قطط الشوارع

ارحموا قطط الشوارع يرحمكم ربُّ في السماء

ارحموا قطط الشوارع

تتناول قصة ارحموا قطط الشوارع يرحمكم ربُّ في السماء، مأساة القطط المشردة  في شوارع المخيم،

 وما تتعرض له من تعذيب من بعض الأطفال والمارة.

مع أن كثير من أهل الخير، يرحمون هذه القطط ويقومون بإطعامها.

ارحموا قطط الشوارع يرحمكم ربُّ في السماء، القطط، قط الشارع، الشوارع

ارحموا قطط الشوارع من يرحَم يُرْحَم

دقت الساعة الثانية عشر ليلاً، وأنا عائد إلى البيت بعد زيارة ابنتي.

 أوقفني قط ، اندفع من أمامي نحو كومة من القمامة، كانت بجوار الشارع،

 وكان هناك مجموعة من القطط تتنافس على الطعام من هذه القمامة.

حيث كانت تمزق أكياس النايلون؛ لتلتقط ما بها من بقايا الطعام.

وقفت أراقب القطط، وصراعها من أجل البقاء، وإذ بي أرى قطة صغيرة تقف بعيداً عن القطط،

 وكانت كلما اقتربت من كومة القمامة هاجمتها القطط وطردتها.

ولكن بعد صراع معها استطاعت القطة الصغيرة أن تحصل على بقايا طعام. 

في هذه الأثناء جال في مخيلتي خاطرة ،

 تصور حياة القطط في المخيمات، وما تعانيه من مآسي وتعذيب.

من خضم هذه المعانة تفتقت في ذهني بلورة حكاية تصور حياة القطط في قالب قصصي ،

 حيث تُروى القصة بلسان قط.

حكاية ارحموا قطط شوارع بلسان قط

يروي القط حكايته فيقول :

 أذكر عندما كنت صغيراً، حملتني أمي إلى أعلى العريشة في المخيم، وهناك قابلني اخوتي بالمواء،

 لأن الجوع صعب، وحال أهل المخيم  كرب في كرب.

هذا بالطبع يؤثر على حياتنا نحن القطط ، فإذا أكلوا لحماً أكلنا بقاياه وعظامه،

 وإذا جاعوا جعنا، وهكذا فحياتنا ارتبطت بحياة البشر.

بقينا على هذه الحالة فترة من الزمن، نلتهم الفتات، ونرتاد الشوارع ليلاً، 

إلى أن جاء اليوم المشؤوم . حيث قام صاحب العريشة بهدمها، وبذلك أصبحنا في الشارع دون مأوى،

 أنتم تعرفون الشارع وما أدراك ما الشارع.

إن نقل القطط من بيئتها الطبيعية التي كانت تعيش فيها، أمر صعب ، ولذلك ستعاني القطط الكثير من المصاعب .

 شوارع المخيم تعج بالأطفال، فمن الأطفال من لا يعرف الشفقة ولا الرحمة، فمنهم من يركلني بقدمه.

وآخر يقذف بأخي في الهواء، وثالث يربط ذيلي بحبل، ويجرني وأنا أصرخ ،

 وهو يضحك بسخرية. كان هناك بعض الأطفال يحاولون تخليصنا من هذه المعاناة،

 ولكن بعد فوات الأوان، حيث أخذنا قسطاً وافراً من الضرب والمطاردة والاهانة.

وفي هذه الأثناء وقعت مغشياً علي. صحوت بعد برهة من الزمن ، 

فإذا أنا ببيت صغير متواضع، وأمامي كوباً من الحليب، وسمعت صوت امرأة تقول لي بسبس بسبس.

ارحموا قطط الشوارع يرحمكم ربُّ في السماء، القطة المسكينة، القطط

القطة  في بيت أم الخير

في البداية خفت منها، واعتقد أنها ستضربني، ولكنها اقتربت مني ، 

وأخذت تمسح بيديها على رأسي وظهري.

شعرت بالحنان اتجاه المرأة، ودبت بيننا أواصر المحبة والألفة ،وأخذت أتجول بين الأزقة القريبة من البيت، اتحسس ، 

وأسأل عن أمي وأخوتي، ولكن دون جدوى.

أسئلة كثيرة تجول بخاطري . أين أنا؟ وأين أمي وإخوتي ؟

 إجابتي على هذه الأسئلة لم تدم طويلاً، صعدت على سطح البيت ،

 وأخذت أتأمل ما حولي، وبحاستي التي وهبني الله إياها حددت مكاني.

عرفت أنني ليس ببعيد عن المكان الذي كنت فيه مع أمي وأخوتي. 

لكن عاود السؤال يراودني: هل هم هناك؟ أم رحلوا؟ أم ماتوا؟ 

التفت فإذا بالمرأة بجواري تحمل لي الطعام، وتقول خذ من يد أم الخير يا صغيري.

حنان أم الخير على القطط

ارحموا قطط الشوارع يرحمكم ربُّ في السماء، حنان أم الخير

عرفتها، هذه أم الخير، التي سمعت عنها كثير دون أن أراها، ولكن حملني قدري إليها؛

 ليعوضني بها الله حنان أمي وحب وعطف أخوتي.

مع إنني قطعت الأمل في صداقة البشر، ولكن أم الخير أعادت لي عزيمتي. 

 وانارت في صدري نوراً قد خفت، وأنارت شعلة جديدة تؤكد أن هناك خير في البشر.

وبعد بحث وجولات علمت أن أمي وأخوتي تشتتوا وتفرقوا بين الحارات. في إحدى الإيام،

 رأيت طفلاً، يرتدي ثياباً رثة، والدموع تملأ عينية.

كان الحزن باد على وجنتيه ، فحزنت لحزنه، وبكيت لبكائه، واشفقت عليه. 

ولكن يد أم الخير امتدت إليه بسرعة، ومسحت دموع الأسى من عينيه بعطف لا مثيل له.

اقترب الطفل مني، قفزت بين يديه، فمسح بيد نحيلة جسمي، وضمني إلى صدره، بدفء لم أشعر به إلا في أحضان أمي.

وتذكرت من قذف بي وحرمني حنان أمي، وفرق بيني وبين أخوتي، وجعلني قطة مشردة.

 تكاتفت المآسي، وتقاربت الأحلام، ودبت روح الألفة بين قط وإنسان!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top