قصة الصياد الأحمق واللؤلؤة الجميلة

قصة الصياد واللؤلؤة الثمينة

تعتبر قصة الصياد الأحمق من أجمل القصص. لأنه لم يستخدم عقله بشكل يجعل يكسب الملايين، بل خرج من صيده خالي اليدين لغبائه، وعدم تصرفه بشكل صحيح.
 

صياد السمك، الصياد

 
يقال أنه كان هناك صياد سمك ماهر، ونشيط ومجتهد، و كان جادًا في عمله،
كان يذهب للصيد كل يوم ليصطاد السمك من البحر، ويأخذه إلى المنزل ليطعم صغاره،
أو يذهب به إلى السوق لبيعه، وشراء ما يحتاجه بيته.
وهكذا، كان يعود الصياد في اليوم التالي مرة أخرى ليصطاد،
وذات يوم اصطاد الصّياد سمكة كبيرة، ففرح بها، وذهب بها مسرعاً، إلى منزله.
أسرعت زوجة الصّياد، وأخذت السمكة من زوجها،
وما إن أخذت الزوجة السمكة وقامت بتقطيعها، حيث وجدت فيها شيئًا مفاجئًا، وغريباً.
هذا أصابها بالدهشة، وهي لا تصدق ما ترى، وجدت المرأة في بطن السمكة لؤلؤة كبيرة لامعة.
كانت زوجة الصّياد سعيدة للغاية، وذهبت بسرعه ليشاهدها زوجها،
وأخبرته أن حالتهما ستتغير اعتبارًا من اليوم، وأنهما سيأكلان شيئًا غير السمك، وأخبرته عن اللؤلؤة.
 

الصياد يعرض اللؤلؤة للبيع

كان الصّياد سعيدًا جدًا، وذهب إلى الصائغ، وعرض عليه اللؤلؤة قائلاً: إنه يريد بيعها.
فأخبره الصائغ: بأن ثمن اللؤلؤة لا يقدر بثمن.
اقترح عليه الصائغ أن يتوجه إلى شيخ الصاغة في البلدة المجاورة، فهو الوحيد الذي يستطيع شراء هذه اللؤلؤة الثمينة منه.
وبالفعل ذهب الصّياد إلى شيخ الصاغة، وعرض عليه اللؤلؤة،
لذلك نظر شيخ الصاغة إلى الصّياد باهتمام، وقال له: إن ثمن هذه اللؤلؤة لا تقدر بثمن،
وهو لا يمكنه شرائها، ولكن لديه حل، عرضه على الصّياد، حيث قال له:
اذهب لرؤية حاكم البلدة، وهو يمكنه شرائها.

الصّياد في بيت الحاكم

ذهب الصّياد إلى بوابة قصر الحاكم، واشتهر الحاكم بحبه للأحجار الكريمة والخرز النفيس، والمجوهرات واللؤلؤ.
دخل الصياد القصر، وقابل الحاكم، وعرض عليه لؤلؤته.
وأخبره أنه، وجد هذه الجوهرة في بطن سمكة كبيرة، قد اصطادها،
قد أعجب الحاكم جدًا باللؤلؤ، وقال للصياد: إنه كان يبحث عن الكثير من هذا النوع من الجواهر الثمينة.
ففكر الحاكم، وقال للصياد: إنه لا يعرف ثمن هذه اللؤلؤة الرائعة،
لكنه عرض على الصياد، عرضاً، ثمناً للؤلؤة، وهو، أنه سيسمح للصياد بالدخول إلى منزله الخاص.
وعلى الصياد أن يدخل خزانة مجوهرات الحاكم، ويختار ويجمع ما يشاء منها‘ في مدة 6 ساعات كاملة، وسيكون هذا ثمناً للؤلؤة.
الصياد الغبي
الصياد الغبي

حيرة الصّياد في خزنة الحاكم

وافق الصّياد على عرض الحاكم، وكان سعيداً جداً، وطلب من الحاكم القيام بذلك في ساعتين فقط وهي كافية.
ولكن الحاكم أصر على ست ساعات كاملة لسعر اللؤلؤة النفسية.
دخل الصياد الخزينة، ووجد غرفة كبيرة جداً مقسمة إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول مليء بالمجوهرات الذهبية والفضية، والقسم الثاني، به سرير ناعم رائع ومريح،
والقسم الثالث عبارة عن طاولة طويلة بها كل ما يشتهي الإنسان من الطعام اللذيذ.
فكر الصياد وفكر، وقال في نفسه: ست ساعات وقت طويل.
سأبدأ أولاً بالطعام في القسم الثالث، حتى أتمكن من زيادة طاقتي، وأتمكن من جمع أكبر قدر ممكن من الذهب والفضة.
وبالفعل قضى الصياد ساعتين يأكل ويملأ معدته، وعندما أراد الذهاب إلى القسم الأول لأخذ الذهب،
رأى القسم الثاني، ونظر إلى السرير المريح، وقال: أكلت وملأت معدتي، فلماذا لا أريحها وأنام ​​قليلاً،
وذلك للحصول على المزيد من الطاقة، لجمع الأحجار الكريمة والمال، وهذه الفرصة لن تأتي مرة أخرى.
 
الصياد الأحمق
الصياد الأحمق

ضياع الفرصة

نام الصياد، ومضى الوقت بسرعة، ونهض فجأة وسمع صوتًا يناديه،
ويقول له: قم، أيها الأحمق، لقد انتهى الوقت.
أصيب الصياد بالذعر، وصرخ هه، ماذا، ولماذا، أرجوك أرجعني لأحصل على المزيد من الجواهر والفضة والذهب.
قال له الحراس: أنت قضيت ست ساعات في الغرفة، والآن استيقظت من إهمالك أيها أحمق.
أخذ الصياد يلطم وجهه، ويقول: لماذا لم أفكر في أخذ المجوهرات أولاً، ثم شراء أفضل طعام وأفضل وأنعم فراش.
كنت أحمقاً وجاهلاً أفكر في نطاق ضيق الذي أعيش فيه، وأخذه الحراس، وألقى به خارجًا، وهو يصرخ: أعدني دقيقة لأجمع بعضاً من المجوهرات!
الآن أيها القارئ الحبيب، هل تعرف ما هي اللؤلؤة؟
إنها روحك، إنها كنز لا يقدر بثمن، لكنك لا تشعر بقيمتها، هذا الكنز لا يقدر بثمن.
السرير المريح هو إهمالك، والطعام اللذيذ، هو شهواتك، والصياد هو أنت.
ألم يحن الوقت لتستيقظ من نومك أيها المغفل، وتترك سريرك المريح، والطعام والشراب؟
لذلك اجمع الأجر والثواب والحسنات قبل انتهاء الست ساعات! التي هي عمرك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top