حكاية نملة عجيبة وغريبة
واقع أهل غزة في ظل حصارغزة الخانق، وما يمر به شعب غزة المظلوم من معاناة. حكاية نملة في غزة المحاصرة أغرب حكاية نملة صغيرة في غزة
هل سمعت أن نملة تكلمت، سوى نملة سليمان علية السلام؟ ولذلك،
هل تعتقد أن النمل، سيتحدث في هذا الزمان، ولو في الاحلام؟
قصة النملة
تروي حكاية نملة، أن نملة نشيطة وقصيرة، كانت تحمل جزءاً من حبة قمح ومتجهة إلى جحرها،
وكانت تسكن في جحر يقع في بيت، بالقرب من الحدود الشرقية لمدينة غزة.
ولذلك، اقتربت النملة من البيت، ولكن الأقدار كانت لها بالمرصاد.
فجأة ، ألقت طائرة صهيونية قنبلة جوار البيت، ومن قوة الإنفجار،
طارت النملة في السماء، كأنها فراشة في غبار،و بعد لحظات، وقعت وجُرِحت وتألمت،وفقدت الطعام، الذي هو قوت فصل الشتاء.
صرخة نملة
ضاق صدر النملة الصغيرة، واسودت الدنيا في وجهها؛ من الألم والحزن،
وصرخت صرخة مدوية، ولذلك، شقت طريقها متجهة ومتحركة ببطء صوب الجدار.
وقالت في نفسها : لا بد من التخلص من هذا الجدار!
ثم حدثت نفسها: لم يستطع التخلص من الجدار الكبار؟
فكيف يتخلص منه الصغار؟
رحلة نمولة
أرادت النملة بكل وسيلة التخلص من الحصار، فكان هذا قرارها والخيار،
ولذلك، تسلقت الجدار، وصعدت أعلى الدار، ثم قفزت في وضح النهار.
وفي الحال ، حمل الريح النملة المجتهدة فوق الغيم، وتقاذفتها الأقدار.
أتصدقون! اجتازت النملة حدود غزة، التي تفصل بيننا وبين أرض الجدود،
ويقف عليها آلاف الجنود؟
لم تصدق النملة نفسها، ولذلك فرحت النملة، وكادت من فرحها، أن تسقط وتعود،
ولكن أخذت الرياح تقذف بالنملة في سماء بلا حدود .
زاد فرح النملة وقالت: لا أسلاك شائكة، ولا حدود، ولا جيش وجنود،
ولا رصاص وبارود!
حكاية مدهشة نملة في غزة
حدثت النملة نفسها وقالت :
أيُعقل في هذا الزمن، عالم بلا ظلم واستبداد ويهود!
ظهور فيروس كورونا، ولذلك، حياة نملة في خطر
هدأت الرياح، وأخذت النملة، تهبط رويداً رويداً، وما هي إلا لحظات ،
وإذا بها تسقط فوق لوح كبير للإعلانات، مخطوط عليه:
احذروا التقدم، والبسوا الكمامات، ولا تقبيل ولا مصافحات، وزد في التباعد والمسافات،فالموت منتشر هنا، وعُد من حيث أتيت، ولا تكن من الهالكين.
دب الخوف في قلب النملة، ولذلك وقفت مستغربة، وكادت أن تسقط من أعلى اللوح، وأخذت تتشبث بأطراف اللوح وتفكر!
أَتُلقي بنفسها إلى الموت، الذي يتربص بها أسفل اللوح، أم تترك نفسها للريح،
ليحمل قدرها إلى دنيا لا تعرف فيها مصيرها؟
الوقت قصير، ولا يحتاج إلى تفكير.
وما هي إلا لحظات، إلا بريح أخرى تقذفها في الهواء من جديد، فتُسلم النملة نفسها له، وطارت بها إلى دنيا جديدة.
حرب ودمار
حرب، دمار، قصف طائرات، الحرب والدماروبعد سويعات، ظهر وهج في السماء، وصنع رسوم تشبه قبة برتقالية عظيمة حمراء!
قَالًتْ النملة: إنه شيء عجيب، أحمد الله. ربما تكون هذه صورة قبة الصخرة في المسجد الأقصى!
وما هي إلا لحظات حتى ظهر وهج نور ساطع آخر، يكاد أن يَخطف الأبصار،
وتبِعَه صوتُ قنابل و انفجارات.
أخذت النملة تبحث عن مصدر الصوت؛ فنظرت، فإذا بدخان أسود، يغطي الأفق والمساحات، فبدأت النملة تمعن النظر إلى أسفل، فرأت دوراً مدمرة وعمارات،
الكل يفر هائماً على وجهه في كل الاتجاهات.
في الحقيقة، إن الكثيرين من الناس يَشْعُرًون بالخوف من موقف أفزع الاطفال،
ومن شدة خوفهم ، شعروا بأنه لم يكن يوماً بل عدة سنوات.
عاد الخوف إلى قلب النملة من جديد، وقالت في نفسها: هربت من موت إلى موت،
فنار ودمار!
فأين أين الفرار؟
طلبت النملة من الريح، أن يسرع ويبعدها، كما يشاء، وأينما يشاء،
وفي أي الاتجاهات.
همس الريح في أذن النملة قائلاً: اهدأي.
ألا تسمعي أزيز الطائرات؟
نهاية الحكاية
ازدادت النملة رعباً، وأغمضت عينيها؛ حتى لا ترى ما رأت، والتفت حول نفسها،
حتى لا تصيبها الرصاصات.
شعرت النملة بوخز في جنبها، فاضطربت، وفتحت عينيها، فإذا بأمها توقظها،
وتقول لها صباح الخير يا صغيرتي
كفى نوماً استيقظي الآن. فقد طلع النهار.
نظرت النملة إلى أمها وقالت: كل هذا حلم!
كم أنا فرحانة!
الحمد لله إنه حلم، ولم أكمل المشوار.