العلاقة الناجحة بين الثقافات
هل الثقافات المختلفة تعبر الحدود؟ وهل العلاقة الناجحة بين الثقافات، تسهم في هذا التواصل بين الأفراد عبر الحدود؟
وكيف تستطيع أن تفرض ثقافتك على الآخرين بالحسنى؟
إن الثقافات متعددة ومتنوعة بين البشر، لقد كان التواصل بين الثقافات قديماً صعباً،
وذلك لتطوير علاقة ناجحة مع أفراد أو مجموعات من الثقافات الأخرى،
ولذلك كان الإنسان بحاجة إلى التواصل بلغة مشتركة، أو استخدام مترجم فوري.
ولكن الآن؛ وفي عصر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي كسرت الحدود، بل وفتحتها على مصراعيها.
فأصبح من السهل التواصل مع أي جنسية وثقافة، وتبادل الأفكار والمعلومات كما تشاء، وذلك دون عوائق تظهر.
دور العولمة في ترسيخ العلاقة بين الثقافات
أثرت العولمة بشكل مباشر، على أهمية تحقيق نتائج متفاوتة، في ترسيخ العلاقة المتفاوتة في النجاح، بين الثقافات والأعراق الأخرى.
وذلك للأسباب التالية.
- تعتمد البلدان والمجموعات العرقية، بشكل أكبر على بعضها البعض، كما تحتاج الشركات ومديروها إلى التواصل بدقة وكفاءة،
- لذلك يعتمد نجاح الشركات على العلاقة الناجحة بين الأفراد، سواء كانوا من ثقافة واحدة، أو من ثقافات مختلفة.
- اعتماد التجارة الدولية في تزايد مستمر على تبادل الثقافات، وهذه التجارة أكثر بكثير اليوم مما كانت عليه قبل عشر سنوات.
ويمكن أن تكون العلاقات الفاشلة قاتلة، ولا تضر فقط بالنشاط التجاري فقط،
بل وكذلك تسهم في فشل العلاقة الناجحة بين الدوائر الاجتماعية، وبين الأفراد.
3- لقد سلبت العولمة الثقافات من نقائها وميلادها؛ فأصبح الأشخاص في آسيا اليوم، أكثر وعياً بنمط الحياة في الولايات المتحدة والعكس صحيح.
ولذلك، نحتاج حقًا، إلى الانتباه إلى السمات الخاصة لأي ثقافة،
وهذا يتطلب منا الغوص العميق أكثر من ذي قبل، في فهم وخبايا الثقافات الأخرى.
4- أصبح الناس اليوم أكثر حساسية تجاه الإهانات الموجهة نحو ثقافتهم.
قد تكون غير مقصودة، ولكن لا بد أن يكون الفرد ملماً بثقافته وثقافة الغير، ليستطيع مواجهة أي إهانة.
إذن مع كل هذا الالتباس في المشهد الذي تتعدد فيه الثقافات.
كيف يمكنك أن ترسخ العلاقة الناجحة بين الثقافات، دون المس بقيمنا وحضارتنا وثقافتنا؟
وهناك خطوات ستة لتحقق العلاقة الناجحة، وفرض ثقافتك على الآخرين، والتي تتمثل في:
الخطوات الستة لتحقق العلاقة الناجحة، ولفرض ثقافتك على الآخرين
كن طبيعياً في التعامل مع الأشخاص الذين يمثلون الثقافة الأخرى، دون فرض ثقافتك عليهم بالاستهتار،
- وعدم الاستهانة بهم، وفي نفس الوقت كن متمسكاً بعظم ثقافتك، لتحقق العلاقة الناجحة في فرضها بالحسنى على الآخرين.
- كن صادقًا في قولك عن ثقافتك، لأن العالم مفتوح، والكل يقرأ، فالجميع قد يكون قد تعرف على ثقافتك،
- ولذلك فالكذب يحط من قيمتك وقيمة ما تريد توصيله عن ثقافتك.
وكذلك كن محترمًا مع نفسك والآخرين، فإذا احترمت تُحترم، وإلا كان العكس، ولن تحترم ثقافتك.
3- افتخر بثقافتك، ومع ذلك تجاهل الأنا؛ أي لا تقل أنا أمتلك كذا وكذا، حتى ولو كنت صادقاً،
أو تظهر بأن ثقافتك أفضل من ثقافة الغير،
أو استخدام كلمة نحن، لأن استخدام الأنا، قد تقلل من صدقك من وجهة نظر الآخرين.
ولذلك عليك اختيار ألفاظك بعناية، دون تفاخر زائد، لتحافظ على العلاقة الناجحة مع الآخرين. تعلم كيفية التواصل بطريقة يشعر بها الفرد من الثقافة الأخرى بالراحة،
كما عليك أن تتجنب الكلمات العامية المبتذلة، والتي تظهر أن لغتك ضحلة، ومن ثم ثقافتك ضعيفة، لكون اللغة هي المدخل الأول للثقافة.
4- كن على علم بأن العولمة تسبب تقارب الثقافات، حتى ولو كانت اللغة واحدة، وبذلك الثقافتان تتواصلان بلغة مشتركة – مثل اللغة الإنجليزية – وهذا يعني أن هناك جدران واهية بين الثقافتين قد تنهار، وذلك لصالح الثقافة الأقوى.
5- حاول تسليط الضوء على الخير الأساسي في ثقافتك، وكذلك حاول التركيز على الفضائل المشتركة بين الثقافتين، وهذا يعزز العلاقة الناجحة بين الأشخاص.
6- كما يجب عليك عدم التركيز على جوانب الاختلافات بين الثقافتين، وبذلك ستحقق ما تصبو إليه، من اهتمام رائع من الآخرين، ودون نفور منهم.
في الحقيقة، إنها استراتيجية العلاقة الناجحة، فعندما تفعل ذلك، تكسب الآخرين، ويكسبك الآخرون،
ومن ثم تستطيع إبراز ثقافتك في كل زمان بشكل مبسط يفهمه الآخرون، وتدريجياً، تصبح ثقافتك جزءاً من ثقافة الآخر، وليس العكس.