من أغرب قصص الأنحراف لسلوك طفل
في الواقع: للطفل حياته الخاصة، وتفكيره الخاص، وقد يؤثر عليه موقف خاص،
وفي أغرب قصة سلوك طفل ذكي جداً، سنتعرف على كيفية وأسباب انحراف هؤلاء الأطفال الأذكياء.
كل أب يرغب في أن يكون ابنه ذكي ومبدع، ولذلك،
يعمل جاهداً على أن يحاكي سلوك أبيه، كما يربيه تربية حسنة،
التي تجنبه وتبعده عن السلوك السيء، الذي يؤدي إلى الانحراف.
السلوك المنحرف لطفل ذكي
هل سمعت أن طفلاً متفوقاً يكون منحرفاً؟
هل بحثت وفكرت عن سبب انحرافه؟
إنها أسباب وأفكار عجيبة وغريبة، سنتعرف على أسباب انحراف سلوك طفل ذكي .
تكشف هذه القصة أسباب انحراف سلوك طفل ذكي جداً،
كان من المتفوقين في مستواه العلمى على أقرانه في الصف.
ومع أنه كان ذكياً، فقد كان منحرفاً سلوكياً؛
لأسباب ستعرفها عندما تقرأ هذه القصة العجيبة، التي حدثت فصولها في مدرسة ابتدائية.
تكررت حالات السرقة في الصف، ولذلك، احتار المعلم، في كيفية حدوث السرقة،
وتحديد السارق!
حاول المعلم مراقبة طلبته، وتحديد وضبط السارق، ولكن دون جدوى،
و المراقبة لم تنفع، فقد كانت أوقات السرقة مختلفة وبصفة متكررة.
وليس في وقت محدد،بحيث لا يوجد أثر يساعد في أن يكتشف السارق.
كما أن الطلبة المجني عليهم من الطلبة الفقراء، والأغنياء على حد سواء،
والأغرب من ذلك، أن المسروقات كانت أغلبها كتباً مدرسية وكراسات.
اجتمع المعلم والمرشد، وجلسا يتشاوران ،قال المرشد:
من المؤكد أن السارق من طلبة الصف، ولذلك، لا بد من معرفة الطفل.
وسبب قيامه بذلك، لأن تعديل سلوك الطفل ليس بالأمر الصعب، إذا عرف السبب.
وقال المعلم: أريد أن أعرف. لماذا كان يسرق الكتب المدرسية؟
هناك علامات استفهام، وضِعت أما الاثنين، ولذلك، لم يستطيعا الإجابة عنها!
أدلة السرقة
وفي أحد الإيام، كان المعلم يسير في الشارع، فقابله طفل، يحمل في يده ورقة ملفوفة،
على شكل قرطاس، ووضِع فيه فلافل.
نظر المعلم إلى الورقة، فإذا هي ورقة من كتاب اللغة العربية التي يدرسها،
وهذا الكتاب طبعة هذا العام.
ولذلك، أوقف المعلم الطفل، وسأله من أين اشتريت الفلافل؟
أخبره الطفل بمكان البائع.
أسرع المعلم، وذهب إلى البائع، فدهش المعلم، حيث وجد أمام البائع عدة كتب من طبعة هذا العام، ولكن دهشته،
كانت أكبر عندما وجد أن هذه الكتب،لطلبه صفه.
سأل المعلم البائع:
من أين لك هذه الكتب والكراسات؟
أجاب البائع: هذه من طفل، يأتي بها كل فتره وأخرى، ويبيعها لي.
سأله المعلم: هل تعرف الطفل؟ ردّ البائع: نعم، وأعرف اسمه،
وهو طالب مدرسه.
سأل المعلم: ما اسمه؟قال البائع: اسمه جابر.
تذكر المعلم أن اثنين اسمهما جابر عنده في الصف.
فإيهما السارق؟ فكر المعلم، لا بد أن السارق جابر المشاغب،
وهو كثير الحركة والمشاكس بشكل متكرر، والذي لا يسلم من شره أحد في الصف.
ولذلك، جمع المعلم جميع الأطفال في الصف، وأخذ صورة جماعية لهم.
ذهب إلى بائع الفلافل، وطلب منه تحديد الطالب الذي يحضر له الكتب والكراسات.
انكشاف السارق المنحرف الذكي
دهش المعلم، فالبائع أشار على أذكى طالباً في الصف،
وأكثر طالباً اجتهاداً في دروسه، طلب المعلم أن يتأكد من ذلك، قال البائع: أنا متأكد جداً مما أقول.
جن جنون المعلم وقال للبائع: هذا طالب لا يمكن أن تحوم حوله الشبهات،
ومن غير المألوف انحراف طفل مثل هذا.
فكيف يكون سارقاً؟
أخبر المعلم المرشد الطلابي بأفعال جابر، وقاما بإحضار جابر إلى غرفة المرشد، و التحدث معه.
وقال له المعلم: أنت طالب مجتهد، ولا أحد في الصف يتفوق عليك،
وأنت لذلك ليست بحاجة إلى المال.
أهلك حالتهم المادية جيدة،
ومن المفروض أن يكون سلوكك مهذب وبعيد عن التصرفات غير المرغوبة والانحراف.
فلماذا تقوم بسرقه كتب زملائك الطلبة؟
ذكاء السارق
قال جابر: أنا لم أسرق ؛ لأنني كنت أخذ الكتب والكراسات وأبيعها،
واوزع ثمنها على الفقراء من الطلبة.
سأل المرشد جابر: لماذا كانت أكثر سرقاتك للطلبة الأغنياء؟
أجاب جابر: لأن أهل الأغنياء يستطيعون شراء كتباً جديدة، والفقراء لا يستطيعون شراءها.سأل المعلم جابر: لماذا سرقت كتب وكراسات طلبة فقراء؟
قال جابر: حتى لا يشك أي إنسان أمثالك في أني سارق، وكنت أخذ ثمنها وأعيده لهم مرة ثانية.
قال المرشد:لماذا سرقت نفسك عدة مرات؟
أجاب جابر: كما قلت سابقاً، حتى أبعد الشبهات عني.
سأله المعلم : كيف كنت تسرق ولم يشعر بك أحد؟
ظر جابر باستغراب وقال: أولاً، لكوني مجتهداً، فلا يشك طالب بأني سأسرقه،
والثانية:
كنت أجلس بجانب الطالب، وأخذ كتابه وأضعه في حقيبة جاره، وغالباً يكون في الحصة الأخيرة.
سأله المرشد: ولماذا تضعها في حقيبة جاره؟ قال جابر: لأن حقيبة جاره بجوار حقيبته، ومن السهل نقل الكتاب إليها، وفي نهاية الدوام أذهب خلف الطالب.
وأقول له كتابي معك، وأخذ الكتاب من حقيبته. وأحياناً أقول:
كنا نلعب وخبأت كتابي في حقيبتك، أو أقول:
كنت أقرأ مع زميلك ونسيت كتابي عنده، ومن الممكن أن يكون كتابي في حقيبتك.
و أحيانا آخذ الكتب من الحقائب في غياب أصحابها من الصف. وهكذا أحصل على الكتاب بحيل شتى.
سأل المعلم جابر:من أين تعلمت هذه الحيل؟
رد جابر قائلاً: من قصص بوليسية واقعية أو خرافية كنت أشاهدها بالفيديو أو أقرأها؛ لأنني أريد أن أكون محققاً.
ولذلك لا بد أن أكون لصاً حتى أرى: هل يستطيع أحد اكتشاف ما أفعل؟
أسباب انحراف الطفل
سأل المرشد جابر: هل ترى أنك نجحت؟ قال جابر: بالطبع نجحت نجاحاً باهراً.
قال المعلم: ألا تعلم بأنك أخطأت خطأت فادحاً في حق مدرستك وزملائك؟
رد جابر: أعلم، ولكني أريد أن أكون شرطياً ومحققاً. قال المرشد: قل لنا بصراحة: لماذا أنت مُصر على أن تكون شرطياً محققاً، وأنت تعلم أن الشرطي المحقق لا يسرق ولا يظلم أحداً؟
قال جابر والدموع تنهمر من عينيه: لقد سُرِقَ من الطلبة كتباً أو كراسات،
وأنا سُرِقَ مني أبي، لقد ظلمني شرطياً محققاً، عندما لم يأخذ بشهادتي وأنا طفل.
حين قُتِلَ أبي أمام عينيَّ، ورُفِضَت شهادتي لكوني طفلاً صغيراً. وأقولها أمامكم:
كنت وما زلت أحتفظ بسري، ومشهد قتل أبي أمام عينيَّ.
لعلي يوماً أكتشف الحقيقة، ولا سبيل أمامي إلا أن أكون شرطياً محققاً.