حُسنُ الخاتمة

قصة حُسنُ الخاتمة من بيت الشهيد

ذكريات من بيت الشهيد

تروي قصة حُسنُ الخاتمة من بيت الشهيد، استشهد أبو محمد تاركاً وراءه طفلين وأمهم،

 وكان أكبر الأبناء محمد لم يتجاوز الثانية عشر من عمره.

قصة حُسنُ الخاتمة من بيت الشهيد، حسن الخاتمة، الشهيد، الخاتمة

 كان لمحمد أصحاب عدة، وكان يروي لهم قصص عن بطولات والده وحكايات جده.

من أقرب الأصحاب إلى محمد صاحبه هشام، وكانا دائما معاً، وكانا يدخلون بيوت بعضهم البعض، وكان بيت الشهيد، أحد هذه البيوت،

وكان يعرف كل واحد منهم كثيراً من أسرار بيت الآخر.

كان والد هشام لصاً، ويريد سرقة بيت الشّهيد، ولكن لا يعرف كيف يصل إلى ذلك البيت.

عندما علم أبو هشام أن ابنه من أصحاب محمد، قال هذه فرصة، وعن طريق محمد أصل إلى البيت.

قصة حُسنُ الخاتمة من بيت الشهيد، الشهداء، حسن الخاتمة

خطة أبي هشام لسرقة بيت الشّهيد

طلب والد هشام من ابنه، أن يدعو محمد إلى الغداء، وبعد أيام إلى العشاء، وهكذا دعاه عدة مرات، حتى تزداد أواصل العلاقة بينهم،

وفي إحدى الزيارات استطاع أبو هشام سرقة مفتاح بيت الشهيد من محمد ونسخ مفتاح منه، وإعادته.

كان أبو هشام يسأل ابنه عن أحوال عائلة أم محمد، وعندما يسأل ابنه عن سبب السؤال، يقول الأب:

هؤلاء أيتام، ويمكن أن يحتاجوا شيئاً.

عرف الأب كثيراً عن بيت الشهيد من ابنه: عن مدخل البيت وغرفه، وخزاناته، وكل شيء يمكن أن يساعده في سرقته.

وبعد عدة أيام جاء هشام إلى بيته، وهو فرحان، وقال لأبيه: سنذهب إلى البحر، قال الأب: ولماذا؟

 قال هشام: محفظ المسجد، أعلمنا بأن هناك رحلة للأطفال الذين يحفظون القرآن في المسجد وعائلاتهم.

سأل الأب ابنه: متى ستكون الرحلة؟

قال الابن: بعد غد، ستبدأ في الصباح الباكر، وتنتهي بعد صلاة المغرب. قال أبو هشام في نفسه: هذه فرصة لسرقة بيت الشهيد.

طلب هشام من أبيه، أن يرافقه في الرحلة؛ لأن الرحلة للطلبة وأسرهم.

اعتذر أبو هشام من ابنه عن مشاركتهم في الرحلة؛ وقال: أن لديه أعمال كثيرة، ولا يستطيع المشاركة في الرحلة.

محاولة سرقة بيت الأيتام

عندما أيقن أبو هشام بأن الرحلة بدأت، وأن بيت الشّهيد أصبح فارغاً من أهله، توجه صوب البيت.

أخذ أبو هشام يراقب المارة في الشارع، حتى لا يراه أحد، وهو يدخل البيت.

 وبعد خلو الشارع من الناس، أخرج أبو هشام مفتاح البيت الذي نسخه، وفتح به البيت، ودخل.

 وأخذ يبحث من غرفة إلى غرفة عن خزنة أموال اليتامى، حتى وصل إلى الخزانة، وهو يعلم من ابنه،

أن أثمن ما في بيت الشهيد، يوضع في حقيبة داخل هذه صندوق.

حاول أبو هشام فتح الصندوق، ولكنه لم يستطع؛ لأنه مقفول بقفل، وأخذ يبحث في الخزانة عن مكان به مفتاح القفل،

أخبره ابنه به، حتى وجده، وفتح به الصندوق بسرعة.

 صدم أبو هشام، وأخذ يرتجف؛ عندما وجد في الصندوق حقيبة، بها صورة الشهيد أبو محمد، وهو يحمل بندقية، وهو مبتسم.

 وفي مكان آخر في الحقيبة، وجد ساعة ملصق عليها ورقة مكتوب عليها: 

ساعة الشهيد ذكرى لأبنائه، ووجد لفافة بلاستيكية، أثارت اهتمامه،

ففتحها فإذا هي وصية الشهيد لعائلته، مع بعض النقود وصندوق صغير.

أخذ الطمع والجشع مكانه من أبي هشام، فوضع النقود جانباً، وقال في نفسه: لا بد أن في الوصية شيئاً ثميناً ذا قيمة كبيرة.

قصة حُسنُ الخاتمة من بيت الشهيد، كنز بيت الشهيد

وصية الشهيد، وحسن الخاتمة

قرأ أبو هشام الوصية، فكانت كأي وصية، توصي بتقارب الأبناء ومحبتهم، وتوصي الأبناء بأمهم خيراً، ووضع تقوى الله نصب أعينهم.

ولكن شيئاً أوقف أبو هشام عن القراءة، وأخذ يقرأ: أنا لم أدخر لكم إلا ما ادخره أبي لي، وهو أعظم ثروة، فحافظوا عليها.

أيقن أبو هشام أن الثروة تكمن في الصندوق الصغير، فقام بفتحه، فإذا به مفتاح مكتوب عليه لا يُحمل هذا المفتاح إلا بحقه.

وحقي مكتوب على ظهري.

أخذ أبو هشام المفتاح، وقرأ على ظهره: حقي أن تعاهد الله بأن لا تنس تراث الأجداد، ولا تفرط في حق الأحفاد.

وأن أعود إلى باب بيتي في القدس ليتحقق المراد.

أخذت يد أبو هشام ترتجف، وهي ممسكة بالمفتاح، وبسرعة أعاد كل شيء إلى مكانه،

 وخرج كما دخل، وعاهد الله أن يلبي ما كُتب على مفتاح الأجداد.

التحق أبو هشام برجال المقاومة، ولبى نداء القدس، وبعد سنين سقط أبو هشام شهيداً، وكان أعظم أمنياته، أن يرحمه الله.

وأن يحمل كل عربي ومسلم المفتاحَ بِحقهِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top