ذكريات اليمن السعيد من بعيد
قد كنت يوما في اليمن السعيد
قد كنت يوما اقلب صفحات الانترنت، وفتحت اليوتيوب youtube فسمعت اغنيه قد كنتُ يوما،
فتذكرت طفولة ابني الأولى في اليمن، و لذلك قرأت أنشودة، قد كنت يوما في اليمن.
فقد كنتِ يوما في القلب وما زالتِ يا يمن.
كيف أنساها، وقد عشت فيها أجمل ساعات وسنوات عمري ؟
اقترب ابني مني، وسألني: يا أبي، هل كنت يوما في اليمن؟
بلى، كنتُ يوماً في اليمن، وكنتَ أنتَ طفلاً صغيرا، إنها بلاد جميله جدا تفوق الوصف.
متى أعود إليك، يا أعظم محلّ حللت فيه، والله أعلم بحبي إليك، ولذلك،
ها أنا أعود إلى ذكراك.
كنت يوماً في يمن السعادة
قد كنت يوما في يمن السعادة قبل ما يقرب من (35) عاماً، كنت أشعر بالحنين والشوق إليها،
اليمن المنسيّة من العالم الظالم، محفور ذكراها في قلبي،
ولذلك لا ولن أنسى ذكريات أيام زمان فيها.
عندما كنت أعمل معلماً في اليمن، وكنت أتمنى أن أزورك،
ولن أنسى حبي لأهلها أينما كنت.
و إذا كنت قد بعدت عنك، فذكرياتك في قلبي، ولكن الحرب في اليمن ، ومأساتها، شحذت أفكاري،
وأعادتني إلى(35) سنة، و إن كنت تعانين ألم الحرب.
فأنا أعاني ألم الشوق إليك، ولكن شوقي إلى تاريخ مضى، وحبي إليها دفعني إلى الكتابة عنك .
ذكريات أيام زمان في اليمن مسار رحلتي:
ذهبت إلى اليمن بعقد عمل كمعلم، وانطلقت بنا الطائرة من مطار القاهرة إلى تعز فصنعاء ثم عدن.
في صنعاء:
في صنعاء أنزلونا في فندق أروى، وخرجت من الفندق، كي أتعرف على معالم صنعاء، وفي أحد الشوارع،
رأيت منظراً أدهشني! رجلاً طاعناً في السن، يضع أمامه حزمة خضراء على الأرض.
اعتقدت بأنها ملوخية، وقلت في نفسي مسكين، جالس في الشمس، لبيع حزمة من الملوخية!!
التعرف على القات: في اليوم التالي صعدت الطائرة متجهاً إلى عدن،
وقبل الصعود اشتريت مجلة الدوحة، وأخذت أتصفحها.
وفجأة !!!أثار فضولي موضوع، بعنوان: القات وحرب الأفيون .
فقلت في نفسي: وما القات؟ ولقد أخذت أقرأ أسطر المقالة بتمعن حتى أكملتها.
وهنا أعادتني الذاكرة إلى الرجل العجوز، الذي رأيته في الشارع في صنعاء.
و حينها أدركت أن الملوخية التي رأيتها،
ما هي إلا القات!أخذت أعيد القراءة عن الشجرة – الغريبة بالنسبة لي- حتى عرفت ما خفي عني.
في مطار عدن:
هبطت بنا الطائرة في مطار عدن، وعندما فتح باب الطائرة، وأردت أن أنزل، شعرت وكأنني أمام فرن،
فالهواء شديد السخونة، يلفح الوجوه، درجة الحرارة كانت عالية جدا،
ولذلك، وضعت يدي على وجهي لأتقي هذه الحرارة الملتهبة.
انتقلنا بسرعة إلى غرف الانتظار في المطار،
وهناك، استقبلنا أحسن استقبال من قبل العاملين في المطار، فرحبوا بنا وعاملونا معاملة خلوقة،
تنم على أنهم أصحاب همم عالية ومودة ومحبة.
لم نمكث في المطار سوى بضع دقائق، وخرجنا، ولم نصدق أن المعاملات في المطار تسير بهذه السرعة،
مقارنة بما رأيته في مطارات دول أخرى، التي تستغرق فيها المعاملات أكثر من ساعة أحياناً.
نادي المعلمين في خورمكسر:
بعد خروجنا من المطار، كان في استقبالنا سيارة تابعة لوزارة التربية والتعليم اليمنية،
نقلتنا إلى ناد أعتقد أن اسمه، كان نادي المعلمين في منطقة خورمكسر،
وهناك تم استقبالنا استقبالاً حاراً جداً، ينم على حسن الضيافة والكرم اليمني الأصيل،
ولذلك، مكثنا فيه عدة أيام.
إلى محافظة شبوة:
بعد أيام حضر إلى النادي جيب، ومعه مسؤول من وزارة التربية والتعليم،
ومعه كشف بأسماء المرشحين كمعلمين في محافظة شبوة، وكنت أنا منهم.
انطلقت السيارة صباحاً إلى شبوة، وكان نصيبي،
أن أجلس بجوار السائق.أدهشني ما رأيت!!! بجوار السائق حزمة خضراء،
تشبه ما اعتقد أنها ملوخية ، التي رأيتها في صنعاء،
فقلت لا بد أن هذا هو القات. نظرت إلى السائق، فقلت له: يا أخي:
أهذا هو القات!!! قال: نعم.
كانت الرحلة طويلة، و في الطريق أخذ السائق، يتناول بعضاً من أوراق القات الغضة الخضراء ،
ويضعها في فمه، ويمضغها، ويخزنها في جانب من جوانب فمه، حتى أصبح كالبالون،
وكان يرتشف بين الفينة، والأخرى بعضاً من العصير من زجاجة كانت بجواره. دفعني الفضول إلى أن أسأل السائق خلال الرحلة: ألا تصاب بالدوار أو السكر، وأنت تسوق السيارة، فأجاب بالطبع لا،
واستمر في قيادة السيارة، حتى وصلنا مساءً إلى عتق،
عاصمة محافظة شبوة. وفي قرية الصعيد التابعة لمحافظة شبوة:
في عتق تم توزيعنا، ولذلك، كان نصيبي العمل في مدرسة الصعيد الثانوية،
التي عملت فيها عاما كاملاً، وكانت قرية هادئة طيب، وكرام أهلها.