سر السعادة الهنية في الرضا بما قسم الله لك

ما سر السعادة ؟ وأين تجد هذا السر؟

 مفهوم السعادة 

هل سألت نفسك، ما مفهوم السعادة في نظرك؟ هل هي في جمع المال، أم سر السعادة الهنية في الرضا بما قسم الله لك؟

قد نجد كثير من الناس فقراء، ولكن السعادة ظاهرة في حياتهم، وهي تكون  في الرضا بفيما قسم الله لهم، و هي سمة من عقيدتهم.
هل ترضى بما قسم الله لك؟ وكيف يكون هذا الرضا؟ ومتى؟
هذه أسئلة يسهل النطق بها، ولكن الكثير من الناس يتردد، وقد يجيب عنها بلسانه حاله، ولكن أفعاله، تكون عكس ذلك. اختبر نفسك،

هل ستجيب على هذه الأسئلة بالإيجاب؟ أم ماذا سيكون موقفك؟ 

سر السعادة الهنية في الرضا بما قسم الله لك، الرضا والسعادة، الرضا بما أعطاك الله
        

تروي هذه الحكاية، أنه كان هناك ملكاً يحكم مملكته الكبيرة والجميلة،

 وكان هذا الملك دائم الحزن، واليأس وعدم الشعور بالراحة والسرور والسعادة.
كانت هذه الحالة تنغص على الملك معيشته؛ لأنه لم يكن شاكراً لنعم الله التي أنعمها عليه، ولم يرض بما قسم الله له.

وذات يوم استيقظ الملك مبكراً على أنغام صوت جميل، فأخذ ينظر يميناً ويساراً، حتى حدد مكان الصوت.

تتبعه الملك فإذا هو صوت خادمه، الذي يعمل في حديقة القصر.
لقد كان صوت الخادم رائعاً وجذاباً، وهو يردد أغاني وابتهالات دينية بصوت عذب.
لقد وهبه الله تعالى حنجرة ذهبية؛ جعلت الملك يُدهش وينجذب إليه انجذاباً، ويتابع أغانيه حتى أنهاها.

الخادم في ديوان الملك

سر السعادة الهنية في الرضا بما قسم الله لك، الخادم والملك، خادم الملك
الخادم يمثل في ديوان الملك

وما إن أنهى الخادم غناءه، حتى وجد أحد حراس الملك أمامه؛ يطالبه بمقابلة الملك، فهو يريد مقابلته.

دب الخوف في قلب الخادم، فالملك لم يطلبه من مدة طويلة،

وللملك هيبته. أسرع الخادم في تلبيه دعوة الملك له، ومثل أمام الملك.

قال الملك للخادم: يبدو من غنائك أنك مسرور والسعادة ظاهرة عليك؛

على الرغم من أنك شديد الفقر، ولا تكاد تملك قوت يومك!
فما سر هذه السعادة، التي أدهشتني، والتي لا أملك مثلها، مع كوني ملكاً، 

وعندي من الأموال والمُلك الكثير؟
قال الخادم: كيف لا أكون سعيداً ؟ وأنا خادم أعمل في حديقة ملكنا العظيم!

لا ينقصني، أنا وزوجتي أي طعام، فالحمد لله لا ينسانا، بل يرزقنا به، ويتكفلنا

رحمته، وهو سبحانه منعم علينا بالصحة والعافية، وبزوجة صالحة وذرية يتمناها كل إنسان في دنياه. دُهِشَ الملك من قول الخادم الذي يملك من

القناعة والرضا بما قسم الله له شيئاً لا يملكه هو، ويشكر نعمته وفضله تعالى على كل شيء مع شدة فقره.

قَدِمَ الوزير على الملك فوجده في حيرة من أمره، فسأله عن السبب، فأخبره الملك بما رآه وسمعه من الخادم.

سر السعادة الهنية في الرضا بما قسم الله لك، السرة بها 99 قطعة ذهبية، 99 قطعة ذهبية

سر التسعة والتسعين

فكر الوزير في الأمر، وقال فجأة: وجدتها. نظر الملك بدهشة إلى الوزير، وقال ما الذي وجدته؟

ضحك الوزير، وقال: ستعرف حقيقة الخادم، وهي حقيقة يتسم بها أغلب البشر إلا ما رحم ربي. قال الوزير:

السر في العدد تسعة وتسعين يا مولاي! قال الملك:

وماذا يعني العدد تسعة وتسعين؟
أشار الوزير على الملك بأن يضع تسعة وتسعين قطعة ذهبية داخل كيس،

يضع الكيس أمام بيت الخادم، الذي أعجب بصوته وبشخصيته، وبالسعادة التي هو فيها.

أعجب الملك بفكرة الوزير، ومن ثم قرر تنفيذها، وفي منتصف الليل، طلب من أحد حراسه بإلقاء الكيس الذي به (99) قطعة ذهبية أمام بيت الخادم.

فَقْدُ الرضا وضياع السعادة 

أخذ الملك يراقب أفعال الخادم، وما هي إلا سويعات، حتى خرج الخادم من بيته، وارتطمت قدمه بالكيس، فأخذه.

وذهب إلى مكان قريب من بيته، لا يراه فيه أحد، وفتح الكيس، وأخذ يعد القطع الذهبية، وعدها أكثر من مرة.

ولكنه صدم لأنه وجدها(99) قطعة ذهبية- فقط- فظن أن هناك قطعة ذهبية وقعت منه، فأخذ يبحث عنها.
وبقي طوال الليل يبحث عنها، ولم يجدها.

في الصباح تأخر عن استيقاظه، فقام متأخر عن عمله في الحديقة.
ولم يرحب بزوجته، ولم يُقبِّل أولاده كعادته، بل وبخهم لأنهم لم يوقظوه مبكراً.

عندما وصل إلى الحديقة، أخذ يعمل دون أن يغني، أو يصدر صوتاً كالمعتاد، ولم تظهر السعادة على وجهه كالعادة.

دُهش الملك وقال للوزير: كنت أتوقع أن يزداد الرضا بالسعادة لدى الخادم عندما وجد القطع الذهبية، ويزيد حبه لأولاده وزوجته.

فبهذه القطع الذهبية يستطيع أن يلبي كل حاجياته دون عناء.

أسباب تَغِيُر حال الخادم

قال الوزير للملك: يا مولاي، لقد كان الخادم قانعاً يرضى بما قسم الله له، يعيش حياة سعيدة، ولا يبالي شيئاً، وكان ينشر السعادة على من حوله.

ولكن عندما وجد القطع الذهبية، أصبح لا يرى سوى هذه القطع الذهبية أمام عينية.
وهي ناقصة، ولا بد أن يكملها على المائة، فكانت شغله الشاغل.
وهكذا حال الإنسان يا مولاي: فعندما يرزق بنعمة من ربه، يطلب المزيد

والمزيد!
شكر الملك وزيره، وتعلم منه درساً لا ينساه أبداً:
ألا وهو إن السعادة في الرضا بما قسم الله لك، وحمد الله سبحانه وتعالى على جميع ما أنعم عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top