الموهبة

هل موهبة الإنسان وراثية أم مكتسبة بالتدريب والممارسة؟

هل موهبة الإنسان وراثية أم مكتسبة بالتدريب والممارسة؟ الموهبة، الممارسة

قد يسأل سائل: اعتقد أن ابني ليس لديه موهبة، ولذلك،

هل من الممكن رفع مستوى موهبته؟ أم من الصعب ذلك؟

ولكن، هل موهبة الإنسان وراثية أم مكتسبة بالتدريب والممارسة؟

إذا نظرنا إلى الموهبة، بشكل شمولي وعام، نجدها مسألة حساسة ، إلى جانب الخبرة والمهارات والمعرفة.

 فهي تشمل الرغبة في تغيير العالم والمساهمة في تنميته، 

وهذه الرغبة لا تظهر على الفور، بل تنمو تدريجياً في انتظار وقتها.

حقيقة موهبة الإنسان (وراثية أم مكتسبة )

في الحقيقة/ إن الحياة مليئة بالاكتشافات المذهلة، 

ولذلك كنت طوال حياتي أعتقد اعتقادًا راسخًا، أن الموهبة هي صفة فطرية تمامًا.

فكنت أعتقد، إذا لم تكن لديك القدرة الفطرية على نظم الشعر وإلقائه 

أو إلقاء الخطب والتحدث أمام الجمهور، فلن تجعلك بحور الشعر، شاعراً متميزاً.

وبذلك، اتضح أنني كنت على الطريق الخطأ. أظهرت الاكتشافات الحديثة أن الموهبة لا تعتمد على الصفات الفطرية فقط.

 علاوة على ذلك، بدت البيئة الاجتماعية حاسمة في تكوين بنية الشخصية.

 لذا، أليس هذا رائعًا؟ 

وهل يمكننا جميعًا أن نتحول إلى عباقرة إذا بذلنا جهدنا في ذلك؟ 

وبمعنى أدق هل من الممكن أن ننمي موهبتنا؟

حقيقة/ أخذتني الحماسة، وكنت متحمسًا جدًا حيال ذلك، و لكن وجدت قيوداً كثيرة تقف حائلاً أمامي.

هل موهبة الإنسان وراثية أم مكتسبة بالتدريب والممارسة؟ موهبة، الموهبة، الوراثة

السؤال التالي، يكشف توقف حماستي، وهو:  متى تتشكل خلايا دماغ الطفل؟ 

أو متى نستطيع تنمية مواهب الطفل؟

 تطور مواهب الأطفال بالتدريب والممارسة

 بادئ ذي بدء، يتم تشكيل أساس الموهبة في مدة قد تصل إلى ثلاث سنوات.

في خلال هذه الفترة تكون خلايا دماغ الطفل قد قامت بتطوير روابط جديدة

(و بحلول 3 سنوات، تقريباً، يكون 90٪ من بنية الدماغ قد تكونت بالفعل)،

ولذلك فإن هذا العمر مهم للغاية:

تمتاز هذه المرحلة الأولى من مراحل تطور دماغ الطفل،

 بنمو المهارات الحركية والإدراكية لديه، بحيث يصبح هذا الطفل قادرًا على التذكر والتعلم  والحركة.

الأطفال الصغار يتطورون فكرياً، وتتكون معظم سماتهم الشخصية –أيضًا- خلال هذا الوقت.

الهدف الرئيسي من التعليم والتربية في هذا الفترة،

 هو تطوير الوظائف النفسية الأساسية – الذاكرة والانتباه والخيال والتفكير المنطقي.

 تتضمن العديد من الاختبارات النفسية الحديثة الجوانب الاجتماعية، 

وذلك للطفل البالغ من العمر سنة واحدة.

وهذه الاختبارات إلى جانب معدل الذكاء المعروف، يعكسان الحاصل العاطفي للطفل.

 الفرصة الوحيدة لتحسين الذكاء العاطفي، هو تعليم الطفل التواصل مع الآخرين بشكل فعال وجيد.

في الغالب، أن هناك ما يقرب من تسعين مبدعاً من الأطفال بين كل مائة منهم، لم يتجاوزوا سن السادسة.

المؤسف حقاً، أن اثنين فقط من هؤلاء الأطفال،

 هم من يصل إلى سن الخامسة والأربعين، دون أن تُكشف ابداعاتهم!

موهبة الطفل المدفونة

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: من الذي قتل روح الإبداع لدى نفوس هذه النسبة الكبيرة من أفراد المجتمع؟

إنه المجتمع بعاداته وتقاليده، وممارساته المشينة في قتل الإبداع لدى أفراده، 

كما لا ننسى الفرد الضحية، فقد يكون قد شارك في خنق الإبداع لديه.

ومن هنا، يجب أن تكون أولوية الآباء الأولى هي، 

تحفيز أطفالهم على تطوير أنفسهم دون دفعهم بقوة.

هناك مجموعة كبيرة ومتنوعة من التعريفات لكلمة “موهبة” ، 

بعضها متناقض ومثير للجدل، ولذلك  ربما يكون من المستحيل تعريف مثل هذه الظاهرة المعقدة.

لأن الموهبة تدمج عدة أشياء مثل: الخبرة والمهارات والمعرفة،

 والتطلع إلى تغيير العالم للأفضل، والمساهمة في تقدم الكون.

مواهب الشخص، قد لا تظهر في بعض الأحيان، 

لأنها تعيش داخل الشخص الذي ينتظر وقتها، ولذلك لم لا يأتي الوقت المناسب لخروجها.

في الواقع، تتطلب المشاكل الروتينية، وإيقاع الحياة الصاخب والمشغول قدرًا كبيرًا من الطاقة.

 موهبة الإنسان وراثية أم مكتسبة 

هل موهبة الإنسان وراثية أم مكتسبة بالتدريب والممارسة؟ موهبة الإنسان، الموهبة، الوراثة

الوراثة لها دور في الموهبة، ولكن ليس كل الدور كما أسلفنا، ولكن كيف نكتشفها؟

ومن هنا،  لن تظهر الموهبة نفسها، إذا كان الشخص مرهقًا، لذلك قد تستمر هذه الحالة لسنوات.

حقيقة، لكل فرد في هذه الدنيا مجال يتفوق فيه، وقد يبدع فيه ويتميز،

 وهذه قدرات أودعها الله فينا، لنعمر الأرض.

لهذا فليتذكر كل فرد منا، أنه لن يستطيع أن يبدع في أي مجال سوى في موهبته.

في الحقيقة، قد ينجح الفرد بالجد والاجتهاد في مجال ليس لديه موهبة فيه،

 ولكنه لن يبدع في هذا المجال، وكذلك لن يتميز عن سواه فيه.

إذاً، إن استثمار قدراتك وإمكاناتك في مجال موهبتك، 

هي التي تؤهلك في الإبداع والتميز عن بقية الناجحين.

اعلم، إن البحث والتنقيب عن الموهبة ليس أمراً سهلاً، بل هو أصعب مما تتصور، فهو عمل صعب وشاق.

خلاصة القول

تصور أن الموهبة تشبه قطعة من الماس، 

والتي تكون  في بدايتها قطعة من الفحم لا قيمة لها، ولكن قطعة الفحم التي بلا قيمة،

 قد تصبح قطعة ماس مبهرة ورائعة، بعد قطعها وتشكيلها وصقلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top