العرس الفلسطيني

العرس الفلسطيني ثقافة وطنية و تراث أزلي لن يغيب

العرس الفلسطيني يتحدى الاحتلال الصهيوني

ما لا تعرفه عن العرس الفلسطيني، العرس، العرس الفلسطيني

العرس الفلسطيني، مظهر من مظاهر التحدي للوضع السياسي الفلسطيني الصعب، وكل المحاولات الصهيونية من الاحتلال لإلغاء وطمس،

إلا أن الفلسطيني متمسكاً بأرضه، ويقارع الاحتلال بكل الطرق والوسائل المتاحة.

ومن المظاهر الاجتماعية الهامة التي يسعى الفلسطيني من خلالها تعزيز صموده ووجوده، الأفراح والأعراس الفلسطينية، التي تشكل مناسبة مهمة، من أجل ابراز الهوية الفلسطينية.

ونظراً لأهمية الأعراس في المجتمع الفلسطيني، ونتيجة لما ما مرت به فلسطين من احتلالات مختلفة من أمم متعددة.

فقد حدث تطور العقد الاجتماعي للأعراس الفلسطينية، معطياً إياها مساحة كبيرة، ومشهداً له دلالته وأثره في حياة الفلسطيني.

ونتيجة لذلك، فقد تنوعت الأهازيج والزغاريد، والأغاني، وعدد الأيام والليالي، وما يصاحب ذلك من عادات يجب على العريسين أن يمتثلوا لها.

وفي هذه الخاطرة نتحدث عن العرس الفلسطيني ثقافة وطنية و تراث أزلي لن يغيب، وبذلك يرتبط الماضي بالحاض.

اختيار العروس في العرس الفلسطيني

في العادة، تكون مهمة اختيار العروس موكلة إلى أم العريس، لأنه لا يوجد في فلسطين نظام المرأة الخاطبة،

وذلك إذا لم يكن لدى العريس قريبة، يريد أن يقترن بها، مثل: ابنه عمه، أو عمته، خالته.

ومن أجل اختيار العروس المطلوبة، تتفق أم العريس مع بعض صاحباتها وقريباتها، في وضع قائمة بأسماء الفتيات اللواتي وقع عليهن الاختيار، من أجل خطبتهن للشاب.

يكون اختيار العروس وفق مواصفات وشروط الشاب لشريكة حياته، مع اتفاقه مع أمه في بعض الأحيان.

وإذا تم الموافقة، والاختيار لفتاة معينة، تذهب والدة الشاب إلى بيت الفتاة، وتطلب يدها من أهلها.

وفي العادة، يمهل أهل العروس أهل العريس مهلة، كي يتسنى لهم السؤال عن العريس وأهله، وتدينه، وأخلاقه، واستقامته.  

مشاهدة العريس العروس

بعد انقضاء مدة المهلة، تذهب أم العريس إلى منزل الفتاة لمعرفه ردهم. فإذا كان الرد ايجابياً وبالموافقة، يتم تحديد موعداً، كي يشاهد الشاب عروسه، وبالمثل تشاهد العروس عريسها.

وفي موعد قريب آخر، يحضر العريس وأمه إلى بيت العروس، فترحب عائلة العروس بهم، وذلك في حضور أقارب العروس من إخوانها وأخواتها وأعمامها وعماتها، وغيرهم من الأقارب.

وفي هذه الأثناء، تدخل العروس، حاملة القهوة أو العصير، وتسلم على الحضور، وقد تجلس قليلاً من الوقت، لترى العريس ويراها، وأحياناً يتم الاتفاق على المهر في هذه الجلسة.

جاهة العرس

ما لا تعرفه عن العرس الفلسطيني، الزفة، زفة العريس

وبعد مدة، يتم الاتفاق عليها، يحضر كبار من عائلة العريس، وأقاربه إلى بيت العروس، وهذه تسمى الجاهة، أو جاهة العرس.   

يتم طلب العروس بشكل رسمي.

وقد يحدث في هذه الجاهة، الحديث عن مهر العروس، والمؤخر، وغير ذلك من الأمور الخاصة بتجهيز العرس، وفي غالب الأمر.  

 تتفاوت المهور من عائلة إلى عائلة أخرى، وكذلك المؤجل.

وبعد الاتفاق في جاهة العريس بين أهل العريس وأهل العروس، على ما سبق ذكره عن العرس، يتم تحديد يوم، من أجل دفع مهر العروس المعجل،

وفيها قد يدعى الأحباب والأقارب والأصحاب إلى بيت العروس.

وبهذه المناسبة، تقدم الحلوى والعصائر، والقهوة، وتعتبر هذه أول خطوة من خطوات العرس الرسمية، والتي تعلن أمام الناس.

عقد قران العروسين

وفي موعد، يتم الاتفاق عليه بين أهل العريس والعروس، يأتي مأذون شرعي إلى منزل العروس، من أجل عقد القران أو ما يسمى: 

 ( كتب الكتاب).

 وقد يذهب العريس والعروس، وولي أمرهما إلى المحكمة الشرعية، ليتم عقد القران أمام قاض شرعي، الذي يسأل العروس عن رغبتها في الاقتران بالعريس، كي لا تكون مجبرة على هذا الزواج.

تعتبر هذه الخطوة أكثر شرعية، وتوثيقاً لما اتفق عليه العريس والعروس قبل العرس، وبعد يوم أو أيام قليلة،

تقام وجبة غداء للعروسين، يتكفل به أهل العروس، وقد يتفق فيها أهل العروسين على مراسم العرس، وموعد قيامه.

صورة من العرس الفلسطيني(عرس ابن أم محمد)

ما لا تعرفه عن العرس الفلسطيني، الأفراح الفلسطينية، العرس الفلسطينية، الفرح الفلسطيني

الأفراح تعم بيت أبو محمد، والنسوة يتقاطرن إلى العرس؛ ليباركن لأم محمد في زواج ابنها، 

وقد أحضرت كل واحدة هدية العرس للعريسين: فمنهن من أحضرت فستاناً للعروس، 

ومنهن من قدمت للعريسين طقماً من الكاسات، ومنهن من قدمت بروازاً مكتوب عليه آيات قرآنية.

رحبت أم محمد بالنسوة، وشكرتهن على هذه الزيارة، وتمنت من الله أن يتمم لأبنائهن أفراحهم، ويستر بناتهن.

حضرت العروس وسلمت على الحاضرات، وشكرتهن على الهدايا، وقدمت لهن الحلوى والعصائر.

لاحظت العروس أن أم سليم، كانت تنظر إليها من أعلى إلى أسفل، ومن أسفل إلى أعلى، وكأنها تقيس عرضها وطولها.

دهشت العروس من نظرات أم سليم، واقتربت من أم سليم، وقالت لها: هل اعجبك الفستان الذي أرتديه يا أم سليم؟ أم أن الفستان فيه عيب؟

وبسرعة، أجابت أم سليم: لا يا بنيتي! أنا لا أعيب فستانك، وأنت كالقمر، لا تظني بي سوءاً، الفستان جميل مثل صاحبته، والعرس منظم ورائع، ويتلاءم مع موضة هذه الأيام.

يا بنتي، أيامنا كنا نتجمل في العرس بارتداء الفستان الفلسطيني المزخرف، والمطرز باليد، والذي يمثل تراثاً فلسطينياً عريقاً.

نظرت إحدى الحاضرات إلى أم سليم وقالت: الزمان ليس زماننا، والزمن بتغير، وكل زمان وله ناسه، وملابسه وزينته.

قالت أم سليم: هذا صحيح، والله فمك بنقط عسل.

ضحكت العروس، وقالت: أنتن خير وبركة، ولكن من فات قديمه تاه! أنا لم أنس عاداتنا وتقاليد الأجداد، وكان من أهم طلباتي في جهازي، أن يكون فيه فستان العرس بالزي الفلسطيني.

قالت أم سليم: الحمد لله الذي جعلنا نسمع بمن يحافظ على عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا.

دخلت العروس غرفتها برفقه أمها وأختها، وبعد دقائق عادت العروس ومعها أمها وأختها، وكل واحدة ترتدي فستاناً فلسطينياً مطرزاً.

زغردت النسوة، ورقصت العروس بفستانها المطرز، وشاركت أمها وأختها الرقص.

 وقالت النسوة: هذا هو الأصل.

وكان يسمع في الخارج، صوت الأهازيج والأغاني، التي تسمع فيها الربابة، ورقص الشباب الذين يشاركون في الدبكة الفلسطينية.

وكان عرساً فلسطينياً بامتياز!!! 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top