الحزن

كيف يصبح الحزن مفتاحاً لفهم الحياة؟

مفهوم الحزن ومظهره

ما الحزن وما حقيقته؟ إنه ألم نفسي، و في الغالب عكس الفرح، ولذلك يتغلغل في نفس الشخص للتعبير عن الحاجة.

كيف يصبح الحزن مفتاحاً لفهم الحياة؟ الحزن

وهو مشاعر معقدة وبسيطة في نفس الوقت؛  بسيطة لأنها فطرية وبشرية،

 سيختبرها الجميع في وقت ما من حياتهم.

يصبح الحزن معقدًا عندما يشق طريقه في أعماق قلوبنا، وأرواحنا ويؤثر على حياتنا،

 و ما نحن عليه، ولذلك يتحدانا للظهور كشخصية مختلفة.

يمكن أن يكون الحزن نقمة أو نعمة. ومع ذلك، نادراً ما نتحدث عن الحزن والأسى، 

وكأنه نعمة، بل في نظر الجميع – تقريباً_  نقمة، إلا ما رحم ربي، ولذلك هم قلة من ينظرون إليه كنعمة.

ألا تعلم أن رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلم قال: 

عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، 

إِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم

كيف تتسلل إلينا الأحزان؟

تتسلل الأحزان إلى حياتنا بطرق كثيرة، فمثلاً: عندما يموت شخص نحبه. 

نحن ندرك المشاعر الشاملة قبل الجنازة وبعدها.

قد يؤثر بشكل كبير على التغيير الدرامي في الحياة التي تنتظرنا،

 ولذلك يدمر أمننا في العالم الذي عرفناه من قبل.

فطرياً، وغريزيًا، كما نعلم، يمكن أن يكون الحزن قوة مدمرة، إذا سمحنا له أن يكون رفيقنا في حياتنا لفترة طويلة.

ولكن، كيف نتجاوز الأحزان، لنعيش في وئام، وفرح؟

في الحقيقة/ عندما نشعر بالحزن، يكون هناك بصيص من الأمل؛ صَغُرَ أو كَبُرَ، 

فحياتنا عبارة عن سلسلة من الأحداث.

لدينا خبرات حياتية متراكمة فوق بعضها البعض، وهي تسهم بشكل أو بآخر في توجيه حياتنا على ما هي عليه.

هذه الخبرات المختلفة، هي مزيج مركب من تحدياتنا، وإنجازاتنا وخيباتنا ونجاحاتنا وإخفاقاتنا.

كل منها يشكل الأساس للحكمة، التي نستطيع من خلالها التحكم في الأحزان الذي أصابنا لسبب ما.

الحزن والدموع

كثيراً ما يصحب الحزن الدموع، فالدموع تعطي إشارات وعلامات، قد لا تستطيع الكلمات وصفها، أو التعبير عنها.

غالباً، لا تشفي الدموع الحزن، ولكنها تبدأ في عملية تساعدنا تخفيف، أو شفاء الألم الناتج عن الحزن.

إذاً، الدموع نعمة ربانية، حيث إن كل قطرة دمع تزيح معها جزءاً من الألم،

 هذا إذا كان البكاء حقيقياً، وليس بكاء مزوراً، ينتج دموعاً كاذبة، كدموع التماسيح.

حقيقة، إن الحزن يرافق كل واحد منا لفترة من الوقت، 

فهو الثمن الذي ندفعه مقابل الفرح، والحب، واراحة النفسية.

ولكن كيف يصبح الحزن مفتاحاً لفهم الحياة؟

كيف يصبح الحزن مفتاحاً لفهم الحياة؟ الاحزان، الحزن

الطريقة الفعالة في علاج الحزن

كثيرًا ما يُطرح علينا هذا السؤال المألوف: كم من الوقت، قبل أن أتجاوز حزني، وأستطيع التوقف عن البكاء؟

 لا أعتقد أن هناك حدًا زمنيًا للتعبير عن مشاعر الحزن، ما دمت حزيناً، و أجد لحظات من البكاء.

الطريقة الفعالة هو الاعتراف لنفسك، بأنك حزين، ثم البحث عن شخص، 

أو أشخاص لديهم حزن أكبر من حزنك أو أكثر حزناً، ولكن كيف تفعل ذلك؟

إذا كان حزنك ناتج عن مرض ألم بك، أو بأحد من أحبائك، 

فقم بزيارات عشوائية للمرضى في المستشفيات، فماذا ترى؟

سترى مرضى أكثر منك بؤساً، وأشدَّ ألماً، وهذا سيسهم في علاج حزنك بشكل كبير.

إذا حزنت نتيجة لفقد أحد أحبائك، فاذهب وقم بزيارة دور رعاية الأيتام، الذين فقدوا آباءهم أو أمهاتهم،

 ولذلك ستجد من هو أكثر منك مأساة، وأشد ألماً.

إذا كان الحزن الذي ألم بك ناتج عن الفقر، فتابع قصص المشردين والمعدمين في بلدك،

 وحول العالم، ولذلك سترى نفسك أغنى منهم.

فمنهم بلا يدين، أو أبكم لا يتكلم أو يسمع، وآخر بلا رجلين، 

فأين تجد هذا المال الذي يعوض واحدة من هذه الأعضاء؟

 ابحث عن أحزان الآخرين، لأن للحزن أكثر من سبب.

 فمن خلال مشاركة الآخرين أحزانهم أو الاستماع إلى قصصهم، 

 أو مساعدتهم على مواجهة أحزانهم، يمكنك اكتشاف صغر بؤسك وألمك وحزنك، وبذلك يمكن التغلب عليه.

كيف يصبح الحزن مفتاحاً لفهم الحياة؟ الفتاة تكتب برجليها

خلاصة القول

حقيقة/ هي أنك تهتم بشدة بالخسارة، التي عانيت منها. قد تبكي. وقد تضحك.

 قد تغضب حتى – لأنه يؤلمك عندما تشعر أن الحياة عاملتك بشكل غير عادل.

 غالباً/ قد ترغب في التمسك بماضيك، لكن عليك أن تدرك، أنه لا يوجد مستقبل هناك،

 ولذلك قد تفكر في أشياء لم تفكر بها من قبل.

يمكنك تقييم حياتك اليوم وإعادة التفكير في مستقبلك، وبذلك علمك الحزن دروساً رائعة في الحياة.

خذ من الحياة أجمل ما فيها، وسيعلق بك أسوأ أو بعض ما فيها، 

حاول تركه لا تجعله ينافس جميل ما عندك.

قد يسيطر عليه، ويدخلك في دوامة الحزن والأم.

فمثلاً: عندما نركب طائرة على ارتفاع جيد، يحدث أحيانًا أننا نمر عبر سحابة كبيرة.

 الرؤية في الخارج غير واضحة، وقد تكون ضبابية، وبعد فترة، سرعان ما تخرج الطائرة من السحابة.

ماذا سنلاحظ؟ سنجد أن جناح الطائرة يتلألأ بالرطوبة، وبذلك يبدو الأمر،

 كما لو أن الطائرة مرت عبر السحابة،

وبذلك جمعت بعضًا من قطرات الماء المتلألئة، ومضت إلى فضاء واسع.

فهل نستطيع، أن نجمع أجمل ما في هذه الحياة، ونخرج كما خرجت الطائرة،

 ونمضي كما مضت؟

هل يمكننا أن نفعل الشيء نفسه؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top