القدس يجمعنا، القدس ، لبيك يا قدس

حكاية القدس تجمعنا عرباً ومسلمين

حكاية من حكايات الأجداد(القدس تجمعنا)

     هل تعلم أن القدس كانت مدينة مزدهرة قبل نكبة فلسطين عام 1948م؟  

حكاية القدس تجمعنا عرباً ومسلمين، القدس، حكاية القدس، المسجد الأقصى

ولذلك، حكاية القدس تجمعنا عرباً ومسلمين، هي عبارة عن حكاية، قام جدي بحكايتها لنا،

ولذلك، هي تروي كيف كانت حياة الأجداد قديماً ، وكيف كانوا يعيشون في هناء وسرور.

كما تحكي لنا الحكاية بعضاً من المناسبات الجميلة في حياتهم، بالإضافة إلى سرد حكايات، 

و مواقف من نكبة فلسطين ، وهي من  أشد النكبات في العصر الحديث.

والتي تعرض فيها الشعب الفلسطيني، إلى تهجير للآباء،

 والأجداد إلى خارج فلسطين التاريخية، أو تشتتهم داخل فلسطين.
وكان له أثر كبير على حياة الأجيال القادمة، ولذلك لن ينسوا حقهم في العودة.
في هذه المقالة، سنستمع إلى حكاية القدس تجمعنا،

 التي يرويها جدي بعد عودته من زيارة المسجد الأقصى.

حكاية القدس تجمعنا عرباً ومسلمين، بيت المقدس، عروس عروبتنا، المسجد الأقصى
حكاية القدس تجمعنا

4 ذكريات من المدينة المقدسة

زيارة جدي للمسجد الأقصى

عاد جدي بعد زيارة القدس، والصلاة في في المسجد الأقصى، 

وكانت علامات الإرهاق بادية عليه، وكانت أوداجه منتفخة، وعيونه وارمة، ولا يستطيع الكلام إلا بصعوبة.

دخل جدي غرفته، وبقي فيها دون أن يحكي لنا ما شاهده في زيارته، 

ولذلك استغربنا ما حدث للجد، وقمنا بالدخول عنده لنستفسر عن سبب حزن جدنا غير المعهود.
وكلما أراد أن يسرد حكايته، وما شاهد أثناء زيارة القدس، كان يبكي. 

اجتمعت الأسرة تتشاور لمعرفة ما حدث للجد بعد زيارته القدس، حيث كان في حالة يرثى لها، لا يتكلم، 

ولا يتناول الطعام، وعزل نفسه في غرفته.
بعد أن مرت ساعات من وصول جدي، وشعرنا بأنه هدأ قليلاً، اجتمعنا به، 

ومع ذلك كان متوتراً، والحزن ظاهر على وجهه.

قلت له: قبل زيارة القدس، كنت فرحاً، وبعد عودتك تغير حالك، 

ما بالك يا جدنا؟ ماذا حل بك؟ أأنت مريض؟

في الطريق إلى القدس

تنهد الجد، وأخذ يتكلم بصوت فيه حشرجة، وكأنه يختنق، ووضع عصاه أسفل ذقنه، وقال: 

سأروى لكم الحكاية من البداية إلى النهاية.
انطلقت بنا الحافلة من غزة إلى القدس، ولكن في الطريق! ثم سكت وأخذ يبكي!

أخذنا نهدئ جدي، حتى عادت له حيويته، وعاود الحديث، وقال :

رأيت جميزة أبي، وسكت، والدموع تترقق في عينيه.

قلنا: وما شجرة الجميز هذه؟ رفع الجد رأسه، وتنهد وقال:
هذه الجميزة لها حكايات كثيرة  و ذكريات طويلة محفورة في ذاكرتي، 

لا أنساها: ذكريات طفولتي وشبابي، ذكريات أفراحنا وأتراحنا، سأروي لكم بعضاً منها.

حكاية القدس تجمعنا عرباً ومسلمين، الدبكة الفلسطينية
حكاية القدس تجمعنا ، الدبكة الفلسطينية
حكاية من المدينة المقدسة، و ذكريات لا تنسى
الذكرى الأولى:  يوم عرسي:

تحت هذه الشجرة ، أقيم عرسي، حيث اجتمع أهل القرية: شيبهم وشبابهم ،

 نساؤهم وأطفالهم، حيث اصطف الشباب وعزفت الربابة وأقيمت الدبكة الفلسطينية، وأخذت النساء يزغردن ويغنين.
مكث العرس ثلاثة أيام، قدمت فيها الولائم والحلوى للحاضرين.

الذكرى الثانية: يوم ميلادك:

كنت أجلس أنا وأمك تحت هذه الشجرة، وفجأة أخذت أمك تتوجع وتتألم، 

وقالت لي: نادي جارتنا أم محمد، أنا أشعر بقدوم المولود. 

أسرعت إلى بيت أم محمد، وناديتها، وطلبت منها أن تسرع؛ لأن زوجتي في حالة ولادة.

حضرت أم محمد بسرعة، ومعها زوجة ابنها لتساعدها في عملها، 

  ووصل الجميع إلى شجرة الجميز، وقامت أم محمد بإحضار بعض الماء الساخن، وأشياء أخرى لا أتذكرها.
بعد مدة من جهد كبير تألمت فيه أمك كثيراً، صرخت صرخة الحياة،

 تبعها زغرودة لجارتنا، وهي تبشرنا بقدومك إلى الدنيا.

الذكرى الثالثة: يوم عقيقتك:

تحت شجرة الجميز، وبعد أسبوع من ميلادك، دعونا الجيران والأحباب والأصحاب لحضور حفل ميلادك.
حيث ذُبِح خروفان كعقيقة لك، واجتمع المدعوون، وكان يوماً جميلاً.

تراقص فيه الشباب، وغنت النساء؛ ابتهاجاً بمولدك يا بني!

الذكرى الرابعة:  يوم أن حججت:

 عُدت من الحج، فإذا بجميع أهل القرية ينتظرون قدوم الحجيج تحت الشجرة، 

وما أن وصل الحجاج حتى دوّت الزغاريد.
أقيمت الأفراح، وعمّت الفرحة جميع أهل القرية، والقرى المجاورة، وقُدِّمَت الولائم،

 وهدايا الحج.
شرب الكثير من الناس من ماء زمزم الذي أحضره الحجيج من مكة، تبركاً به.

أعرفتم لم بكيت؟
رفع الجد رأسه من فوق عصاه. ودهش!!!
وجد الكل يبكي!!! فتح الجد ذراعيه، وقال هيا يا أبنائي وأحفادي،

 أضمكم إلى صدري كما ضمت هذه الشجرة أفراحنا وأتراحنا.

يا شجرة الخير والعطاء: أنت في قلوبنا لا ولن ننسى ذكراك كما لا ننس القدس، 

مهما بعد المكان وطال الزمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top