ألا تعلم أن في هذا الزمان،ازدادت تعقيدات وصعوبة الحياة،وكثرت اللامبالاة؟
نجد الكثير من قلوب البشر تحجرت، وصعب التعامل معها.
وكذلك النفوس تبعثرت، وكثرت السخرية واللّامبالاة من لا شيء ،
فما هي اللامبالاة؟
مفهوم اللامبالاة
اللامبالاة في الحب في زمن الطفولة وأسبابها.
هل كنت في زمن طفولتك، ترى مظاهر اللّامبالاة التي نراها اليوم،
والتي تهيمن على الكثيرين من البشر؟
ألا ترى أنك عندما كنت طفلاً، كنت ترى الدنيا بمنظار الطفولة الصافي،
الذي لا يشوبه شائبة، ولكن لماذا تغيرت نظرتك إلى الحياة، فأصبحت فيها ضبابيات كثيرة.
مع مرور الوقت، سيطر عليك سواد الدنيا، وخرج من صدرنور كنت تحلم في تحقيقه.
حقيقة هي المعاناة التي يعاني منها الكثير من الناس،
لذلك كل ما تراه هو اللّامبالاة. اللامبالّاة في نفسك أنت، وكذلك في الآخرين وفي العالم.
ولكن، لماذا يجب الاهتمام بشخص ما؟ هل ساعدك بشيء ما؟
حقيقة/ لم يساعدني أحد، ولم أطلب المساعدة من أحد، والغريب كذلك، أنني لا أعرفه!
إن الاهتمام بهذا وذاك، هو صحوة الضمير لديك، أما سوى ذلك، فقد من موت الضمير، أو خموله، أو ما يسمى عند الكثيرين، اللامبالاة.
غالباً/ عندما يواجه الشخص موقفاً، يتوقف، ويحاول أن يتجنبه،
ولكن ومضات داخلية؛ سميها ما تشاء، تدفعه إلى التحرك ليكون شخصاً محباً، عطوفاً ومتعاطفاً.
إذن، هو الاختيار الصحيح، فالشعور الداخلي، هو الذات الحقيقية، التي تمكنك من الاختيار الصحيح.
أما إذا نظرت إلى الواقع الدنيوي، وهو الواقع الافتراضي،
فستصبح غير مكترث،
وغير مبال، وتتصلب المشارع، بل وتكثر السخرية، والازدراء واللامبالاة،
وهنا منبع المشكلة.
اللّامبالاة في الحياة وأسبابها
هل تعلم أن الموقف الافتراضي لهذا العالم في هذه الدنيا الذي نعيش في كنفها،
هو عدم المبالاة؟ فما أسباب اللّامبالاة وكيفية التعامل معها؟
في الغالب/ بسبب عدم اكتراث الناس بمعاناة الآخرين.
فهناك شخص يعاني، وفي مكان آخر، شخص آخر في وضع يسمح له بالمساعدة،
ولكن يتجاهل الآخرين، ويسمح للشخص بالمعاناة.
فالشخص الذي في صراع مع المعاناة، يواصل الحياة ويكابدها بكل مرارتها،
ولكن لماذا نسمح لأنفسنا، بأن تكون اللّامبالاة منتشرة بيننا إلى هذه الدرجة؟
في الحقيقة، هناك جشع، و أنانية، وأنا بصراحة لا أعرف، لم يحدث هذا؟
ولذلك يجب أن نختار عدم السماح بحدوث اللامبالاة.
كيفية التعامل مع اللّامبالاة
كن على يقين، بأنك إذا أخذت الأمور بيديك، ولم تلتفت إلى طريق الحق الذي سخره لك الخالق عز وجل،
فإن اللامبالاة تسيطر عليك، وتعمل بجسدك دون الاتفات إلى روحك
اعلم بأن الله غفور رحيم، ومع ذلك شديد العقاب، وعلينا الاعتراف بعدم مبالاتنا لأنفسنا، حتى لا نقع في الخطأ مرة أخرى، وحتى لا نعاني من عواقب أفعالنا وقراراتنا.
ومن هنا/ يجب أن نستمع إلى ضمائرنا، إلى الوازع الديني والأخلاقي بداخلنا، ونتجاهل مخاوفنا، ونساعد أولئك الذين لا يستطيعون مساعدة أنفسهم.
إذا لم نكن في وضع يسمح لنا بتقديم المساعدة،
فيجب أن نسمح دائمًا لقلبنا بالشعور بالحب ،و باللطف غير المشروط والتعاطف مع هذا الشخص المعذب.
والأهم من ذلك كله/ هل هذا يعني أن تترك حياتك، وأعمالك،
وتبيع كل أغراضك وتسافر لمساعدة أولئك الذين دمرهم الزلزال؟
لا، لكن هذا يعني أنه في كل مرة، تكون جاهزاً في وضع يتعاطف مع شخص ما،
إذا كان هذا التعاطف يدفعك إلى العمل في حدود إمكانياتك.
حتى لو كان ذلك مصدر إزعاج أو مشقة عليك، فافعل ذلك.
قد يكون هذا التبرع بمبلغ يسير لجمعية خيرية، أو مساعدة كبير في السن،
أو عندما ترى طفلاً، يسير في مكان ما في الحرارة.
كن متعاطفاً، حتى ترى من يعطف عليك عندما، تقع في مأزق،
أو تصبح كبيراً في السن، وشكرًا على ما لديك من السماحة والعطف، ولا تجعل قلبك يحولك إلى اللامبالاة.
اعلم أن اللّامبالاة هي عدو لك وللإنسانية جمعاء. إنها موجودة في أي مكان،
وفي كل مكان، ولذلك يجب أن تكون دائمًا يقظًا وتبقيها بعيدًا عنك.
حكم وأقوال عن اللّامبالاة
- اللّامبالاة هي بيئة السخرية والهزل من الطبيعية.
- اللّامبالاة ليست أن تغيب المشاعر، بل رفض هذه المشاعر.
- من نتائج اللّامبالاة اتجاه القضايا العامة للجميع، هي ان يحكمنا أسوء شخص.
- تنطوي اللّامبالاة على قسوة شديدة، عندما لا ترى ولا تسمع.. .
- لكن بين الرغبة توجد هوة سحيقة من اللّامبالاة.
- اللّامبالاة من بذور الشر، فلا تغرسها في نفسك.
- يمكن أن تسهم اللّامبالاة في قتل نفسك، دون أن تشعر بأي شيء سوى أنك تجلها.
- يمكن للعاطفة أن تصمد أمام عواصف الدهر، ولا تستطيع الصمود أمام عنفوان اللّامبالاة.
- يمكن للرجل العادي والمستقر نفسياً، أن يواجه الحب والكراهية من الآخرين بقدرة وكفاءة ، ولكنه لا يستطيع أبدًا أن يتعامل مع اللامبالاة.
- يمكن قتل رجل فقير في عالمنا بطريقتين رئيسيتين هما: من خلال اللّامبالاة من قبل زملائه في وقت السلم، أو بسبب هوس هؤلاء الرفقاء بالقتل، في وقت الحرب.
- يمكن التغلب والسيطرة على اللّامبالاة بالحماسة.
- يجب الاحتفاء بالمعلمين تقديرهم، لأنهم يسهمون في نقل الحضارة من الجهل إلى التنوير، ومن اللّامبالاة إلى المسؤولية.
- يمكن الوصول إلى الهدوء الذهني غير المضطرب، وذلك من خلال تنمية المودة والحب تجاه السعيد، والبهجة بالفضيلة، والرحمة اتجاه التعيس، واللامبالاة تجاه الشرير.
- غالباً/ يتم التقليل من قيمة اللامبالاة ، ولكن قد تحتاجها بشكل كبير في بعض المواقف المحرجة ، إلى التعرف على اللامبالاة، أسبابها، وكيفية التعامل معها
- من مصادر تغذية العقل بالشر(اللامبالاة).
- يختبئ بوس لا نهاية له، وكذلك قسوة ويأس خلف قناع اللامبالاة وأسبابها،
- ينعم الزوج بزوجته، ورب الأسرة بأسرته، عندما يتجاهلون زملاءهم.
- هناك نوعان من الخطايا التي يفعلها البشر، وتؤذي الآخرين، وهما عدم الصبر والكسل، وقد تجمعهما اللامبالاة.
- هناك معيار مثالي في مكان ما في عالم الخيال، لا يمكنني الوصول والعثور عليه، ومنه تأتي اللامبالاة.
- هل تقول إن المجتمع الذي تفشى فيه فيروس كورونا أفضل من المجتمع الذي يشتهر باللامبالاة؟