف من التحديات التي تواجه المعلم، والطالب على حد سواء،
لهذا السبب يجب أن يكون المعلمون، أكثر من أي وقت مضى، مستعدين للتفاعل مع الطلاب بطريقة هادئة ومهدئة.
إن الشعور بعدم الارتياح الذي تحدثت عنه أثر على الجميع،
و يبدو أن قلة قليلة من الناس قد تأثروا بالآثار طويلة المدى للوباء .
على الرغم من أن البعض منا اكتسب مع مرور الوقت مهارات تكيف انتشار الوباء، أفضل من غيره.
إلا أن الأمر استغرق من الكثير وقتًا وجهدًا للوصول إلى نقطة الشعور بالهدوء .
والسبب في ذلك، أن الشكوك حول صحة الفرد، وصحة أحبابه تحوم حوله في كل وقت ،
بل والأشد من ذلك فقدان أحد أفراد الأحباب بسبب فيروس كورونا. إن هذا يحمل المعلم عبئاً آخر،
في التعاطف مع طلابه، و بمعنى آخر، إجهاد المعلم حقيقي، ولا ينبغي تجاهله.
الجزء الصعب المتمثل في تجربة الإجهاد كمدرس هو عدم إظهار ذلك لطلابك.
الآن أنا لا أتحدث عن مشاركة تجاربك مع الطلاب ،
لأن هذا شيء مختلف. أبلغت طلابي بما حدث عندما فقدت أحد أفراد عائلتي ،
لذلك كانوا على دراية بحقيقة أنني إنسان أيضًا ويمكنهم التواصل معهم.
لكن ما لا أريد أن يروا شخصاً متوتراً، ما أعنيه هو أن الهدوء هو مسألة الشعور بالاضطراب في الداخل،
لا يظهر الشعور المتوتر إلى الخارج.
إنه عمل متوازن ويستغرق وقتًا وممارسة. هذا أيضًا مشابه جدًا للذكاء العاطفي ،
حيث تكون قادرًا على التحكم في ردود أفعالك العاطفية بشكل فعال.
التعليم عن بعد يُغيّر مسار مستقبل التعليم.
هل التعليم عن بعد، غير مستقبل التعليم؟ في الحقيقة أثر التعليم عن بعد تأثيراً كبيراً على مسار التعليم،
– خصوصا- في البلدان النامية ، التي لم تعهد هذا النوع من التعليم.
فقد أربك العملية التعليمية، لعدم خبرة المعلمين في التعامل مع هذا النوع من التعليم،
وكذلك الطلبة. كما لنقص وجود أجهزة كمبيوتر،
أو عدم وجود الإنترنت لدى البعض حال بينهم وبين التعلم عن بعد.
أما في الدول المتقدمة، فالعملية التعليمية لم تتأثر بشكل كبير،
كما هو الحال في الدول النامية. والسبب أن الدول المتقدمة تتعامل مع التعليم عن بعد،
وتوظيف الانترنت منذ زمن بعيد. ولذلك فالمعلم لديه الخبرة الكافية،
في التعامل مع التعليم عبر الإنترنت، وكذلك الطالب.
التعليم الإلكتروني ، هل يمكن أن يكون ممتعاً حقاً؟
حقيقة قد يكون التدريس عن بعد ممتعاً، إذا ساعدت الطلبة،
من خلال الهدوء وعدم الغضب، والتصرف بحكمة.
إن أحد أهم جوانب تأسيس التصرف الهادئ، والقدرة على الحفاظ على الشعور بالاستقرار العاطفي.
حيث ستجد أن هذا لا يقدر بثمن، وذلك عندما يرسل الطالب بريدًا إلكترونيًا أو يتصل بك مباشرة ،
ويبدو أنه يشعر بالارتباك أو عدم اليقين أو الإحباط،
أو أي شكل آخر من أشكال التفاعل العاطفي الذي قد يؤدي إلى رد فعل سلبي بشكل طبيعي داخله.
من المهم أن تكون قادرًا على استيعاب ما يقوله لك الطلاب،
ثم مساعدتهم على إعادة ضبط إطارهم المرجعي. يمكنك تحقيق هذا الهدف من خلال الاستماع إليهم أولاً ، أكثر مما تتكلم.
فأنت تأخذ ما يقولونه، دون أن ترد لهم الاستجابة العاطفية الدقيقة.
هذا لا يعني أنه يجب عليك قبول السلوك غير اللائق ، بل لا تعيده بالمثل.
اقترب منهم بطريقة مستوية، ثم ساعدهم من خلال معالجة أسئلتهم أو مخاوفهم أو طلباتهم.
الجانب الثاني من اليقظة الذهنية هو إدراك كيف يمكن أن يُنظر إليك ،
في المقام الأول من خلال نبرة صوتك مع فصل دراسي عبر الإنترنت.
يرتبط هذا ارتباطًا مباشرًا بالوعي بمنظور الطالب.
إذا لم تكن متأكدًا من كيفية فهم رسالة أو منشور ما ، فحاول قراءته بصوت عالٍ.
هناك العديد من الطرق الأخرى التي يمكن أن يمتد من خلالها اليقظة إلى طلابك ،
ويمكن أن يحدث ذلك عندما تتاح لك فرصة التحدث معهم.
أعلم أنه أصبح التعلم ذا أهمية بالنسبة للطلاب عبر الإنترنت، عندما يكون لدى الطالب فرصة اتصال شفهي فعلي مع معلميهم .
هناك الكثير الذي يُمكن المعلم تعرفه عن طلابك أثناء المكالمة، وعندما تفعل ذلك، يمكنك بناء علاقات ذات مغزى معهم.
ولذلك تأكد أنه عندما يشعر طلابك بتحسن نفسي أو تعليمي ، ستشعر أنت بتحسن آخر!
خلاصة القول
وأخيراً، ستجد أنه كلما شعر الطالب بوجود المعلم الداعم، زاد تركيزه وانخراطه في الفصل،
وهو أمر بالغ الأهمية للتعلم عن بعد. لا يتعلق الأمر بتجاهل الضغط الذي يعاني منه المعلم أو الطلاب،
بل يتعلق الأمر بإنشاء نهج إنساني ورعاية للتدريس يساعد المعلم، ويساعد الطلبة على التعلم الإيجابي.
ليس هناك من يقين عندما ينتهي الوباء أو تصبح الحياة مستقرة،
أن يعود التعليم كما كان، لكن ما يحتاج الطلاب إلى معرفته الآن،
هو أن يكون شخصًا قادراً على أن يكون هادئًا في وسط العاصفة
التي قد تكون حياتهم في بعض الأحيان معرضة للخطر.