العين والحسد، الحسود، الحاسد

ظاهرة العين و الحسد (حقيقة أم خيال)

العين و الحسد بين الحقيقة و الخيال

تعتبر ظاهرة العين و الحسد (حقيقة أم خيال) من الظواهر الموجودة منذ القدم، ولكن 

هل أنت ممن يصدق بوجودهما ؟  أم ممن يكذب ذلك ؟ ستندهش – بالتأكيد عند قراءة هذه المقالة!

العين و الحسد (حقيقة أم خيال)، الحسد، الحسود، الحسود والعين

حقيقة لا تخفى عن أحد. إنهما ظاهرتان تستشريان وتتعاظمان  بين عينة ليست بالقليلة من أفراد المجتمع.  
ولا ينفرد عن تناول هاتين الظاهرتين جنس دون  آخر، رجالاً كانوا أو نساء.
 
 ولذلك أصبح من أهم الموضوعات التي يحلو الحديث عنها في المجالس، خصوصاً مجالس النساء .

الإصابة وبالحسد والعين بين الحقيقة والوهم و الاختلاف بين المفهومين.

يتقاطع المفهومين – خاصة – في مبدأ واحد. 
و يشتركان فيما بينهما حول حب زوال النعمة عن الآخرين.  وإن كانا يختلفان في كيفية حدوث وضرر كل منهما.
وتعريف العين مأخوذ من عان الشيء، أي نظر بعينه الخبيثة إلى المنظور إليه ( المعين).
 والفرق بينهما، هو اختلاف بين الأعم والأخص، فالحسد أعم من العين،
 فيصلح أن يكون كل عائن حاسد، ولا يصح أن يكون كل حاسد عائن.

مفهوم العين

إن العائن من يعين وينظر بعينه مباشرة لشيء مشاهد وموجود أمامه فعلاً ، 
و أما هذا فلا يشترط في الحسد.
 
فقد يحسد الشخص شيئاً لم يره، ولذلك تأثير العين أشد ضرراً من الحسد على أهل البيت،
 وذلك لأن العين تقع على ما يحب الشخص من ولد ومال مثلاً، ويضر بنفسه والغير. 
ومن سؤال لابن القيم – رحمه الله- عن الفرق بين العين والحسد ” . 
والمقصود أن العائن حاسد خاص ، وهو أضر من الحاسد،ولهذا – والله أعلم-
 إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن.

مفهوم الحسد 

فهو حب زوال النعمة من الآخرين.  فلو كانت النعم تزول كلها بالحسد؛
 لما أبقى اللَّهِ  لك نعمة. ولا إلى  أي أحد على وجه الأرض من خلقه. 
ومن أهم النعم نعمة الأيمان، فالكفار يحسدون المؤمنين عليها. فهل زالت هذه النعمة؟ 
قال سبحانه وتعالى :
 {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم..}
(البقرة 109)
فهل كل الناس بعيدين عن الدين؟ 

الحسد والعين بين الوهم والحقيقة.

العين و الحسد (حقيقة أم خيال)، الحاسد، الحسود، الاصابة بالعين
من أمثلة التعرض للحسد:
ما نراه من أشخاص يصرخون، إذا أصابهم أي مكروه.  ويقولون أصابتني عين، 
أو حسد، وقد يحدد، عين فلان. 
 بالإضافة إلى ذلك ، قد  نجد شخصاً آخر، تعرض هو أو أفراد عائلته لمصيبة، 
على سبيل المثال : الانفصال عن زوجته أو الطلاق أو أي مشاكل عائلية.
 ويرجعون أي حدث منها إلى الإصابة بالعين( الحسد). فكل مكروه يصابون به،
 يرجعونه إلى كونه محسود، أو أصابته عين.
فهل ارجاع أي مكروه أصبت به، إلى  كوني محسود أو إصابة عين ، هو صواب؟ 

الحقيقة المرَّة

أقولها بصدق: جلست مع شخص ممن يتوهمون أن كل مكروه يصيب الإنسان،
 هو من الحسد والعين.
 فقال لي:أصابتني عين، و أعراضها ظاهرة .  فقد تعطل عندي جهاز كذا، 
ثم بعد ساعات تعطل جهاز آخر. وبعد ذلك بيوم أصبت بمرض، وما زارني إلا فلان،
 وقد أصابتني عينه.
 
أيعقل أن يكون هناك أناس بهذه العقلية المتخلفة؟ 

أكثر المتوهمين

والغريب أن كثير جداً ممن يؤمنون بأن كل مكروه يصاب به هو إصابة بالعين والحسد.

 هم من الفقراء، وقد يكونون من المعدمين. فعلام يُحسد؟ 

وكذلك من أكثر الذين يرجعون كل شيء إلى هاتين الظاهرتين . 
هم من المحافظين على الصلوات، وقراءة القرآن.
 وقد يكون حافظاً لكتاب الله، وهو يعلم أن الشفاء منهما ،هو البعد عن الشك والظن.
 وذلك  بالتقرب إلى الله، وفي المحافظة على تلاوة القرآن.
 
وعلى الأخذ بالأسباب، و هناك رقية الشرعية التي تساعد بإذن الله في الشفاء من العين والحسد،
 و من تاثير العين والحسد، إن شعر أن هناك أعراض العين .

كن مع الله ولا تخف من شيء

فكيف يكون هناك حسد، وهذا الإنسان يقرأ القرآن، وقد حصن نفسه؟ 
أليس هذا تخلف فكري وتراجع في الوعي الديني؟  وهل كل العالم يتقدم؛ لأنه غير محسود؟ 
 
أم إنه انتصر عليه، وعلينا أن نومن بأن كل مكروه نصاب به عائد إلى الحسد . 
ونحارب الحسد والحاسدين بشتى الوسائل.
نحن نؤمن بأن العين حق ، وأن هناك حسد؛ ولكن ليس كل مكروه يعود سببه إلى تأثيرهما.

 الوهم والتشاؤم والشك

إن الوهم والتشاؤم والشك في كل شيء، أصاب الكثير من الناس.
و حقيقة ، هناك من الأشخاص من يعلق في عنقه أو في سيارته تميمة.
 وهي عبارة عن الخرزة الزرقاء للوقاية من الحسد أو العين.
، ويرى أنها تؤمن له حياته من الحسد والمس، و لدرء الشيطان عنه. 
وبعضهم يعتقد بأنها الأفضل لعلاج المحسود ورد البلاء.
 
قال عز وجل: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}(يونس، 36)
 
وبذلك تصيب المجتمع الفوضى. نتيجة لعقول متخلفة، تعيدنا إلى عصور رجعية، 
فالعالم يتقدم، ونحن نفكر في أمور لا أساس لها من الصحة: لا في الدين ولا في المنطق.

الدِّين والحسد والعين

فالدين لا يقول لك أن الحسد غير موجود.
 
بسم اللّهِ الرحمن الرحيم
قل أعوذ برب الفلق * مِنْ شَرِّ ما خلق * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* 
ومن شر النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * و من شر حَاسِدٍ إذا حَسَدَ
 
، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” العين حق تدخل الجمل القدر والرجل القبر”
 
 ومع ذلك فليس كل من يدخل القبر، أصابته العين أو حُسد. ولكن، 
هل أَرجع الدين كل مكروه يصيب الإنسان، إن كان مرضاً، أو غيره إلى الحسد؟ 

كورونا والحسد

إذا كان كل مرض يصيب الإنسان، هو من الحسد. إذن، كل العالم الآن محسود،
 خصوصاً المصابين بفيروس كورونا.
 
وإذا كان الأمر كذلك، فعلينا غلق جميع العيادات والمستشفيات، وتحويلها عيادات قرآنية .
 
أنا هنا لا استهتر بالدين، ولا بوجود الحسد. 
ولكن أسخر ممن يعيد كل مصيبة تصيبه إلى الحسد.
 
والآن سؤال يطرح نفسه، في خضم العين والحسد، وهو: 
لِمَ أكثر الناس لا يفكرون في الحسد بقدر ما تفكر به أيها المهووس بالحسد.  
والذي علَّقت به آلامك وآمالك؟ 

الرقية الشرعية للحسد

الحقيقة، هي أنك لم تفهم الدين الفهم الحقيقي. ووضعت نفسك في دائرة الخوف والشك مما يدور حولك .  
فنسبت كل مكروه يصيبك للعين والحسد، وكأن كل مصائب العالم، منبعها الحسد.
فالخوف الخوف أن تغرق في هذا المنبع، ويسخر منك القريب والحبيب، وحتى الغريب.
أخي! كن مع الله، ولا تبال، إن المؤمن يبتلى و يعاني كثيراً.  
ولكن لا بد من تحصين النفس من العين، فهناك دعاء لذلك.
 و في الختام : حصن  نفسك بالقرآن. ولا تنس ايات العين الحسد ،
  وأحاديث الرسول الكريم. وهناك الرقية الشرعية من العين والحسد، 
ولا تخاف من حاسد ولا حاسدة  ولا شيطان.
العين و الحسد (حقيقة أم خيال)، حقيقة الحسد، حقيقة الحسد والعين
العين والحسد، الحسد، الحسد والعين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top