النصائح القرآنية حول أكاذيب الأطفال
في الحقيقة، أحياناً، إن الأطفال لا يقولون الحقيقة،وكذب الأطفال ظاهرة موجودة،
ولذلك لا تتوقع أن يكون طفلك صادقاً، ولا ينبغي أن يكون ذلك سبباً للقلق.
هل سبق لك أن واجهت موقفًا، تكاد تضطر فيه إلى التودد للاطفال ليخبروك بالحقيقة،
لأنك تعتقد أن إجابته، لم تكن تحمل الحقيقة، وما تأمل حقًا أن تسمعها؟ تستمر في التودد، ثم تأتي العبارة السحرية، وتقول لهم: “الكذب حرام!”
إذا كنت تبتسم، وأنت تقرأ هذا الأسطر، فأنا أبتسم كذلك، فأنا أعرف الإجابة بالفعل. كلنا فعلنا ذلك.
في كثير من الأحيان، بعد تكرار نفس العبارة، تقع كلماتنا على آذان صماء،
وأصبحت عبارة ” الكذب حرام” شائعة جدًا على شفتيك، وكذلك على أذني طفلك.
ولكن ما زلت ترغب في غرس قيمة الصدق، والبعد عن عدم الصدق لدى طفلك، فما هي الخيارات المتبقية لديك؟
إنها ليست كثيرة، سوى التوجه إلى كتاب الله وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم.
فهناك بعض الأحاديث، (كلمات نبوية من النبي محمد صلى الله عليه وسلم)، وآيات من القرآن، يمكنك أن تغرسها برفق في ذهن طفلك،
قد تساعدك قراءتها مع أحبائك كل يوم في مهمتك، وكذلك -أيضًا –
مجزية ومفيدة لك ولأفراد أسرتك. إليك نصائح قرآنية لمنع كذب الأطفال من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية،
لتحل محل تحريم عدم الصدق.
النصائح القرآنية لحث الأطفال على قول الصدق
1- التفريق بين الصدق والكذب (الحق والباطل)
هذه النصيحة مأخوذة من سورة البقرة، الآية (42) حيث قال الله تعالى: “
وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ”.
هذا تذكير جيد لغرسه قول الحقيقة في الأطفال، خاصة في الأمور الجادة، حيث الحقيقة،
هي الهدف الذي نسعى إليه، عند استخدام الآية القرآنية،
فأنت لا تقوم -فقط – بعمل عبادة لتنوير الأسرة بالقيم القرآنية،
ولكن -أيضًا- تترك لطفلك مساحة، للتفريق بين الصدق، وعدم الصدق في حياته،
وأن اظهار الصدق حق ومنجاة، وقول الكذب وإبرازه مهلكة.
2- توضيح أن الكذب قسم من أقسام النفاق
هناك سورة في القرآن الكريم تسمى، سورة المنافقين، وقد وضح رسولنا الكريم” صلى الله عليه وسلم
” أية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.
من الحديث نستخلص، أن الكذب جزء من النفاق، ومع ذلك، لا نستطيع أن نقول لأي شخص أنت منافق،
لصعوبة اجتماع الأقسام الثلاثة فيه، وصعوبة قياسها، وتحديدها. بدلًا من ذلك،
من الممكن غرس الصدق، وإظهار خطورة عدم الصدق، حتى لا يعد من المنافقين.
لا يعلمنا القرآن صفات المنافق فحسب، بل يعلمنا أيضًا ما يلزم للمسامحة. وفي سورة الغافر الآية 28 قال الله تعالى:
يمكن أن تكون هذه الآية، هي الأفضل لتحل محل عبارة “الكذب حرام”.
من الجيد أحيانًا تعليم الأطفال الصغار عواقب أفعالهم، حتى يكونوا أكثر انتباهاً، لما يريدون قوله، في كل مرة يتحدثون فيها.
إلى جانب كل آيات القرآن، قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
(عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة،
وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً،
وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار،
وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)
ولذلك من الضروري، أن تكون قادرًا على تعليم الأطفال هذه القيمة، بدلاً من التذمر، لأن اللسان يظهر لك ما في قلب طفلك، سواء أحب ذلك أم لا.
في الختام ،
أود -أيضًا- أن أشارك هذه الآية من القرآن الكريم كتذكير لنا ، وخاصة الآباء بأن القرآن الكريم قال في سورة المنافقون:
يجب علينا جميعًا، أن نأخذ وقتنا في التأمل في هذه الآيات، من وقت لآخر،
بينما ينمو أطفالنا. والأهم من ذلك كله،
لماذا لا نذكر أنفسنا بهذه الآيات، أولاً قبل أن نشاركها مع الآخرين؟ على الرغم من كوننا بالغين،
فنحن -أيضًا -بحاجة إلى تصحيح أنفسنا، من وقت لآخر إن شاء الله.