عظمة شهر رمضان المبارك
جاء شهر البركة من جديد؟ هل فكرت في أن تتغير، بالتقرب إلى الله أكثر وأكثر؟
هل عزمت على أن تغير من سلوك الآخرين السيئة؟
توكل على الله وابدأ، قبل فوات الأوان!
ففي شهر رمضان المبارك، كيف تتغير فيه وتغير من حولك؟
هذا شهر السعادة، وحسن النعم، والخيرات اللامحدودة، لكل المسلمين في العالم من عند الله تعالى.
إنه قدوم خير لشهر مليء بالبركات التي لا تُحصى، إنها الأيام الثلاثين،
التي توجب على المسلم، أن يحافظ على أحد أركان الإسلام الخمسة.
إنه شهر الصوم، الذي يوجب على جميع المسلمين الامتناع عن كل اقتراف الذنوب، وتنمية العادات الحميدة فيهم.
الحياة مليئة بالتحديات، نواجهها بشكل منتظم. لكن الإسلام أعطانا فضلًا حقيقيًا،
في رمضان لمواجهة التحديات بشجاعة وثقة.
حيث يتيح هذا الشهر المبارك فرصة لجميع المسلمين، لتغيير عاداتهم وتنمية الحسنات، فإنه يوفر أيضًا فرصة لطلب المغفرة.
قيل في خيرات شهر رمضان
في الشهر العظيم تُفَتَح أبواب الجنة، وتُغلق أبواب جهنم وتُقيد الشياطين.
قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم:
قال الشاعر:
فُرِضَ الصيام في السنة الثانية من الهجرة، وهو واجب على جميع المسلمين.
ينمي الصيام مهارات ضبط النفس لدى الفرد ولدى الجماعة،
حيث لا يضطر الصائم فقط إلى الامتناع عن الأكل والشرب، بل عليه أيضًا الامتناع عن أشياء أخرى كثيرة:
الغيبة والنميمة والأفعال السيئة، واستخدام الألفاظ المسيئة، وما إلى ذلك.
من فضائل شهر رمضان
الصوم في رمضان المبارك، هو أحد أركان الإسلام الخمسة.
تهدف تجربة الصيام إلى تعليم المسلمين الانضباط الذاتي وضبط النفس.
كذلك يساعد الشر العظيم في التعرف على محن ومصائب الآخرين.
(على سبيل المثال، الجوع والعطش والفقر).
علاوة على ذلك ، فإن صيام رمضان، لا يتعلق فقط بتأديب الجسد على الامتناع عن الأكل، والشرب من الفجر حتى غروب الشمس.
لكنه يتعلق أيضًا بممارسة السيطرة على العقل، وهذا ينطوي على كبح الغضب،
والقيام بالأعمال الصالحة، وممارسة الانضباط الشخصي.
كما يسهم في مساعدة المرء وإعداده ليكون مسلمًا صالحًا وشخصًا صالحًا.
لذلك صوم رمضان فرض على كل مسلم بالغ سليم العقل،
ومن المستثنى منه الضعيف والمرضى والأولاد والمسافرون والحائض.
الهدف من الصيام، هو الحصول على السعادة الروحية إلى جانب الرفاهية المادية، واستكشاف الإحساس الحقيقي بالسعادة في داخلنا.
هذا الشهر هو الشهر المبارك، الذي يعطينا رسالة تقوى للتقرب إلى الله.
الزكاة والصدقة في شهر رمضان المبارك
رمضان هو الشهر الذي يجب على جميع المسلمين، أن يؤدوا زكاتهم السنوية،
مما كسبوا حسب مقدرتهم.
زكاة الفطر واجبة في الإسلام، وعلى كل فرد أن يخرجها؛ عن نفسه وعن من يعولهم.
كما أن مساعدة الأقارب الفقراء، والجيران وغيرهم من المحرومين،
أمر واجب على المسلمين، وذلك من خلال الزكاة والتبرعات، وغير ذلك.
إن أداء زكاة الأغنياء، من الثروة المتراكمة في العام السابق على الأشخاص المستحقين، يقربهم من الله ، لكونهم أدوا فريضة.
كما تخلق إحساسًا بالامتنان والمحبة بين الأغنياء والفقراء والمحرومين،
وكذلك الإحساس بالأخوة تجاه مانح الصدقة.
تحقيق التقوى من أهم حكم الصيام. فالصيام يجلب التقوى،
لأنه يقلل من شهوة البطن، ويكتم الشهية الجنسية.
لذلك من صام كثيرا، يستطيع التغلب على هاتين الشهيتين بسهولة أكبر.
الصيام يقوي الإرادة و يمنح الصبر.
يجب على المسلم أن نخاف الله، ويعمل بأوامره ونواهيه،
فلا يصوم من أجل مكسب مادي أو دنيوي.
يتم الصوم أساسًا للنهوض الروحي، ليقوي التقوى لدى المسلم.
لذلك سُمي شهر رمضان، بشهر الصبر، لأنه يزيد من قوة إرادة المرء للسيطرة على شهوته وأنانية روحه.
هذا التدريب يسمح له أن يكون قوياً في اتباع أوامر الله.
ومن نعمة هذا الشهر المبارك، أن كل عمل فيه خير، سواء كان خيراً له أو للآخرين، فإن أجره مضاعف أضعافاً كثيرة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
أخطاء شائعة في رمضان
1- الإفراط في الإنفاق: يجب أن يكون رمضان وقتاً لتلافي الإسراف،
وتعلم الاستعداد لمواجهة الأوقات الصعبة من خلال التمييز بين الحاجات والكماليات.
للأسف، كثير من الناس يتخطون حدودهم لقضاء شهر رمضان، سواء في اعداد وتحضير أنواع كثيرة من الطعام في كل ليلة ، أو من خلال أنواع الإنفاق الأخرى.
2- السهر أثناء الليل والنوم أثناء النهار: يمكن ممارسة التأمل في مخلوقات الله وقدرته، لرفع الروح المعنوية في شهر رمضان بعزيمة وعزم.
ينام بعض الناس معظم اليوم، عندما يكونون صائمين، ولا يعملون الخيرات واستغلال وقت الشهر الثمين. فرمضان ليس وقت الكسل.
بالإضافة إلى ذلك، قد يقضي البعض جزءًا كبيرًا من الليل، في الانغماس في الأكل والشرب، وفي مواقع التواصل الاجتماعي.
3- التدبر في التلاوة: كثير من الناس يقرأون القرآن بسرعة كبيرة،
دون فهم ما يقرأ ، وتدبر الآيات، بل يصر البعض على إنهاء القرآن كاملاً مرة واحدة أو أكثر، في يوم أو يمين.
من المستحب قراءة القرآن مرات عديدة، إلا أنه لا ينبغي الإسراع في ذلك،
دون فهم وتدبر، خاصة في صلاة التراويح.
4- كثرة الأكل: يعطينا هذا الشهر رسالة لندركها بشأن الفقراء والمحتاجين.
سد رمق المسلم، هو المطلوب في رمضان.
قلة من الناس، يأكلون كثيرا في شهر رمضان المبارك، وقد لوحظ أن بعض الناس، يأكلون في شهر رمضان أكثر من أي شهر آخر.
فوائد التخفيف من الطعام في شهر رمضان المبارك
أسباب التخفيف من الطعام، أمران:
أولاً، والأهم، هو أن أسلوب الحياة هذا يتعارض مع أهداف وروح رمضان الرئيسية.
يمكن النظر إلى الإفراط في الأكل، على أنه انعكاس لضعف الانضباط وعدم المسؤولية.
ثانيًا، يمتلك الجسم آليات تنظيمية، تقلل من معدل التمثيل الغذائي،
وتضمن الاستخدام الفعال للدهون في الجسم.
علاوة على ذلك، يفترض أن يعتمد معظم الناس نمط حياة أكثر استقرارًا أثناء الصيام.
والنتيجة النهائية، هي اتباع نظام غذائي متوازن،
يتكون من كمية أقل من الكمية العادية من الطعام، يكفي للحفاظ على صحة الشخص، ونشاطه خلال شهر رمضان.
من أهداف رمضان؛ هو التنمية الروحية من خلال الصيام: من الناحية الفسيولوجية، بالصوم الذي يزيل السموم من الجسم بكفاءة.
كذلك يصبح الذهن صافياً، حتى يتفكر المرء في معنى القرآن، ويتدبر آياته،
والتعرف على ما يخفى عليه من أحاديث رسولنا الكريم صلوات الله عليه.
يجب على المرء أيضًا، إجراء بعض التحليل الذاتي لرصد سلوكه،
وتصحيحه إذا لزم الأمر، لأن التأمل يهدي العقل إلى الصواب،
وكذلك يحفظ ألسنتنا!
هذا هو شهر تجديد التزامنا وإعادة تأسيس علاقتنا مع خالقنا.
إنه فصل الربيع للخير والفضائل عندما يزدهر البر في جميع أنحاء المجتمعات الإسلامية.
يُحمّلنا هذا الشهر المبارك رسالة، لاتباع المساواة والأخوة،
ونشر ورفع الصورة الإيجابية للإسلام.
لذلك، أدعو الله لجميع الإخوة والأخوات المسلمين، أن يعطينا إحساسًا حقيقيًا بالفهم لديننا.
أتمنى أن يهدينا الله إلى الطريق الصحيح الذي يجب اتباعه،
ويوفقنا جميعاً لنجعل الصيام في رمضان درعاً لنا في الآخرة وشفيعاً لنا في القبر.