الحوار الرائع بين دينارين
أروع حوار بين دينارين كريم و بخيل، هي خاطرة غريبة ، فهل سمعت بها ؟
وكيف كان الحوار بين الدينارين؟ ما سمات هذا الحوار؟ ولِمَ حدث؟
هناك حوارات بين البشر،و صراعات كثيرة بينهم في هذه الدنيا،
ولكن أن نجد حواراً و صراعاً آخر بين دينارين، فهذا شيء من الخيال.
حوار بين دينارين كريم و بخيل في خزينة
في هذه الخاطرة نتناول حوار من لون جديد له غايته،
و لنأخذ منه العبرة.لصراع بين البخل والكرم صراع أزلي،
و لا بد أن تكون هناك مفاضلة بينهما.
ومن خلال الحوار والصراع بين الدينارين، سيتضح أي الديناران أفضل ؟
فهل أفضل دينار هو ما يكون في جيب كريم؟ أم الأفضل من كان في جيب بخيل؟
تصف مقالة الصراع بين الكرم والبخل في حياة البشر،
حيث تقابل ديناران في خزينة أحد البنوك:
كان أحدهما في جيب كريم، وكان الآخر في جيب بخيل. فتشاجر الديناران وتجادلا،
فاصطفت مجموعة من الدنانير لمناصرة الدينار الأول،
واصطفت بعض الدنانير الآخرى لمناصرة الدينار الثاني،
وبدأ الحواروالمناظرة بين الدينارين:
بدء الحوار بين الدينارين
دينار البخيل: أنظر إليَّ أيها المسكين، أنا في هدوء وسكون، لا يعبث بي أحد،
وأبقى أياماً وأسابيع، وقد تكون شهوراً وسنين. أنا ورفقاء جنسي، في راحة دون عناء،
ولا يمسنا أحد، سوى تفقدنا من حين إلى آخر.
الدينار الكريم: إذا كنت في هدوء وسكون، فهي سمة الخمول والكسل،
وهذه ليست سمة النشطاء الذين يسعون ويجتهدون. أما أنا فكل ساعة أو ساعات،
أكون في يد معطاء كله كرم، يضعني في يد فقير أو محتاج، ولا أبقى ساكناً؛
فمن يد إلى يد.
ألا تعلم بأن أفضل دينار هو : دينار أنفقته على عيالك،
ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أصحابك. ودينار أنفقته في رقبه.
وبذلك أفضل دينار ما أنفقته على عياله من الأهل والزوجة
أو ما يُنْفِقُهُ الرّجُل عَلى أصحابه أو قريب فقير أو ضيفه.
فهل كان صاحبك البخيل، أيها الدينار كان ينفق ذلك؟
دينار البخيل: ألا ترى علامات الراحة بادية على جسمي، هيا المسني،
فأنا في صحة وعافية، وأنت كعود قصب منتوف، فإذا هبت عليك الريح تقتلعك.
دينار الكريم : أنت تتباهى بجسمك، وكأنك بالون منفوخ،
وتناسيت ضمور عضلاتك، وترهل جسمك من كثرة الجلوس.
ولو طلبت مصارعتي لوافقت دون تردد، فهل تلبي طلبي؟
دينار البخيل، ينظر باستهزاء، ويقول: أنت تريد مصارعتي،
ألا تخجل ممن تدور في جيوبهم من الفقراء والمحتاجين.
سأريك من أنا.
المصارعة بين الدينارين
اندفع دينار البخيل بسرعة اتجاه دينار الكريم، ولكن دينار الكريم لَطَمَهُ لَطْمَةً،
أوقعته أرضاً. وأخذ دينار البخيل يتقلب على جنبيه من شدة الألم، و قام من سقطته،
وهو يتكئ على بعض خاصته من الدنانير البخيلة، وهو يرتجف.
دينار الكريم: هذه نتيجة بقائك في جيب البخيل، فلا قوة عندك، ولا كرامة نلت،
ولا كسبت حب ومودة أحد. اصطفت أغلب الدنانير إلى جانب دينار الكريم،
وضحكت وصفقت، وقالت بصوت واحد:
نتمنى أن نكون- بإذن الله- في جيب كريم.