أغرب و أجرأ لعملية سرقة لشقة أثرياء
في أجرأ وأغرب عملية سرقة شقة أثرياء، تقدم السارق أمام زملائه المساجين،
وأخذ يروي لهم قصته، وكيفية الإمساك به، و من ثم زجه في السجن.
يقول السارق: كنت أعمل في أحد المطاعم، كعامل نظافة، وكان المطعم يتكون من عدة أدوار.
يوجد في الدور الرابع مخزن للمطعم، يتم وضع أدوات التنظيف،
و أدوات الصيانة، وبعض الأثاث القديم من كراسي، وطاولات مستعملة، وغير ذلك…
الأهم من ذلك، يجاور سطح المطعم، الذي يوجد به المخزن، شقة كبيرة،
والغريب أن بلكونة الشقة، لا تبعد عن سطح المطعم كثيراً، بل ما يقرب من ثلاثة أمتار،
وقد كانت تسكن في هذه الشقة، أسرة صغيرة، مكونة من أب وزوجته وابنه،
ومعهم خادمة.
وقد كنت ألاحظ سكان الشقة، عندما أصعد لوضع شيئاً في المخزن،
أو آخذ شيئاً منه، وذلك عندما تكون البلكونة، أو الشبك مفتوحاً.
أثار دهشتي وفضولي، أن هذه الأسرة من الأثرياء، وقد بدا ذلك من ملابسهم،
وفخامة أثاث الشقة، ووجود خادمة.
التفكير في أجرأ عملية سرقة غريبة
أخذ الشيطان يلعب بعقلي، واستطاع أن يسيطر على مشاعري،
و لذلك قادني للتخطيط إلى عملية سرقة الشقة .
وفي يوم، وأنا واقف أمام المطعم، وقفت سيارة حديثة أم العمارة، وقام عمال بدخول العمارة.،
وبعد ذلك وصلوا، وهم يحملون حقائب سفر، وضعوها في السيارة.
لاحظت أن صاحب الشقة كان واقفاً، بالقرب من السيارة، وقد تم تحميل الحقائب،
وبعض الأغراض في السيارة،
ركب صاحب الشقة وزوجته، وابنه ومعهم الخادمة، وتحركت السيارة،
وغابت عن نظري . ذهبت إلى حارس العمارة، وكانت علاقتي معه جيدة،
وسألته: لمن السيارة الحديثة التي تحركت قبل قليل؟
قال: السيارة لصاحب شقة في الدور الرابع، اشتراها من يومين، وأين ستذهب؟
قال: إلى استراحة على البحر، وسيقضون أياماً هناك للنزة.
تنفيذ عملية سرقة الشقة
بدأت أخطط من أجل عملية سرقة الشقة، وبعد أن خططت للعملية جيداً، انتظرت حتى حل الظلام.
وفي منتصف ليلة حالكة الظلام ، غاب قمرها؛ لكوننا في آخر أيام الشهر الهجري،
صعدت إلى غرفة المخزن،
وضعت على وجهي قناعاً، وأخذت سلماً من المخزن، و اتجهت نحو سطح المطعم،
المواجه لبلكونة الشقة، وقمت بتثبيت السلم بحذر، بين سطح المطعم والبلكونة.
أخذت أسير على يديّ ورجليّ فوق السلم ، حتى وصلت إلى البلكونة، وقلبي يرتجف من الخوف.
قمت بفتح البلكون بحذر شديد بواسطة مفك، وبعض الأدوات،
التي أحضرتها لهذا الغرض، وقمت بحمل السلم، وادخاله إلى الشقة.
دخلت الشقة، ولم أشعل الكهرباء، بل استخدمت مصباح صغير كان بحوزتي،
وأخذت أبحث عن أشياء ثمينة.
وجدت جهاز كمبيوتر شخصي صغير وحديث، وفي غرفة أخرى،
وجدت ساعة نساء مرصعة بالذهب، وعقد من الذهب، وخاتم من الفضة.
في أحد أدراج مكتب موجود في الغرفة المجاورة، وجدت بعض النقود،
وعلى المكتب تلفون بجواره نوتة بها عناوين، وحزمة مفاتيح، فقلت أكيد مفتاح الشقة معها.
توجهت نحو للباب الخارجي، وجربت المفاتيح، واحداً تلو الآخر،
حتى فتح الباب من إحداها. ونظرت على الباب من الخارج، وعرفت رقم الشقة.
تركت باب الشقة مفتوحاً، بحيث لو قام أحد من الخارج،
بوضع يده، سيفتح على مصراعيه، وتوجهت نحو الهاتف، وأخرج من نوتة العناوين، رقم هاتف سباك .
السباك في دائرة الاتهام
رفعت السماعة، واتصلت بالسباك، وقلت له الفرن فيه عطل،
وطلبت منه أن يأتي في الصباح، وأعطيته عنوان العمارة، ورقم الشقة وهو رقم(15).
بعد أن حملت كل ما استطعت حمله، ووضعه في كيس، قد أحضرته معي، عدت إلى البلكونة.
ولكي أعود إلى المطعم، وضعت السلم، وسرت عليه،
إلى أن وصلت إلى سطح المطعم، ورفعت السلم، ووضعته في المخزن.
في صباح اليوم التالي، وصل السباك إلى العمارة، وصعد إلى الشقة،
وضغط على جرس الشقة، ولكن لم يجب أحد.، و قام السباك بالطرق على الباب.
فجأة ، وما إن طرق على الباب حتى فُتِحَ، ولذلك أخذ ينادي،
ولكن لم يأتي أحد، ونزل السباك، وعند باب العمارة، رآه حارس العمارة.
في المساء صعد الحارس، لينظف درج العمارة، وعندما اقترب من الشقة رقم 15، وجد بابها مفتوحاً.
قال متى عادوا من السفر؟ أنا لم ألاحظهم، ولذلك وقف أمام باب الشقة،
وأخذ ينادي عليهم؛ ولكن لا مجيب.
أخذت الشكوك تسري في صدر الحارس، وحدث نفسه: أين ذهبوا؟
ثم أخرج هاتفه، واتصل بصاحب الشقة، ولم يجب.
العودة بعد عملية سرقة الشقة
بعد عدة محاولات من الاتصال، رد صاحب الشقة عليه،
وكان صوت أمواج البحر عالية، وظاهرة في سماعة الهاتف.
قال صاحب الشقة للحارس: ماذا تريد؟ قال الحارس: شقتك مفتوحة،
هل طلبت من أحد أن يفتحها أو… ثم سكت الحارس؟صرخ صاحب الشقة وقال: ماذا تقول؟
قال الحارس: كما قلت لك شقتك مفتوحة! لا أدري من فتحها.
عاد صاحب الشقة من نزهته بسرعة إلى الشقة، فوجدها مفتوحة،
فعرف أن هناك عملية سرقة للشقة، حدثت، ولذلك قام بتبليغ الشرطة عما سُرِق.
قام المحقق بالتحقيق مع صاحب الشقة، وأكد أنه كان في المصيف،
وحقق مع حارس العمارة، الذي أخبره، بأنه وجد باب الشقة مفتوحاً.
ولذلك طلب المحقق من صاحب الشقة، أن يسمح له بدخول الشقة،
ليجد دليلاً يقوده إلى الجاني.
قام المحقق بالدخول إلى غرفة المكتب، وعرف ما سرق منها،
وكذلك إلى دخل في غرفة مجاورة، سُرِق منها عقد، وبعض النقود، وغير ذلك، و لذلك استطاع المحقق رصد الأدلة التالية:
أولاً: كشف عملية سرقة الشقة
فجأة ، التفت المحقق فرأى البلكونة، ولذلك طلب من صاحب الشقة فتح البلكونة،
حاول صاحب الشقة فتحها، ولكن لم يستطع فتحها.
سأل المحقق صاحب الشقة: هل البلكونة مغلقة ولا تفتح؟
قال صاحب الشقة تفتح دائماً وبسهولة، ولا أدري، لماذا لم تفتح اليوم؟
طلب المحقق احضار سباك يعمل لصالح الشرطة، حضر السباك،
وطلب منه المحقق معرفة سبب صعوبة فتح باب البلكونة.
قال السباك: فُتح باب البلكونة دون مفتاح، ثم أغلق بقوة، ولذلك لا بد من فتحه بهدوء،
حتى لا نضطر إلى كسر باب البلكونة.
فتح سباك الشرطة باب البلكونة، ودخل المحقق ورأى المطعم بالقرب منه.
احتار المحقق في وجود الباب الخارجي للشقة مفتوحاً، وباب البلكونة مغلق،
وقال أبدأ من التحقيق مع الحارس، ومن ثم مع العاملين في المطعم.
ثانياً: الاتصال بسباك العمارة
ولذلك طلب المحقق الحارس مرة أخرى، وقال له: قل لي كل كبيرة وصغيرة بالتفصيل،
حول ما حدث في اليوم الذي، رأيت فيه باب الشقة مفتوحاً.
أخذ الحارس يسرد أحداثاً كثيرة، لم يأخذ المحقق لها بال، وعندما قال الحارس:
رأيت سباك العمارة خرج منها، ولم أدر في أي شقة كان، لأني كنت في الغرفة ساعة دخوله العمارة.
قال المحقق بسرعة: هل تعرف هذا السباك؟ قال حارس العمارة بالطبع ،نعم،
وصاحب الشقة يعرفه، حيث كان دائماً يطلبه لصيانة ما يحتاج إليه.
لذلك طلب المحقق من صاحب الشقة الاتصال بالسباك، فحضر السباك،
وهو مندهش من ووجود الشرطة.
سأل المحقق السباك: هل حضرت ودخلت إلى العمارة قريباً؟
نظر السباك إلى صاحب الشقة، وقال له: بعد اتصالكم بي منذ يومين،
أتيت ووجدت باب الشقة مفتوحاً.
قال صاحب الشقة: أنا لم اتصل بك. قال المحقق للسباك: هل تسمح لي بهاتفك؟
وافق السباك، وأعطى هاتفه للمحقق، فتح المحقق الهاتف.
أخذ المحقق، يبحث عن أرقام المكالمات الصادرة للهاتف، في الأيام السابقة- خصوصاً- يوم الحادث.
وجد المحقق أن مكالمة صادرة من تلفون الشقة، رقم(15) إلى هاتف السباك.
هز المحقق رأسه، وقال: التحقيق معكم انتهى، ولذلك سيبدأ تحقيقاً جديداً في أجرأ عملية سرقة غريبة .
ثالثاً: اختفاء أداة عملية سرقة الشقة
ذهب المحقق إلى المطعم، وقابل مدير المطعم، وطلب منه الصعود إلى سطح المطعم.
وافق مدير المطعم، واصطحب المحقق معه،
دخل المحقق السطح، ورأى المخزن، وطلب من مدير المطعم فتحه،
فطلب من أحد العمل احضار المفتاح، وفتحوا المخزن. دهش المحقق،
لا يوجد شيء في المخزن، يمكن أن ينتقل به الشخص، من سطح المخزن إلى البلكونة.
لكن المحقق متأكد أن عملية سرقة الشقة، بدأت من هنا، ولكن أين أداة أجرأ عملية سرقة،
التي ساعدت في انتقال السارق، من سطح المطعم إلى البلكونة؟
طلب المحقق من مدير المطعم ، أن يحضر سجل حصر الأدوات الموجودة في المخزن،
وقام المدير بإحضار السجل، أخذ المحقق السجل، وأخذ يقرأ سجل الأدوات.
فجأة! توقف المحقق عن القراءة، وقال لمدير المطعم: يوجد في السجل سلم من الخشب،
أين هو؟ استغرب مدير المطعم، ونظر في السجل، وقال صحيح، أين السلم؟
قال المحقق في نفسه : خيوط الجريمة تتكشف بالتدريج، ثم قام وأخذ يبحث في المخزن،
وما حوله عن السلم، ولكن لم يجد السلم.
رابعاً: قشور البطاطا تكشف أجرأ عملية سرقة غريبة
لكن المحقق لم ييأس، وأخذ يتجول أمام المخزن، ويفتش في كل ركن منه،
وما هي إلا لحظات حتى صرخ المحقق، ونادى على مدير المطعم ، وقال وجدت السلم.
جاء مدير المطعم بسرعة، ونظر لم يكن هناك أي سلم، قال للمحقق: أين السلم؟
قال المحقق: أنظر هنا، قال مدير المطعم هذه آثار حرق قطع من الخشب.
أخذ المحقق قطعة من صغيرة متبقية من السلم، وقال للمدير، أليس هذه من بقايا السلم؟
قال مدير المطعم: بلى.
أيقن المحقق أن من قام بالسرقة، هو من عمال المطعم،
ولذلك طلب من مدير المطعم مساعدته في الوصول إليه.
طلب المحقق من مدير المطعم كشفاً ، بأسماء العاملين في المطعم، في مساء يوم الحادثة،
وعن حالتهم الاجتماعية، ومستوى تعليمهم.
أحضر مدير المطعم كشفاً بأسماء سبعة أشخاص، كانوا يعملون في مساء ذلك اليوم.
أخذ المحقق الكشف، وأستثنى أربعة منهم، وذلك لأنهم أميين،
والذي اتصل من الشقة، يقرأ حيث قرأ نوتة الأسماء.
أستثنى المحقق عاملاً خامساً، لكونه كبير في السن،
ومن الصعب جداً على إنسان في الخمسينات، أن يزحف على سلم في الهواء.
ولذلك قال المحقق في نفسه: بقي اثنان، فمن منهما السارق؟
القبض على السارق الجريء
طلب المحقق حضور أكبر العاملين السبعة سناً، فحضر،
وقال له: تذكر ماذا أكلتم في مساء تلك الليلة؟ أجاب الرجل: أذكر، قل: ماذا أكلتم ؟
قال أحضرنا كيس بطاطا، وقمنا بشويه، وأكلناه، قال المحقق: وأين تم الشواء؟ قال في فرن المطعم.
ثم سأله المحقق: هل كلكم شويتم في الفرن، وأكلتم؟ قال الرجل:
لا؛ لأن زميلنا صبحي قال لنا: أخرجوا نصيبي، سأشويه بعد ذلك، ليس لي رغبة في الأكل.
قال مدير المطعم للمحقق: لماذا سألت هذه الأسئلة الغريبة، قال المحقق:
لأنني رأيت قطع صغيرة من بقايا قشر البطاطا، مع رماد السلم.ثم قال المحقق لمدير المطعم: أعرفت من السارق؟
ضحك المدير، وقال: الحمد لله الذي أرسل لنا محققاً مثلك،
في كشف أجرأ عملية سرقة غريبة ، وإلا سرق صبحي المطعم وحرقة.