حياة الطفل ريان
فهل سنبقى يقظين؟ أم سننام مرة أخرى، ننتظر ريان آخر لنصحو ثم ننام؟
خمس سنوات من عمر الطفل ريان قبل أن يبتلعه البئر، قضاها، لم يعرف عنه أحد، عاشها بحلوها ومرها.
خمس أيام من عمر ريان قضاها في غياهب البئر، كانت أطول انتظاراً على أهله ومحبيه، في جميع أنحاء العالم، من عمره كله.
إنه لا يدري بأن العالم كله، كان ينظر من فوهة البئر المظلمة ليرى نوراً، وأملاً في قعره.
موت أحيا أمة
مات ريان، وماتت معه آمال الأمة في رؤية بسماته معافاً، هذا هو قدر هذا الطفل الذي كُتب له منذ ولادته.
والسؤال الجديد القديم: هل ستبقى الأمة يقظة؟ أم تعود إلى سباتها العميق؟
وهل حقاً/ هي أمة مزقتها الفرقة ووحدها الطفل ريان؟
أيها الناظرون إلى ريان المغرب الصامت في البئر، هناك ألف ريان في المشرق، يناديكم، ويصرخ بين أياديكم.
فهل سيصمت حتى تسمعوه، أم يموت حتى تتفقدوه؟
شكراً لك ريان المغرب، الذي أيقظت قلمي ليكتب هذه السطور، لعلها توقظ ضمائر تجمدت، وقلوب تحجرت، وذاكرة تناست ما يحل بألف ريان عربي.
نجح ريان في توحيد الرأي العام، توحيد الأمة، فيما لم ينجح فيه كبار الأمة، وحد القلوب المتفرقة، وشكل خبر الطفل ريان عناوين بمختلف اللهجات العربية المختلفة.
الطفل ريان في قلب العالم العربي
قلوبنا مع ريان، مع أهله وأحبته، فلماذا لا يبقى الزخم الذي فجره الطفل ريان يدوي في كل وقت وحين؟
ألا نتذكر الطفل السوري الذي خُطف من أحضان أمه؟ والطفل المقدسي في فلسطين الذي حُرق، واليمني الذي جاع وشُرد.
الطفل ريان رمز لهؤلاء الأطفال، بل رمز لأمه جمعتها الفرقة، ومزقتها العصبية والحزبية بعيداً عن الدين.
وعلينا أن نكتب على قبر ريان: ولدت في المغرب، وروحك ترفرف في ربوع فلسطين واليمن والعراق وسوريا، وفي كل بلد حر شريف.
فرائحة الياسمين التي نشرتها في المشرق والنغرب، لا بد أن تبقى، لتعبق نسماتها أجيال وراء أجيال.
فهل سنبقى نبكي على حال الأمة العربية والإسلامية، أم على حالنا كأفراد مزقتنا العصبية ، والدول الكبرى.
ذلك باسم الحرية والديمقراطية، ومحاربة الإرهاب، وفي الحقيقة هم الإرهاب بعينه!
أيها الباكون على ريان، ابكوا أنفسكم، ابحثوا عن حب ريان الذي تغلغل في قلوبكم، حافظوا على هذا الحب، ليبقى ويدوم.
حتى تبقى ذكراه العطرة تفوح في جميع أرجاء المعمورة.