مظاهر فترة المراهقة
حياة المراهق، أو فترة المراهقة، هذه المرحلة الحياتية الصعبة،
والتي تمر عبرها كل مرحلة من مراحل الحياة بعد ذلك، تصل إلى ذروتها،
عندما يقترب المراهق إلى سن الشباب.
وعلى الرغم من أن كل مرحلة من مراحل الحياة لها مآزقها، إلا أن فترة المراهقة، التي هي مقدمة الشباب، هي أكثر فترة،
تسهم في تشكيل العامل المحدد، لنصيب الإنسان في الحياة.
بعبارة أخرى، هي المرحلة التي يصبح فيها الإنسان، مهندس ومعمِّر ثرواته أو قد يكون مدمرها.
ولذلك تتميز فترة الشباب، بشكل أساسي بالحيوية والقوة والجرأة،
وعلى الرغم من أنها قد تكون مجموعة من الصفات المتقلبة.
إلا أنه يمكن بسهولة، إساءة توظيف الإمكانات، التي يمتلكها من يراهق من الشاب،
من خلال عدم الالتزام بالقيم الصالحة، والسائدة في مجتمعه.
إن الفشل في استكشاف، وتوظيف القيم الذهبية في فترة المراهقة، والشباب بشكل كافٍ،
يعتبر شوكة في حلق من يراهق، تذكره بالطريق الصائب،
الذي لا بد أن يسير عليه.
هذا الفشل، هو الاتجاه المدمر، الذي يحبط أو يحرم المراهِق من الإرادة القوية،
لتحمل الضغوط التي يجب بالضرورة مواجهتها في طريق النجاح.
في الواقع، قد يسعى من يراهق إلى تعزية نفسه، في الوصول إلى طريقاً مختصرًا للنجاح.
حياة المراهق في زمن التحضر
إن الاستثمار الأكثر ربحاً في هذا العصر، هو امتلاك المجتمع شباباً واعداً، يخدم دينة ووطنه،
لأنه سيكون منهم قادة الأمة، وعصب كينونتها.
ولذلك، لا بد من إيجاد بيئة مناسبة للنشء والمراهِق، وذلك، للتخلص من العادات السيئة،
والرذائل المختلفة التي تتوالى على المجتمع.
وهذا الاهتمام بالمراهق، يجب أن يتم من خلال التوجيه والإرشاد الصحيحين،
والتقرب من المراهِق، بشكل يشعره بحبك له.
ومن هنا، يجب ألا يكون التركيز، فقط على أخطائهم، بل يجب- أيضًا-
تشجيعهم عند القيام بأعمال جيدة، تستحق الثناء.
في الحقيقة، إن المراهق يصبح عنيداً، إذا تعرض للتوبيخ، ممن يريد إرشاده، ولذلك، يصبح المرء المرشد سيئًا،
ومن هنا، يجب تعليم المراهِق، كيفية القيام بالعمل، بنفسه، مع إظهار الطريق لهم.
إن موقف بعض الشباب كمستهلكين، وغير منتجين، يؤخر نموهم في جميع مجالات الحياة.
ولذلك، يجب على الكبار امداد المراهق، والشاب بالوعي الكافي، بما لديهم من إمكانات كبيرة،
والتي يمكن أن تتحول إلى واقع، كمساهمة في النمو المجتمعي.
حقيقة، إن استقرار حياة المراهِق والشاب اليوم، هو نتاج ثانوي لمجتمعنا،
إنها حقيقة، لا جدال فيها، إن المواقف الذي يتبناه الشباب اليوم ليس فطريًا، ولكنها مكتسب.
المراهق والقيم السلبية المستوردة
إن الانخراط الجماهيري للشاب المراهِق في الرذائل، هو نتيجة الإسقاط المجتمعي للعادات،
والقيم السلبية المستوردة، على حساب قيمنا الإيجابية الأصيلة.
فالمراهق بحق، يعيش- في الغالب- فترة انتقالية، تتميز عادة بالتوتر والقلق، ولذلك، يمكن أن تكون المراهقة حقًا فترة مضطربة.
من السائد، في هذه الفترة الحاسمة من المراهَقة، الأفعال غير الانضباطية، مثل:
التغيب عن المدرسة، والسرقة، والقتال، والتدخين دون السن القانونية، وعدم احترام كبار السن،
وتعاطي المخدرات، والاعتداء الجنسي، والغش، واللباس غير اللائق، والكذب، والعنف.
على سبيل المثال، لا الحصر. كل هذه تشكل، ما يعرف عمومًا بانحراف الأحداث.
سلوك الانحراف عند المراهِق، إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي إلى تشوه دائم، في شخص وشخصية المراهق.
وبالتالي، من الضروري، أن يعرف الآباء، كيفية التعامل بشكل صحيح،
مع هذه المشاكل الشائعة، والحساسة المرتبطة بالمراهق.
في حقيقة الأمر، يحتاج الطفل والمراهِق، إلى مركز أخلاقي ثابت،
وهو نوع من الترسيخ، الذي يساعده في اختيار الأصدقاء المناسبين.
وكذلك، يساعده في اتخاذ القرارات الصحيحة، والنظر إلى الآخرين بمودة وعطف،
ويمكن للوالدين، توفير هذا المركز الأخلاقي، من خلال الانتباه إلى 6خطوات رائعة لمساعدة المراهق في مواجهة الحياة:
الخطوات الستة الرائعة لمساعدة المراهق لمواجهة الحياة
1- بناء علاقة إيجابية بين الوالدين والمراهقين.
لا يمكن تحقيق ذلك، إلا عندما يستطيع الآباء قضاء المزيد من الوقت مع أطفالهم، وتعليمهم كيفية الاستماع إليهم باهتمام.
ولذلك، من الضروري، أن يقوم الوالدان ببناء التماسك الأسري، والعلاقة الإيجابية بين الوالدين والمراهِق.
كن دائمًا، حاضراً بأي شكل من الأشكال، عندما يحتاج إليك ابنك.
الأم مدرسة، لكن الأم اليوم ليست كالأم القديمة بالأمس، بل الأم اليوم عاملة، والأب كذلك، ولذلك فمن يربي الأولاد؟
ومن ثم فإن الأطفال، لا يتلقون رعاية جيدة ؛ لقد تحول حب الأطفال الآن إلى حب المال.
2- راقب أنشطة ابنك.
المراقبة هنا لا تعني أن الآباء “يقومون بمراقبة” أطفالهم، ولكن في أمور محدودة، لا يفقد الأب الثقة من ابنه.
في حقيقة الأمر، إن المراهقين الغير خاضعين للرقابة، يمكن أن يوقعوا أنفسهم بسهولة في المشاكل.
ولذلك، اسأل دائمًا: إلى أين يذهب طفلك؟ ومع من يرافق؟ وماذا يفعل؟
لا تخطئ، وتعتقد بأن طفلك كبير، بما يكفي، ليعرف مع من يتنقل، وأين يذهب، وماذا يفعل.
3- ضع القواعد والمبادئ التوجيهية لتنظيم سلوك المراهق.
تهدف هذه القواعد والإرشادات إلى غرس الانضباط في المراهق،
ولذلك، يجب تطبيق الانضباط المناسب بحزم وثبات عند طرح هذه القواعد.
مع ذلك، كن حازمًا، ولكن كن لطيفًا أيضًا، تذكر أن الأطفال الذين لا يلتزمون بالأدب،
عندما يكبرون قد يجدون صعوبة -في الواقع- في أن يصبحوا منضبطين ذاتيًا، وذلك في وقت لاحق من الحياة.
4- تعرف على أصدقاء ابنك.
حقيقة، إذا كنت ممن لا يسمح لأطفالك، بالعودة إلى المنزل مع أصدقائهم، فهذا يعني أنك لن تتمكن -أبدًا -من مقابلة،
ومعرفة أولئك الذين، قد يشكلون بالفعل عقل طفلك وشخصيته.
الآباء الطيبون، لا يخشون إبداء آرائهم حول أصدقاء أطفالهم. لا تتردد في إبعاد أطفالك عن الأصدقاء،
الذين يمكن أن يفسدوا شخصية أطفالك وشخصيتهم.
اعرف هذا، الأطفال هم مجموع ما يسهم به الآباء، ويغرسه من قيم في حياة أبنائهم،
لذلك، ساعد المراهق في اختيار الأصدقاء المناسبين.
5- اعتماد أسلوب الديمقراطي في معاملة المراهق.
اسمح لنفسك لسماع صوت المراهق، ولذلك، أفضل طريقة لجعل أطفالك المراهقين، ينفتحون عليك،
هي عدم إسكات صوت أطفالك أبدًا.
إن جعل جو المنزل لطيفًا وودودًا، يساعد على إبقاء الأطفال في المنزل، أقرب وأكثر انفتاحًا على والديهم.
لذلك، تقرب وتودد، لطفلك، وانتبه له.
6- كن نموذجا يحتذى به.
ما تفعله في حضور أطفالك مهم جدًا، ولذلك، أفضل طريقة للنجاح كآباء، هي اتباع النصائح التي تعطيها لأطفالك.
إن القرآن الكريم، والسنة والنبوية، مليئة بالقصص، والطرق التربية، وهي طرق لها فوائد روحية، ونفسية هائلة للوالدين أنفسهم،
ولذلك تأديب ابنك، يريحك ويريحه، ويفرح قلبك وقلبه.
ومن هنا، إن مساعدة المراهقين في الأزمات، هي مرادف لبناء أساس متين، لغد المجتمع البشري المشرق.
الآباء والأمهات الذين يكرسون وقتهم وطاقتهم، لتوفير مكانة أخلاقية قوية لأبنائهم، هم مستثمرون حكيمون.
خلاصة القول/ يقع العبء الأكبر الآن على الوالدين، ولذلك، أود أن أذكر جميع أولياء الأمور، بأنهم ملزمون بإيلاء الاهتمام المناسب لأطفالهم،
وهذا، من خلال منح المراهقين التوجيه والإرشاد والدعم المطلوبين.
في حقيقة الأمر، الأطفال، هم هبة من الله للآباء، وسيكون الآباء مسؤولين أمام الله عن كيفية توجيه هذه الأمانة.
غالباً، قد يكون فشل العديد من الآباء في أداء واجباتهم، لأنهم يسعون وراء الثروة، ولذلك، لا يوفرون الوقت لرعاية أطفالهم.
يجب على كل عائلة، أن تفحص نفسها، لترى إن كانت ساهمت في فشل أبنائها، الذين هم نواة المجتمع، وذلك لتصحيح هذه الأخطاء.
إذا تمكنت كل عائلة من النظر إلى الداخل بصبر، وصدق، وبشجاعة، من أجل تطهير نفسها،
فسيكون نتاج ذلك صغاراً، بعيدين عن الرذائل والأخطاء الفادحة، وأقرب إلى الفضيلة.
وأخيراً، يجب أن تهتم كل أسرة، بطريقة حياة كل فرد من أفرادها، وذلك، بقدر ما يُتوقع من الوالدين أن يقوما به.
ولذلك، يجب عليهم إعطاء، وإظهار أمثلة واقعية وجيدة من الحياة، يمكن محاكاتها،
لعيش المراهق حياة بعيدة عن الخداع، وتجعل الأطفال يقلدونها في حياتهم الخاصة.