اختلاف الدين والصراع الديني بين الزوجين
هل تحدث مشاكل لاختلاف الدين بين الأزواج؟ وما نوع هذه العقبات؟ وكيف تسهم في معالجة مثل هذه المشاكل؟يلعب اختلاف الدّين دورًا مهمًا في حياة الكثير من الناس.
إنه جزء كبير من كيفية تعريفهم لأنفسهم، وذلك عندما يبحثون عن شريك حياتهم الزوجية.
ولذلك يبحث الكثيرون عن شخص، لديه وجهات نظر مماثلة معهم، وهذا عندما يتعلق الأمر بالهوية الدينية.
ومع ذلك، هناك آخرون يفكرون في علاقة مع شخص من دين آخر مختلف،
ولكن قد تأتي مجموعة من الظروف، التي من شأنها أن تتحدى كلا الشخصين، نتيجة لأن هناك اختلاف الدّين.
في الحقيقة، لدى الأشخاص من مختلف الأديان، وجهات نظر مختلفة،
حول العديد من القضايا المختلفة، التي يمكن أن تثير الخلافات والصراع المحتمل عند محاولة حلها.
من أهم هذه القضايا: القيم الأساسية، مثل:
معنى الإيمان والصلاة، وكيفية التعامل مع تربية الأطفال،
والتعامل مع الاحتفال بالأعياد، والمناسبات العائلية الأخرى- خصوصاً- الدّينية منها.
إن هذه القضايا ليست سوى بعض الخيارات،
التي سيحتاج إليها الأزواج لمواجهتها عند المشاركة في علاقة زوجية عند اختلاف الدّين،
وبذلك تواجه تحديات الهوية الدّينية لكلا الزوجين.
اختلاف الدّين وتشكل الهوية الدينية
يمكن تشكيل الهوية الدّينية للشخص في سن مبكرة جدًا،
بينما نجد أن هناك بعض الأشخاص، من لا هوية دينية لدية حتى وقت لاحق من حياته.
قال رسول الله صلى الله علية وسلم : كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه
…( رواه البخاري ومسلم في الصحيحين)
يمكن أن يتطور اختلاف الدّين بشكل طبيعي، ويصبح عائقاً بين معتقدات الزوج الدّينية ومعتقدات زوجته.
ويمكن لتلك المعتقدات المتعارضة أن تخلق خلافًا، حيث يمكن اعتبار المعتقدات الدينية لشخص ما “متفوقة” على معتقدات الآخر.
وفقًا للحسابات المستندة إلى مسح الهوية الدّينية الأمريكية لعام 2001،
وجد أن الأشخاص الذين كانوا في زواج مع اختلاف الدين،
أكثر عرضة بثلاث مرات للطلاق، أو الانفصال عن أولئك الذين، كانوا في زيجات من نفس الدّين.
في الحقيقة، هناك معتقدات وقيم أساسية داخل كل طائفة دينية، بعضها أكثر مقاومة للتغيير، والتكيف مع معايير الديانات الأخرى.
فكيف يعمل الأزواج من خلال هذه الاختلافات المميزة؟
وكيف يتنازلون عن القيم التي يرغبون في دمجها؟ هذه عوامل مهمة، يمكن أن تؤثر على طول عمر العلاقة.
أثر اختلاف الدّين في ترسيخ الهوية الدّينية في تربية الأطفال
قد تظهر بالتأكيد المشاكل في العلاقة بين الأديان،
عند مناقشة موضوع الأطفال وتربية الأسرة، وقد يرغب كل شخص في أن يكبر أطفاله،
ويتم غرس معتقداته الدينية فيهم، وإن كان هناك اختلاف الدّين لدى الآخر.
يمكن أيضًا التشكيك في الطقوس والاحتفالات الدّينية الأخرى، على سبيل المثال،
إذا قررت امرأة كاثوليكية رومانية الزواج من رجل مسلم،
فقد تعتقد اعتقادًا راسخًا، أنه يجب تعميد الطفل على أساس طائفتها الكاثوليكية.
ولذلك يرفض الزوج المسلم، ويريد التمسك بعقيدته الإسلامية،
مؤكداً أن أطفاله يجب أن يربوا على العقيدة الإسلامية.
كيف يمكن للأزواج حل مثل هذه الخلافات، في ظل اختلاف الدّين؟
وذلك إذا أرادوا أن يقرروا استمرار نجاح علاقتهم الزوجية مدى الحياة،
دون صراع على الهوية الدينية.
فكر وشاور قبل أن تقدم على الزواج
قد يرغب الأزواج الراغبون في متابعة علاقة زوجية، مع اختلاف الدّين، في طلب المشورة من رجل دين،
أو متخصص في هذا المجال، حتى يتمكنوا من التغلب على اختلاف الدّين.
يمكن أن يساعد وضع خطة جيدة، حول كيفية التعامل مع مواقف مثل:
تربية الأطفال وقيادة الأسرة والهوية الشخصية، والتقاليد لمواجهة المضاعفات قبل ظهورها.
والأهم من ذلك:
إن العلاقات المبنية على التسوية، والتواصل لديها فرصة كبيرة للتغلب على العقبات،
خاصة إذا كان أساسها الهوية الدينية.
من خلال تعلم التسوية واحترام المعتقدات الدينية لبعضنا البعض، من الممكن الحفاظ على علاقة سعيدة.
أيضًا، يمكن أن تقود العلاقة بين الأديان، كل شخص إلى أفكار جديدة، وتقديرات يمكن أن تكون مرضية.
وأخيراً، أرجو من الأخ المسلم الذي يتزوج غير مسلمة،
أن يتعرف على معتقدات زوجته ويحترمها، ليكون له مدخل لاحترام هويتها الدينية،
وكذلك ليستطيع أن يجعلها مسلمة بسهولة، كما يجب عليه أن يتمسك بكون أطفاله مسلمين مهما حدث.
ومن المهم أن تكون صادقًا مع نفسك، والفهم الكامل لمعتقداتك الدينية،
التي هي مفتاح الهوية الدينية السحري. وقبل أن تقرر كيف ستتواصل حياتك مع شريكتك.