قصة أغرب جريمة كشفت جريمة
تعتبر جريمة مدهشة كشفت أغرب جريمة؛ من أغرب جرائم يرويها المجرم بنفسه.
يقول : كنت أعمل أمين مستودع في شركة كبيرة،
و لذلك كانت عهدة المعدات كبيرة ومتنوعة وكنت المسؤول عنها.
في بداية كل عام جديد، كان يقوم رئيس الشركة بشراء أجهزة جديدة وحديثة،
وذلك ليحسن من أداء الشركة.
و مع بداية العام الجديد، وصلت الأجهزة الجديدة والحديثة،
وحمل العمال الأجهزة إلى داخل المستودع إلى حين توزيعها على أقسام الشركة.
وفي الحال، أخذت أتفقد الأجهزة الجديدة والحديثة ، من أجل التأكد من سلامتها.
بالإضافة إلى ذلك أخذت أراجع الفواتير والمستندات الخاصة بشراء الأجهزة،
فوجدت أن أسعارها غالية جداً.
مخطط الجريمة
في وقت لاحق من اليوم، عدت إلى البيت، فوجدت فؤاد،
وهو أحد أقارب زوجتي، جاء لزيارتنا، فسألني عن سبب تأخري؛ لأن الوقت أقبل على المساء.
فأخبرته بوصول أجهزة جديدة وحديثة لمستودع الشركة، وأخبرته عن مواصفاتها، وأسعارها الباهظة.
من هنا بدأ شيطان الإنس في إعطائي جرعات سامة، في كيفية السير في طرق الحرام.
فقال فؤاد لي: تستطيع أن تأخذ من هذه الأجهزة ما تشاء دون أن يعرف أحد .
قلت له: كيف؟ أنت مجنون، هذا حرام، أتريد تدمير حياتي؟
قال باستهزاء: أنت فقرِي، وستبقى فقرِي، الطريقة بسيطة، وأنا معاك وسأساعدك ،
والجن الأزرق لن يكتشف عملنا.
خطوات ارتكاب السرقة
الأهم من ذلك ، أن النفس الأمارة بالسوء أخذت تدغدغ مشاعري،
وتدفعني كي أستمع إلى خطة فؤاد .
فقلت له باستهزاء: كيف؟ هل سألبس طاقية الإخفاء؟
قال فؤاد: اسمعني وستكسب ذهب. ألا تريد أن تكسب؟
قال فؤاد : سنذهب إلى الشركة بعد منتصف الليل، ومعنا مصباح يدوي، لنرى جيداً.
لأن مفاتيح التوزيع الرئيسية للكهرباء تغلق بعد مغادرة العمال للشركة خوفاً من حدوث تماس كهربائي،
وأنت تعرف أنني كهربائي.
قلت: وما دوري في ذلك؟ قال فتح باب الشركة فقط، وأنا أكمل العمل.
قلت له: وماذا ؟
قال سأقوم بتعطيل الدوائر الكهربائية؛ بقفل الشبكة في أماكن بعيدة عن المستودع،
و لا تشكل خطراً عليه، قلت: لماذا هذا العمل؟
قال: ستعرف بعد ذلك.
الحريق الوهمي
إنه شيطان في صورة إنسان!
قمنا في منتصف الليل بالقيام، بما سبق أن ذكره فؤاد وخطط له.
وفي الصباح عندما فتح العمال مفاتيح الكهرباء حدثت انفجار وحريق خلف المستودع.
حضر رجال الإطفاء وأخمدوا الحريق، ولم تحدث خسائر .
بعد أسبوع طلب مني فؤاد أن نقوم بتنفيذ العملية التي قمنا بها في الشركة قبل أسبوع،
ولكن في مكان آخر في الشركة، وتم تنفيذ المهمة بنجاح، وأنا لم أفهم لماذا يفعل ذلك.
تم اخماد الحريق ، وأتى عمل الصيانة من شركة الكهرباء، وأصلحوا الأعطال،
وطلبوا من رئيس الشركة تغيير شبكة الكهرباء؛ لتكرار الأعطال.
علم فؤاد بما حدث في الشركة ، قال لي: نجحت خطتي!
قلت له: خطة ماذا؟
أخذ فؤاد يخبرني عن سير الخطة، فعرفت أنه داهية!
سرقة المستودع
بعد منتصف الليل أتي فؤاد إلى بيتي، وكان يقود سيارة قد استأجرها،
فركبت معه واتجهنا صوب الشركة، وعند الوصول، فتحت له الشركة،
واتجهت نحو المستودع، وقمت بفتحه، وأخذنا نحمل ما استطعنا حمله في السيارة .
وقال فؤاد انتظرني : ذهب فؤاد إلى المفاتيح الخاصة بشبكة كهرباء المستودع ،
وأخذ يغير ويبدل فيها، ثم أتى وقال هيا.
عدنا دون أن يرانا أحد، وقمنا بتخزين الأجهزة في منزل فؤاد، وهو فارغ؛ لأنه يسكن فيه وحيداً.
وفي الصباح ذهبت إلى الشركة كالمعتاد، فإذا بسيارات الإطفاء تصرخ متجهة نحو الشركة،
وعندما اقتربت من الوصول إلى الشركة، رأيت النيران مشتعلة في المستودع.
احتراق المستودع
أخذت أسرع الخطى، وما أن وصلت، حتى كانت النيران قد التهمت المستودع بأكمله،
ولم يبقى منه سوى كومة من رماد.
تنفست الصعداء، حيث لم يبقى خيط يدل على ما فعلنا ليلاً.
عدت إلى البيت، وأكاد أن أطير من الفرح، نجحت خطة الخبيث فؤاد،
وما أن دخلت البيت حتى وجدت زوجتي تبكي، قلت لها لماذا تبكين؟
فؤاد متهم في جريمة قتل
قالت: أخي اتصل بي، وقال لي: الشرطة قبضت عليّ، بتهمة القتل.
قلت قتل من؟ ومتى حدث هذه الجريمة؟ قالت: أمس في منتصف الليل،
وأنت كنت خارج البيت.
مَثُل فؤاد أمام محقق الشرطة، وقال له المحقق:
كنت تقود سيارة بعد منتصف الليل في شارع،
وقع فيه جريمة قتل في نفس الوقت الذي مرت فيه السيارة التي كنت تقودها.
وضع فؤاد يده على رأسه وقال جريمة قتل! من الذي قتل؟ وكيف؟
قال له المحقق: أين كنت ذاهب ، قال فؤاد إلى محطة البنزين لأملأ خزان السيارة،
قال المحقق: وبعد ذلك أين ذهبت.
قال فؤاد: إلى البيت، قال المحقق: لا تكذب، أنت لم تذهب إلى البيت،
فكمرات الشوارع والمحلات التجارية، أظهرت أرقام السيارة التي أوصلتنا إليك،
كما أن هناك شخصاً كان بجوارك لم تحدد شخصيته الكمرات، من هو؟
جريمة كشفت جريمة
لم يستطع فؤاد الكلام، وقال له المحقق:
هل كان معكم ممنوعات؛ لآنك كنت تقود السيارة بسرعة جنونية،
ولا ينطلق بهذه السرعة إلا فتى مراهق متهور، أو شخص يحاول الهروب من مصيبة قام بها.
قال المحقق: لماذا استأجرت السيارة؟ وأين ذهبتما؟ ولماذا اخترتما هذا الوقت بالذات؟
وما المصيبة التي كنتما ستحملونها؟
بكى فؤاد ، ومع ذلك قال للمحقق: لم أقتل أحداً، أنا وزوج أختي كنا ذاهبين…
وسكت، ثم قال المحقق: ذاهبين إلى أين؟ أكيد لإخفاء السيارة حتى لا تثبت عليكم جريمة القتل.
رأى فؤاد أن خيوط جريمة القتل تحوم حول عنقه، وقد تؤدي به إلى حبل المشنقة.
هنا فكر فؤاد وقال في نفسه: حرق المستودع أخف جرماً من قتل إنسان.
وبعدها قام فؤاد، بسرد أحداث فعلتنا المشؤومة، وها هو أمامكم يبكي فعلته،
فجنى عليّ، وعلى أخته وأبنائها، وبذلك هذه جريمة كشفت أغرب جريمة.
قصص مماثلة : قصة الببعاء التي كشفت جريمة قتل