واقع فيروس كورونا في الأمة
رفقاً بنا فيروس كورونا، جعلتي تقارب الأحياء تباعد، ولم يسلم منكِ الأموات، فيصلى عليهم في الخلاء بتباعد.
رفقاً فيروس كورونَا! هاجمتي الشيوخ والعجائز، فقلنا: هؤلاء على حافة قبورهم؛
كما يقولون، فقذفتي بهم في قبورهم، دون خجل أو وجل من مشيب.
ولذلك، قفي هنا، لقد تجاوزتِ حدودكِ، وتجاوزت الخطوط الحمر، فلم تستكفي بالمشيب، فطال شرُّكِ ما قبل المشيب!
مهلاً مهلاً! إنهم الشباب! ألا تدرين بأنهم عماد الأمة؟ وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يعجب ربك من الشباب ليست له صبوة) …. رواه أحمد.
( صبوة أي: يتبع طريق الحق دون أن ينحرف عنه، بالانغماس في مطالب الدنيا).
ضحكت كورونا، وقالت باستهزاء: شباب من يا هذا؟ أهؤلاء شباب الأمة التي يعوَّل عليهم، ألم ينغمسوا في طلبات الدنيا؟
شباب خطفته الدنيا، يجلس بالساعات أمام فلم، أو مسلسل خليع، ناسياً أو متناسياً صلاته،
بل كل ما يربطه بالحياة حوله، وكأنه في عالم آخر!
شباب أهوج، يتمسمر أمام مباراة لكرة القدم، يصفق ويهلل، وقد يكبر للأسف،
لفريق أو للاعب عادى الإسلام والمسلمين، بل يدعم اليهود والبوذيين.
بالله عليكَ! شباب من هؤلاء؟ قل لي.
الخير موجود في أمة الإسلام
صرختُ في وجه كورونَا، وقلت انتظري وتمهلي، لا تحكمي على كل الشباب هكذا من ظاهر الأمور،
فقد يكون فيهم الخير الكثير الذي لا تعلمينه، وقد يتغيرون بعد ذلك ويتوبون!
نظرت كورونا بتعجب، وقالت: أين هم؟
قلت لها، ألم تسمعي قول رسولنا الحبيب صلوات الله عليه:
” لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله، وهم كذلك”. أخرجه مسلم والبخاري وغيرهما.
التفتت كورونا، وقالت: ولكن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال:
ألم تَعلم بأنني داء ودواء، بلاء وابتلاء، ومسخر من رب السماء؟
ولكن رفقاً كورونا! ليس الكل سواء!
حصار غزة وفيروس كورونا
رجوكِ كورونا! الحصار في غزة يحاصر الدروب من الشمال إلى الجنوب؛
فالسماء عكرتها الذنوب، والشمس تنتظر الغروب، فأين وإلى أين الهروب؟
صاحت كورونا بصوت، هز الأرجاء والدروب، قائلة: سأرحل بنصائح وشروط، وهي ، 3 نصائح رائعة من كورونا لأهل غزة:
- لا تخافوا من حصار، فالحصار يقوي الشعوب.
- ولا تخافوا من الحروب، فما نهض شعب، إلا من حروب.
- ولا تخافوا مني، فأنا باق ما بقيت فيكم ذنوب!!!