هل حلمت بأنك عثرت على كنز ؟ فما هو شعورك ؟ وماذا ستفعل بالكنز؟ تصور أن أعمى حلم بذلك، وكان حلمه حقيقي، فماذا سيفعل؟
إليك قصة قصة الأعمى والكنز المفقود الرائعة!
حكاية الأعمى والكنز
يحكى أن أعمى كان يعيش وحيداً في صحراء مترامية الأطراف، وذات يوم شعر بأن هناك هاتفاً داخلياً، يخبره بأن هناك كنزاً في هذه الصحراء، وأن هذا الكنز ليس ببعيد عنه.
كان إحساسه كبيراً وحقيقياً، ولذلك قرر البحث عن الكنز، ولكن بماذا يحفر؟ وأين يحفر؟
كان الأعمى قوي البنية، وعزيمته قوية، و كانت معه عصاه التي يسترشد بها ، فأخذها وأخذ ينبش بها الأرض من حوله، ومرت أيام، وهو يحفر فيما حوله.
كلما أحس الأعمى بالإحباط واليأس في عدم العثورعلى كنزه، كان احساسه الداخلي، يؤكد له بأنه قريب منه، ولا بد أن يبحث أكثر للوصول إليه.
العثور على الفأس
وفي يوم ارتطمت قدما بشيء ثقيل، آلمه، ففرح فرحاً شديداً، وأخذه بسرعه، وأخذ يحسه فوجده فأساً.
فرح الأعمى لعثوره على الفأس فرحاً شديداً، وقال في نفسه: بهذا الفأس سأصل إلى ما أريد بسهولة دون عناء.
بدأ الأعمى البحث عن كنزه المنشود من جديد، وأخذ يحفر حفر كبيرة، ولكن دون أن يجد شيئاً.
مرت الشهور والسنوات، والأعمى ينتقل من مكان إلى مكان، ومن حفرة إلى حفرة، ولديه أمل كبير في الوصول إلى الكنز.
.كان الهاتف الداخلي للأعمى يذكره كل فترة وأخرى، بأنه قريب من كنزه، وعليه أن يجتهد للوصول إليه.
كان هذا الشعور الداخلي يحفز الأعمى، ويعطيه دفعة كبيرة من الأمل، ليبحث وينقب في الأرض ليصل إلى مايريد.
أخذ التعب واليأس يخيمان على معنويات الأعمى، وهو يسير بين الحفر مسترشداً بعصاه.
الوصول إلى الكنز
في الحقيقة/ عندما يأتي القدر، تعمى البصيرة والبصر، وأثناء تنقل الأعمى بين الحفر،
زلت قدماه، فوقع في إحدى الحفر، ووقع الفأس بجواره.
في هذه اللحظات التي كان فيها الأعمى، يلفظ أنفاسه الأخيرة، ناداه الهاتف الداخلي وقال له:
ألم تعلم بأن الكنز كان بين يديك، وهو بجوارك ينظر إليك. مد الأعمى يده،
وأمسك بالفأس، ولكن روحه خرجت إلى بارئها.
لم يعلم الأعمى بأن الفأس التي وجدها من فترة، كانت من الذهب الخالص،
ولكنه بحث عن شيء ليس بمقدوره أن يراه، أو يتعرف عليه.
لذلك قال تعالى “لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ”
أخي/ لا تحاول أن تقوم بعمل يتجاوز طاقتك الجسمية والعقلية، فالله جعل لكل إنسان قدرات، تختلف من إنسان إلى آخر.
فهل أنت أقدر من الله للتجاوز ذلك، وتقع في المهالك؟