قطعت جهيزة قول كل خطيب

قطعت جهيزة قول كل خطيب: قصة مثل عربي

نسمع بمثل( قطعت جهيزة قول كل خطيب) كثيراً في الأدب العربي، فما قصة هذا المثل؟ ومن هي جَهِيزَة؟ وما الذي فعلته؟ ومن جهيزة هذا الزمان؟

قصة مثل مدهشة...قطعت جهيزة قول كلّ خطيب، جهيزة، اجتماع قوم جهيزة، قطعت جهيزة قول الخطباء

قصة مثل(قطعت جهيزة قول كل خطيب)بين أهل القاتل والمقتول

يقال أن قصة مثل(قطعت جهيزة قول كلّ خطيب) تتمثل في أن رجلاً قتل رجلاً آخر، وأرادت قبيلة القاتل الصلح مع قبيلة المقتول من خلال إعطاء الدِّية لأهل المقتول.

لذلك يحضر أهل المشورة والرأي للتشاور في قضية القتل، ومحاولة الصلح بين القبيلتين، وإقناع أهل المقتول بقبول الدِّية.

لذلك يقوم أحد رجال الإصلاح من الحضور، ويكون ممن يشهد له بالصلاح، وفصاحة القول وقوة التأثير في السامعين، بإلقاء خطبة مؤثرة وبليغة.

في هذه الخطبة؛ يعدد مآثر القبيلتين- خصوصاً- أهل الدم، ولذلك لا بد من أن يحكِّم الجميع لغة العقل والتسامح، وعدم الانجرار وراء الثأر الذي سيجر النكبات على القبيلتين.

وما إن انتهي الخطيب من قوله، حتى ارتجل خطيب آخر، وأخذ ينصح الجميع بالهدوء والتريث، وعدم التهور، وأن كل مشكلة لها حل بالمشورة والصبر.

قصة مثل مدهشة...قطعت جهيزة قول كلّ خطيب، قصة مثل، جهيزة، من أمثال العرب
دخول جهيزة

دخول جهيزة على المجلس

فجأة/ والقوم جالسون يتشاورن في كيفية الصلح بين القبيلتين؛ إذ أقبل امرأة تُدعى جَهِيزَة، وقالت للحضور: إن القاتل قُتل!

فسألها أحد الحضور:

كيف حدث هذا؟

قالت جَهِيزَة : استطاع رجال من قبيلة المقتول أن يظفروا بالقاتل وقتله.

في هذه اللحظات، سكت الجميع، ثم قالوا: ” قطعت جَهِيزَة قول كلّ خطيب” ، أي انتهى الأمر، و لا داعي لهذه المشاورات والخطب الرنانة.

ويضرب هذا المثل في المواقف التي يأتي قول أو خبر، يضع حداً لأي مزاعم أو قول أو دعوة.

وكذلك قد يضرب هذا المثل عندما يقطع إنسان على الناس ما هم فيه بحماقته التي يأتي بها.

قصة مثل مدهشة...قطعت جهيزة قول كلّ خطيب، مثل عربي، جهيزة،

جهيزة هذا الزمان

فمن جهيزة هذا الزمان؟

جهيزة هذا الزمان يعرفها كل إنسان على وجه الأرض! إنها وكالات الأنباء والقنوات الفضائية، التي لا تترك أي شاردة أو واردة إلا أتت بها، وقد تصدمك بكل التفاصيل والتحاليل، سواء كانت صادقة أو كاذبة.

لذلك، قد تجد الكثير من الناس لا يصدقون كل ما يسمعون من هذه الأخبار، حتى أنهم قد يقولون: الكذب أكثر من الصدق في هذه الأيام، أو كلام في كلام.

هذا يعني: أنها أخبار مبالغ فيها، كل هذا بدلاً من أن يقولوا” قطعت جهيزة قول كل خطيب”.

ألا تعجبون وتندهشون؟ كيف صدق كبار القوم المصلحون قول المرأة جَهِيزَة بهذه السهولة والبساطة؟

ألم يخطر ببال أحد ممن في المجلس، أنها قد تكون عميلة( جاسوسة)، أرادت نشر الفتنة والفرقة؟

كم جهيزة في هذا الزمان تنقل لنا أخباراً  شتى؟ لا نلتفت إليها، ونبحث عن مؤكدات للخبر؛ لأنه شاع دس السم في الخبر المعسول.

الآن/ ألف جَهِيزَة و جَهِيزَة ، غالباً،  لا تقطع قولاً ولا تحرك ساكناً، لأن قول القدماء – غالباً- ما يكون كالسيف في الصدق.

فمتى نسمع – حقيقة- ” قطعت جَهِيزَة قول كل خطيب”؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top