الصديق الوفي للكتاب

الصديق الوفي في زمن عز فيه الصديق

ألا تعلم من هو الصديق الوفي اليوم؟ وأين تجد الصديق الوفي في زمن عز فيه الصديق؟ إنه الهاتف المحمول (الجوال) أو الكمبيوتر!

في الحقيقة، أينما أمد يدي أجده، ولا يعتب ولا يغضب، فهو رفيقي في قربي وفي بعدي، ألا يحق لنا أن نقول عنه (الصديق الوفي)

في زمن عز فيه الصديق!

الصديق الوفي

أين تجد الصديق الوفي في زمن عز فيه الصديق؟ الصداقة، صديق وفي

يقولون: خير جليس في الزمان كتاب، وفي هذا الزمان نستطيع القول: خير جليس في الزمان جوال!

ولكن هل يلغي الجوال الكتاب الصديق؟

حقيقة، لا ولن يلغي الجوال الكتاب الصديق ، لأننا إذا تجولنا في ثنايا الجوال، وبحثنا سنجد أنه يحمل العديد والعديد من الكتب والمراجع والمقالات

وغير ذلك، مما ترغب في قراءته.

إنه الصديق الذي يعتبر أفضل من الكتاب في كثير من الأمور: إنه مكتبة متنقلة بين يديك،

إذا أحسنت اختيار، ما تريد من كتب أو مقالات دينية، أو علمية في شتى العلوم.

إنه الصديق الذي يعطيك كلمة مقروءة، وكذلك قد يعطيك إياها مسموعة، بل والأكثر من ذلك،

قد تشاهد من يلقيها على مسامعك، وتشاهده بأم عينيك بشحمه ولحمه.

إنها التكنولوجيا والتقدم العلمي، الذي لا بد أن نسايره خطوة بخطوة، ولا نتخلف عنه.

من الصديق الوفي للكتاب؟

أين تجد الصديق الوفي في زمن عز فيه الصديق؟الصديق الوفي للكتاب

إن الشعوب العربية والإسلامية للأسف الشديد، بعيدة على أن تكون الصديق الوفي للكتاب،

فهي شعوب غير قارئة، هذا ما نلاحظه، في الأماكن العامة ووسائل المواصلات،

حيث نجد الناس، لا يقرأون كتباً أو مقالات دينية أو علمية.

إننا نجد، الأغلبية العظمى، يتصفحون منشورات الفيس بوك، وصوره وبعض مقالاته، التي كتبت

– غالباً- بأسلوب ركيك، وكلمات خليط من العامية والفصحى، وقد تكون مهجنة بلغة أجنبية.

ألا تعلم الشعوب العربية والإسلامية، أن أول آية نزلت في القرآن الكريم هي: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) سورة العلق.

ولذلك يقال اليوم: شعب اقرأ لا يقرأ!!!

 أخي! مواقع الانترنت تعج بالمقالات والكتب والرسائل العلمية، والأبحاث، فهل حاولت أن تبحث وتقرأ؟ وتجعل من الجوال خير صديق!

أم بحثت عن مواضيع: هزلية، تافهة، فاضحة، وكثير منها كاذبة، تبث الفتنة والفرقة،

وهي بذلك، لا تسمن ولا تغني من جوع؟ بل تجعلك في دوامة من المتاهات، وبذلك يكون الجوال شر صديق!

فلا تُعلِّم المراهقين والأطفال، ومن في شاكلتهم، سوى تقاليد وعادات وقيم أخلاقية، بعيدة عن قيمنا وأخلاقنا بعد الشمس عن الأرض.

أنا لا أقول لا تقرأ من الجوال، ولكن فكر جيداً، فيما تقرأ: اسأل نفسك: ماذا تقرأ؟ ومتى تقرأ؟ وأين تقرأ؟

نوع القراءة ومكانها وزمانها

أين تجد الصديق الوفي في زمن عز فيه الصديق؟ القراءة، الفيس بوك، الفيسبوك

كيف تجعل الجوال خير صديق

أولاً- ماذا تقرأ؟ هناك الكثير من المواقع الموثوق بها، ابحث عنها، اسأل عنها، من سأل الخيرين، ما تاه!

أخبر عنها أطفالك وأخوتك، وكل من تحب أن تؤجر به، ولذلك كن دليل خير.

ومن أمثلة ذلك: اقرأ تفسير آية واحدة على أقل تقدير، ولتكن ( بسم الله الرحمن الرحيم)

التي نرددها في الصلوات، وفي كثير من المواقف والأوقات.

إنه الشيء المحزن للأسف الشديد، إن كثيراً من الناس لا يعرف تفسيرها ومدلولها، وماذا يجب أن يفعل من أجلها.

ثانياً- متى تقرأ؟ اقرأ في أي وقت يناسبك، ولكن أفضل الأوقات، هو بعد صلاة الفجر، حيث يكون الذهن صاف،

والهدوء مخيم على من حولك، والجسم يكون، قد أخذ قسطاً من الراحة طوال الليل.

وهناك وقت آخر، بعد منتصف الليل، حيث يكون الهدوء، مع أنني لا أفضل هذا الوقت، لأنه مرهق للجسم بعد ذلك.

أما الوقت المفضل لبعض الناس، فهو بعد نوم القيلولة، بعد الظهر، مع العلم أن أفضلها وقت ما بعد الفجر.

ثالثاً- أين تقرأ؟ في الحقيقة، ليس هناك مكان محدد للقراءة، فقد تقرأ في غرفة نومك، أو تحت شجرة، أو على شاطئ البحر.

المهم أن تقرأ، وتحدد لك مكاناً تعتاد على القراءة فيه،

لأن العقل إذا اعتاد على زمان ومكان محددين، تهيأ له جميع أعضاء الجسم، وكذلك تهيأ له الإنسان نفسياً.

ولذلك عندما تقترب من هذا المكان، تتذكر الصديق، سواء كان كتاباً، أو جوالاً، ولذلك دون أن تقرأ، تطالبك أعضاؤك وجوارحك، ببدء القراءة.

حُسن الختام حول الصديق الوفي

جلست يوماً، اشاهد أحد الأفلام الأجنبية، وقد أدهشني، أن رجالاً ونساء من أعمار مختلفة،

وقد كان بعضهم كباراً في السن، جالسين في وسيلة مواصلات، وقد كان أغلبهم يقرأون.

كانوا يحملون كتباً، في حقائبهم، ولا يستخدمون الجوال، إلا للاتصال،

لأنهم يعتقدون أن تصفح مواقع الجوال، قد يبعدهم عن مبتغاهم من القراءة، ولذلك يحملون كتيب، أو كتاب.

أخي! إذا أيقنت أن الجوال، سيبعدك عن القراءة، فاحمل معك كتيب أو كتاب معك،

اقرأ ولو صفحات معدودة في اليوم، خيراً من ألّا تقرأ، واحرص على أن يكون شعب اقرأ يقرأ!!!

وأخيراً اجعل الجوال الصديق الوفي، وذلك من خلال حُسن اختيار ما تتصفح وتشاهد وتقرأ،

وتتواصل مع من تتابعهم، فكن خير مرسل ومستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top