حياة ملك الجو
هل تعلم حقيقة تجديد النسر لشبابه، حيث تبدأ حياة النسر، عبر التخلص من منقاره وريشه ومخالبه ؟
تتحدث هذه المقالة عن كيفية تجديد النسور لشبابها، بعد أن ضعف جسمها.
النسور إحد ى الطيور الجارحة ، و تعتبر من أكبر الطيور.
ويعيش الواحد منها في الحياة البرية كملك السماء ، ومن أنواعه ( الذهبي و الأصلع ، الأسمر ، و هاربي ) ،
والذي لا يرضى أن يصبح ضعيفاً. وهو ﻓﻲ مقتبل عمره، ولذلك يجدد شبابه ،
والانتقال إلى حياة طويلة . وهي طريقة ألهمه الله إياها ،
وبها يجدد حياته من جديد عبر التخلص من منقاره وريشه ومخالبه .
معلومات عن حياة النسر
ما حقيقة تجديد النسر لشبابه؟ قصة حياة النّسر قد تسأل نفسك : هل يستطيع النسر أن يجدد حياته ؟
و لماذا ؟ وكيف ؟ وهل تعلم أن النسر إذا بلغ الأربعين من عمره ( تقريباً)
حطم منقاره ومخالبه، ونتف ريشه ليعيد شبابه؛ بمنقار ومخلب جديد يخرج، وريش جديد ينبت؟
ألا ترغب في أن تجدد شبابك كما تجدد النسور شبابها ؟
ولكن بطريقة وأسلوب آخر؟
وفي هذه العجالة سننطلق إلى حياة طائر النسر، ونتعرف على أسلوب حياته.
وعلى حقيقة السبب الذي يدفعه إلى التخلص من منقاره وريشه ومخالبه.
حياة النسور مليئة بالمغامرات والكفاح والألم ، فهو ملك الطيور، كما أنه رمز الحياة عند الفلاسفة، وأيقونة الحرية عند الشعراء.
ومن المعروف أنه أصبح رمزاً للكبرياء والشموخ والعزة عند العظماء. فلا يجاري هذا الطائر في طيرانه أي طائر.
ولا يطمع في صيد غيره، فهو يأكل من صيده ، وهو حاد البصر، عزيز النفس،
ومناقيره. تكون صلبة وحادة ومنحنية طوال حياة كنسر .
فكيف يعود إلى قوته، و كيف يجدد شبابه بعد منتصف عمره ،
و قد توقف عن حلم التحليق كما كان ؟
تجديد النسر لشبابه
تعيش النّسور ما يقرب من (70) سنة ،
وهي قريبه من عمر الإنسان المسلم التي ذكرها رسولنا الكريم محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وسلم، حيث قال:
أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ{ أخرجه الترمذي.
ولكن حتى يعيش النسر لهذا العمر، و الانتقال إلى حياة النسور لا بد أن يقوم بعملية قاسية جداً ، قد يسميها البعض ( انتحار النسر ) .
وعندما يبلغ أحد النسور منتصف عمره، وهو ما يناهز الأربعين عاماً،
يبدأ في مرحلة عمرية جديدة؛ حيث يضعف منقاره الحاد عن الافتراس، ويقل ريشه؛
فلا يستطيع الطيران والتحليق بشكل جيد وفعال، وتضعف مخالبه،
فلا تقوى على الإمساك بالفرائس.
وهنا يوضع النسر أمام خيارين: الأول ، أن يذل ويستسلم لليأس.
ويختبئ في مكان بعيد، حتى يحين أجله ويموت، أو أن ينفض نفسه،
ويعيد تجديد حياته، وشبابه مرة أخرى، وكأنه يولد من جديد.
إن هذه العملية ستكلفه ألماً قاسياً؛ قد يستغرق شفاؤها شهوراً طويلة قبل أن تعود له حيويته مرة ثانية.
ولكن ما هي هذه العملية القاسية؟
حقائق غريبة
وهنالك حقائق غريبة ومثيرة في حياة النسور حول عملية توقفه عن التحليق
والتخلص من منقاره وريشه ومخالبه القوية .
عندما يشعر النسر بضعفه، وقلة حيلته، وهذا عندما يتجاوز ثلاثين عاما من العمر ،
يتخذ قراراً صارماً ، حيث يقوم بالصعود على صخرة عالية وقوية ، ويضرب منقاره بقوة حتى ينكسر، وينتزع مخاله.
وينتف ريشه، وقد ينتظر مدة طويلة، قد تستغرق أسابيع أو شهور، حتى ينبت له منقار،
ومخالب، وريش جديد. وبعد هذه الفترة الطويلة، يعود ليبدأ إلى التحليق من جديد،
ويعيش حياه جديدة ، وكأنه في مقتبل عمره ،
وستتجدد حياته و أن مات بعد أن عاش حياة طويلة ؛ فهي ميتة طبيعية .
فهل انت كالنسر، ممن يجدد حياته ، أم كمن يصيبه اليأس عندما يتعرض إلى أقل حادث؟
وبذلك يجدد حياته مرة واحدة، وهو حيوان، وفطره الله على ذلك،
أما أنت أيها الإنسان فلك عقل يفكر، فعليك أن تجدد حياتك باستمرار،
فالحياة في تغير مستمر، وعليك أن تتغير مع تغيرها، ولا تبقى جامداً فتنكسر،
ولا تبقى طرياً فتطوى