التعامل مع الغضب
ما أسباب حدوث الغضب؟ وهل هو أمر طبيعي؟ وكيف نواجهه؟
عندما يقوم شخص بالاعتداء عليك، أو على شخص تحبه، أو قام بكسر شيء ثمين لك، فسرعان ما يتبع ذلك غضبه.
يحدث ذلك بسرعة كبيرة، فأنت لا تدرك، أن هناك مشاعر أخرى، كانت لديك قبل الغضب.
عندما يندلع غضبك فهو شعور قوي، ونظرًا لأنه قوي جدًا، فإنه –غالبًا- ما يطغى على كل المشاعر والأحاسيس الأخرى.
على الرغم، من أنك قد لا تكون على دراية بأي مشاعر أخرى تشعر بها إلى جانب الغضب، فإن هذا لا يعني أنها غير موجودة.
غالبًا، ما يشوش غضبك على تفكيرك، لدرجة أنك لا تفكر في العواقب.
قد يخفي من يغضب الشعور بالذنب والأذى والخوف والحزن ومجموعة من المشاعر الأخرى التي قد تشعر بها أيضًا.
يزداد الغضب بشكل خاص عندما تعلم أنك مخطئ بشأن شيء فعلته أو سلوك لديك.
في المراحل المبكرة، عندما تكون غاضبًا ، فأنت تقوم بعمل جيد لتجنب إيذاء نفسك أو إيذاء الآخرين.
لذلك منع تحول غضبك إلى انتقام، هو التحدي الرئيس الأول الذي تواجهه.
أنت تستطيع تحديد، ما إذا كان غضبك سيتحول إلى انتقام أم لا.
إن قرار ترك غضبك، يسيطر على قرارك، هو على الأرجح فرصتك الأولى لاستعادة ضبط النفس.
التأثيرات السلبية للغضب
انهيار العلاقة مع الآخرين
عندما لا يتم التعامل مع الغضب بشكل صحيح، يمكن أن يؤثر سلبًا على العلاقات. يمكن تدمير الزيجات: انفصل بعض الأشخاص أو طلقوا.
في بعض الحالات، يعيش الناس في تنافر، يمكن أن تنهار العلاقات بين الأبناء والآباء أو بين الأشقاء.
يمكن أيضًا تدمير الصداقات، عندما لا يتم التعامل مع الغضب بشكل مناسب.
سوء الحالة الصحية
يمكن أن يؤثر غضبنا –أيضًا- على صحتنا، ولذلك يمكن أن يؤدي إلى أمراض مثل:
ارتفاع ضغط الدم، واصابة بعض الأشخاص بنوبات قلبية، كما يعاني البعض الآخر من ضيق في التنفس.
يمكن أن يجعلنا غضبنا، أكثر عرضة لأمراض مختلفة أخرى، يسبب زيادة في معدل ضربات القلب وضغط الدم ومستويات الأدرينالين.
قد يصاحب الغضب التوتر، وبذلك يحدث مزيج قاتل،
ولذلك يمكن أن يؤدي غضبنا أيضًا إلى آلام الظهر والصداع والأرق ومتلازمة القولون العصبي وأمراض أخرى.
في الحقيقة، لا يمكننا أن نظل غاضبين، لأن أجسادنا لم تُخلق لتبقى غاضبة.
التأثير السيئ على الجانب الديني والروحاني
يمكن أن يؤثر الغضب سلبًا على الجانب الديني والروحاني، لأنه يؤدي إلى أعمال متهورة ومحرمة.
كما يمكن أن يؤدي –أيضًا- إلى مواقف خاطئة تجاه الآخرين، مثل السب والشتم، وعدم التسامح.
وأيضاً يؤدي إلى الرد بطرق انتقامية دون تفكير في العواقب الدنيوية والآخروية.
سيطرة التفكير المشوش
عندما لا نتعامل مع غضبنا بشكل سريع، فقد يؤدي ذلك إلى تفكير مشوش.
التفكير المشوه هو أيضًا تفكير عصابي، حيث لا يكون لدى الأشخاص رؤية صحيحة للواقع.
يمكن للأشخاص الغاضبين أن يشكوا في الناس ونواياهم،
كما قد يشعرون بأن الأشخاص الذين يظهرون أي اهتمام بهم وبرفاهيتهم لديهم نوع من الأجندة الخفية.
سيطرة الجانب العدائي مع الآخرين
الغضب لديه القدرة على التأثير سلبًا على جميع المجالات المهمة في حياتنا.
نحن نعلم أنه يمكن أن يؤثر على المنزل،
ولكنه قد يؤثر أيضًا على عملنا، ولذلك. يمكننا أن نصبح معاديين للعمال العاملين معنا.
غالباً، يصعب التعامل مع الأشخاص الذين يغضبون باستمرار: فأنت لا تعرف أبدًا كيف ترضيهم.
لذلك يضطرب أداؤهم الوظيفي، لأنهم لا يعرفون كيفية التواصل بشكل صحيح مع الآخرين،
ولأن غضبهم يشوش على حكمهم، ويؤثر على قدرتهم على التركيز على مهامهم.
هناك 3 خطوات مدهشة في التعامل مع الغضب،
يمكن أن تسهم في تخفيف الغضب، وسهولة التعامل معه:
كيفية التعامل مع الغضب
الغضب هو عاطفة تحدث بشكل طبيعي، لكن يجب علينا التعامل معها وعدم السماح لها بالسيطرة علينا.
نحن نعلم بالفعل بعض الطرق السلبية التي يمكن أن يؤثر بها الغضب علينا ،
لذلك يجب أن نتعلم كيفية التعامل معه.
وطرق التعامل مع الغضب تتمثل في:
1- التقرب من الله أكثر
الوضوء، والصلاة من العبادات التي تخفف عنا الغضب بشكل كبير،
وهي تشرح الصدور، وتجعلنا نسامح، ولا نرتكب ما يغضب ربنا.
ولذلك، يجب أن نظهر حبنا للآخرين(الابتسامة في وجه أخيك صدقة)
لذلك لا يمكن أن يكون الشخص المبتهج شخصًا غاضبًا.
2- اللجوء إلى أهل الخبرة والحكمة
يمكننا أيضًا أن نلجأ إلى كبارنا وحكمائنا، الذين عادة ما يكون لديهم تدريب وخبرة في التعامل مع المواقف الصعبة.
يمكن أن يساعدونا من ارتكاب أخطاء فادحة،
ويمكن أن يساعدونا –أيضًا- في اكتساب منظور جديد للمشكلة.
قد تكون هناك حاجة لمزيد من التدخل المهني. قد نحتاج إلى استشارة مستشار نفسي،
شخص تم تدريبه خصيصًا للتعامل مع المشاكل العاطفية والنفسية.
3- يجب أن نكون واقعيين
نحتاج أيضًا إلى أن نكون واقعيين بشأن الحياة، من الطبيعي أن يكون لدينا بعض التقلبات والمنعطفات غير المتوقعة.
سيكون الأمر صعباً، لأن كثير من الأمور تكون متوقعة، ولذلك يجب علينا، أن نتعلم أيضًا كيف نسامح ونترك.
بعض الظروف قد لا تكون في مصلحتنا، لكن يجب أن نتعلم كيفية التعامل مع هذه الأشياء والمضي قدمًا.
يجب أن نتوكل على الله، ونأخذ بالأسباب، ونثق بأنفسنا،
وقدراتنا في تجاوز المصاعب، حتى نسيطر على غضبنا.
خلاصة القول
يمكن أن نكون نفوس مستعرة يسيطر عليها الغضب،
أو يمكن أن نكون أشخاصًا قادرين على التعامل مع الغضب والتغلب عليه.
ولذلك لا يجب أن يكون الغضب قوة مدمرة في حياتنا.
ومن هنا، لا يتعين علينا أن نتجول ونتحرك، ونحن غاضبون من عالم، يبدو أنه غير عادل وغير مهتم بغضبنا.
في الواقع يمكننا العيش لنستمتع بالحياة، و نتجاوز ظروفها السلبية،
وفي النهاية يمكن نروض نفوسنا الأمارة بالسوء، ويمكننا استعادة إنسانيتنا الصالحة.