حقائق عطرة عن المقاتل الأعمى
إنها قصة رائعة فيها العبرة والموعظة، قد تتساءل: من المقاتل الأعمى؟ وماذا فعل حتى نزلت فيه 16 آية من آيات كتاب الله؟
إنه الأعمى الذى أعفاه الله من الجهاد من فوق سبع سماوات، ومن في شاكلته.
حيث نزلت على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم” لا يستوي القاعدون من المؤمنين) فدعا صلى الله عليه وسلم زيداً فكتبها، فدخل ابن أم كلثوم، وشكا ما به من عمى، فأنزل الاستثناء من الله عز وجل” غير أولي الضرر” آية 95 النساء.
إلا أن نفسه الأبية الطموحة، لم تستكن، وأبت أن تقعد مع القاعدين، لتنال الأجر والثواب العظيم.
لذلك عزم على أن يجاهد بنفسه في سبيل الله، وكان له ذلك، حيث لم تفته غزوة حتى شارك فيها.
المقاتل الأعمى يحمل راية المسلمين
عندما عزم عمر بن الخطاب على محاربة الفرس، وذلك في السنة(14) للهجرة، من أجل فتح الطريق أمام جيش المسلمين.
لذلك أرسل إلى الولاة التابعين للخلافة، أن يدعوا إلى الجهاد في سبيل الله.
وأن يتوجه كل من لديه قدرة على حمل السلاح، أو من لديه عتاد إلى الخليفة عمر بن الخطاب.
قد لبت جموع غفيرة النداء، وتوافدت إلى المدينة من كل حدب وصوب، وهل تعلم من كان مع هذه الجموع؟ إنه المقاتل الأعمى.
تقدم الجيش إلى القادسية، بقيادة سعد بن أبي وقاس، وهناك برز فارس لابساً درعه.
وعاهد المجاهد الأعمى نفسه على حمل راية المسلمين، وأن يحافظ عليها، أو الموت دونها.
استشهاد المقاتل الأعمى
التقى الجيشان: جيش المسلمين بقيادة سعد رضي الله عنه، وجيش الفرس بقيادة رستم.
كانت حرب ضروس، حتى أنها تعتبر من أشرس الحروب في تاريخ الفتوحات الإسلامية.
وما إن انجلى غبار اليوم الثالث من أيام المعركة الحاسمة، حتى ظهرت بشائر النصر المؤزر للمسلمين.
في الحقيقة/ ما من نصر إلا وله ثمن باهظ، فما ثمن هذا النصر؟
هوية البطل الأعمى
إنه استشهاد بطلنا الأعمى، حيث وجد صريعاً مضرجاً بدمائه، وهو ممسكاً براية المسلمين.
ألا تعرف من هو؟ إنه عبد الله بن أم مكنوم!!!
- هو خال أم المؤمنين خديجة بنت خويلد زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وهو مؤذن رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلم، مع بلال بن رباح اللذان كلنا يتعاقبان في الأذان.
- كما إنه هو الذي عُتب فيه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من فوق شبع سماوات، عتاباً شديداً آلم رسولنا الكريم.
ولذلك نزلت آيات باسم الأعمى، لمعاتبة الرسول الكريم، في سورة عبس وفيها” عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ (1) أَن جَآءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ (2) وَمَا ُدۡرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ (3) أَوۡ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكۡرَىٰٓ (4) أَمَّا مَنِ ٱسۡتَغۡنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُۥ َصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيۡكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسۡعَىٰ (8) وَهُوَ يَخۡشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنۡهُ تَلَهَّىٰ (10)
ومن قصص البطولة (قصة الفارس الملثم صاحب النقب)