موقف مؤلم (لشاب عاق ألقى أمه في الشارع)!
هل أنت بار بوالديك؟ أم عاق لهما؟ في هذه القصة القصيرة( موقف مؤلم )،
ستندهش بالتأكيد عندما، تسمع عن موقف مؤلم ومحزن لشاب عاق لوالدته ،
لأنه ( ألقى أمه في الشارع).
هل تصدق ذلك؟ هذه القصة ذكريات الماضي المؤلمة، التي لا ولن أنساها،
وهي محفورة في ذاكرتي، والتي أوقفت شعري وأوصالي .
لم أصدق ما حدث، ولكنه حدث، ويحدث في زمن فُقد فيه البر بالوالدين، وفُقدت الأمومة.
قصة مؤلمة جداً لعجوز ملفوفة في بطانية ملقاه في الشارع
هل يعقل أن يلقي شاب أمه في الشارع بعد منتصف الليل، في يوم شتوي شديد البرد؟
أين الضمير؟ بل أين الإنسانية؟ و أين الرحمة؟ في واقع الأمر ، وبعبارة أخرى :
إنهم أضاعوا دينهم لكسب دنياهم، والأهم من ذلك كله : إنه موقف مؤلم ومحزن حقاً.
الجو شديد البرودة، والرياح تزمجر في كل مكان، ولذلك ، البرق يخطف الأبصار. وضعت رأسي على وسادتي كي أنام، و في غضون ذلك،
سمعت صوت طارق، يطرق الباب .خرجت بسرعة، وقلت: من الطارق؟
الطارق الصامت
لم يجب أحد، أعدت السؤال لم أسمع إلا صوت الرياح الشديدة . خرجت بهدوء ،
وفتحت الباب ولم أر أحد . عدت إلى فراشي، مرة ثانية،
و لكن طرق الباب لم يفارق أذني. نتيجة لذلك، رجعت إلى الباب مرة أخرى،
وفتحته ، ثم خرجت إلى الشارع .
فوجئت!!! كومة سوداء ملقاه بجانب الباب، أخذت أقترب منها بهدوء،
ولكن الظلام حال بيني وبينها، ولمحت شيئاً يتحرك، ساورني الخوف.
ما هذا؟ . دخلت البيت بسرعة، وأحضرت في يدي مصباحاً ؛
لأن الكهرباء مقطوعة؛ لأن الرياح كانت شديدة .
أخذت أقترب من الكيس، فإذا هو بطانية . فتحت الكيس بحذر شديد، وكاد قلبي يقفز .
يا للهول! إنه أصعب موقف مؤلم رأيته بعيني في حياتي عجوز طاعنة في السن،
ترتجف من شدة البرد لُفَّت ببطانية، وأُلقِيت في الشارع .
حضرت زوجتي عندما لم تجدني في الفراش . وحملنا العجوز،
وأدخلناها في البيت . وقامت زوجتي بتدفئتها، وتغيير ملابسها، واطعامها. محاولة التعرف على أهل العجوز
وما هي إلا دقائق حتى غطت العجوز في نوم عميق . بسبب موقف مؤلم تجسده هذه العجوز ، لم استطع النوم .
فكلما حاولت النوم ، ظهر أمام عيني مشهد العجوز.
إنه حادث مؤلم للغاية . وفي الصباح الباكر، وجدنا العجوز قد استيقظت مبكراً .
فقلت هذه فرصة، أستطيع التعرف عليها، وعلى اسمها وأهلها . جلست بجانب العجوز.
وأخذت أحادثها، وأسألها عن اسمها وعن عائلتها.ولكن لم تجب.
اقتربت زوجتي منها وأخذت، تكرر نفس أسئلتي ، والعجوز تنظر بتعجب ، ولا تجيب .
العجوز مصابة بمرض الزهايمر
أردنا أن نتأكد من صحة عقل العجوز، فأخذناها إلى الطبيب.
وبعد الفحص والمعاينة، ظهر أنها فاقدة الذاكرة. الغريب أن هذه العجوز
كانت تكرر جملة واحدة وتقولها طول النهار، وهي:( يا حبيبي يا فادي: أمك غريبة ارحمها).
وعندما يكون وقت النوم ، كانت تمسك بالوسادة وتحتضنها، وتقبلها وتقول:
( تعالي إلى صدري يا خديجة). أخذت أسأل نفسي :من فادي هذا؟
ومن خديجة هذه؟ حاولت الوصول إلى أي خيط يقربني من أهل العجوز .
محاولات البحث عن الحقيقة
فقد عملت على نشر مقطع فيديو video من خلال يوتيوب youtube .
يصف و يرصد حالة العجوز. وهو مقطع محزن ومبكي، وتم عرض صورة لها.
مرت الأيام والشهور، وأنا أبحث، وأتقصى لأعرف أصل هذه العجوز. ومن هي؟
ولكن دون فائدة. وفي يوم وأنا أتجول في السوق، رأيت شاباً يدفع عربة .
يجلس فيها شيخ طاعن في السن، وبجوار العربة فتاة في مقتبل العمر .
ظهور خيوط الحقيقة
تجاوزت العربة التي يجلس فيها الشيخ، ولكن أوقفني صوت الشيخ .
وهو ينادي على الفتاة . ويقول لها:يا خديجة ، قولي لفادي: أن يشتري موزاً لي .
سمع الشاب قول الشيخ. فقال له: نحن احضرناك معنا،
وأنت أردت أن تتحكم فينا.أتريد أن تذهب عند زوجتك .صرخ الشيخ،
وبكى وقال: لا لا أنا لا أريد موزاً، ولا خوخاً .
أخذ الشك يسري في صدري. وقلت في نفسي: أهذه هي عائلة العجوزة!
وهل هذا الشاب من ألقى بها جوار بيتي؟
أخذت أقترب من عربة الشيخ، واصطدمت بها متعمداً، فنظر الشاب باسغراب .
وقال لي: أنت أعمى، فتحْ عينيك جيداً، قلت له أنا آسف: واقتربتُ من العربة،
وقلتُ للشيخ:كيف حالك يا حاج؟
فردت الفتاة بصوت حزين، وبلهجة مملوءة بالأسى.وقالت: الحمد لله،
الحاج طيب، وكويس. لكن يريد، …
وسكتت، ولم تكمل كلماتها!بسرعة ذهبت إلى بائع الموز، واشتريت موزاً.
وقدمته للفتاة لتقدمه للحاج.وقلت هذا صفح عن ذنبي؛
لأنني اصطدمت بعربة الحاج. أرجوكم أن تسامحوني.وبذلك:
استطعت أن أتأكد أن فادي هو من ألقى أمه في الشارع بجوار بيتي.
التقرب من أهل العجوز
أخذت أتقرب منهم، وتوطدت علاقتي معهم. ومن خلال الحديث معهم، ع
رفت أن زوجة الشيخ هي أم فادي. وهي من بلاد بعيدة، وأن فادي خدع أخته خديجة.
وأَوْهَمَا بأن أمها سافرت إلى أهلها. ولن تعود، وستعيش هناك.
حواري معهم حسم موقف احترت فيه، وبذلك تعرفت على عائلة العجوز.
اخذت أتقرب منهم شيئاً فشيئاً، حتى كسبت مودتهم . وزرت منزلهم،
وطلبتُ منهم رد الزيارة ، وزيارة بيتي .
مفاجأة أهل العجوز
وبالمثل ، لبوا الدعوة، وفي اليوم الموعود للزيارة، استأجرت سيارة أجرة ،
والسبب في لك هو:أجل إحضار أفراد عائلة العجور إلى بيتي من شارع آخر،
حتى لا يعرف الشاب أن هذا البيت هو من ألقى أمه أمامه.
وطلبت من السائق أن لا يسير مع الطريق الرئيسي المؤدي إلى بيتي .
ولكن من الطرق الفرعية، ويدخل الضيوف من الباب الخلفي للبيت .
وصول الضيوف إلى البيت
أحضر السائق عائلة العجوز، وسار في الطريق كما طلبت منه.
حضر فادي وخديجة والشيخ إلى بيتي، فجلسوا ورحبت بهم،
وقدمت لهم الواجب. وبعد الاستراحة .
قلت لهم أمي امرأة عجوز وتحب أن ترى الضيوف.
وهي لا تستطيع المشي فهي مقعدة. رحب الضيوف بالفكرة، وبعد ذلك ،
تقدم فادي، ليسلم على أمي.
صُدم فادي عندما رأى أن أمي هي أمه. وقام بوضع يديه على عينيه،
واتجه نحو الحائط . لقد تذكر ، وحال لسانه يقول: موقف مؤلم لشاب عاق .
وأخذ يبكي بحرارة، ولما رأت خديجة أمها ذهلت واحتضنتها،وهي في دهشة.
وقالت: من أتى بك من عند أهلك؟
أما الشيخ فلم ينبس بحرف، وفي نفس الوقت، أخذت دموعه تنهمر من عينيه.
وكأن لسان حاله يقول: زوجتي فُعل بها ذلك، والدائرة ستدور عليّ.
لم يستطع فادي الكلام، و بالتالي أخذ يتمتم ويغمض عينيه، ويعض على شفتيه.
وفهمت من نظراته، أنه نادم على ما فعل ، ويريد أن أستر عليه.استأذنت من العائلة.
وقلت لهم: أولاً: هذه أمي كما هي أمكم.ثانياً: وإذا أردتم زيارتها فمرحباً بكم.
دفع الشيخ عجلات العربة بيديه نحونا،ونتيجة لذلك ، قال: أنت ابني،
كما أن هاذين أبنائي.
وخلاصة القول: تعلم من الحياة قبل أن تفارقها ، كيف تكون باراً بوالديك،
وغير عاق لهما ، وبعبارة أخرى ، ماذا تفعل لتكون باراً بهما، ولا تكون عاقاً لهما .
ألم تعلم أن رضا الله من رضا الوالدين ؟ ولذلك: بروا آباءكم وأمهاتكم،
من أجل أن يبركم أبناؤكم.